1: إذا انحاز الوالد لأحد أولاده فهو ظالم، وعلى الناس أن ينصحوه ويحذروه من غضب الله، فعن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ أَنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لِابْنِهَا فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً ثُمَّ بَدَا لَهُ فَقَالَتْ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا وَهَبْتَ لِابْنِي فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لِابْنِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بَشِيرُ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ} (صحيح مسلم، كتاب الهبات). فهبة أحد الورثة غير النابعة من العدل والإحسان غير جائزة بحال، وهي ظلم كبير. فالواجب أن يكون الأب عادلا في الهبات إن كان هناك حاجة لأن يهب، وأن يراعي العدل، فقد أمر النبي صلى الله عليه بالمساواة بين الأولاد حتى في القبلة.
2: حين يكبر الأولاد وتكون لهم بيوت مستقلة ويكون أحدهم فقيرا فليس من الظلم أن يساعده والده ولا يساعد الآخرين الأغنياء.
3: إذا انحاز الوالد إلى أحد الأولاد ظلما فعلى هذا الولد، قبل غيره، أن ينصح أباه بخطأ ذلك، وأن يبين له ما هو جزاء الظالمين. وعلى الآخرين من الأولاد ألا ينظروا بحسد، وأن يتسامحوا، وأن يحسنوا الظنّ بأبيهم. وليس من الخطأ أن يتحدثوا مع أبيهم بحكمة وأدب جمٍّ حتى يُغلقوا باب الشيطان، وفي الوقت نفسه يكون التسامح هو المسيطر على أذهانهم.