فلسطين ضاعت من أيدي المسلمين بنبوءة وعيد قرآنية وهي قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ } (الأنبياء 106-107)
فالمسلمون ما كانوا صالحين فهي ميراثهم، وإذا فسدوا فستخرج من أيديهم، وقد حدث هذا الامر للمرة الأولى زمن الصليبيين، ثم في هذا العصر؛ حيث تحققت بهذا الوعيد نبوءة قرآنية عن جمع بني إسرائيل من أنحاء العالم ليسكنوا فيها ويأخذوا فرصتهم الأخيرة لكي يؤمنوا أو يعذبوا، حيث يقول تعالى:
{ وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } (الإسراء 105)
وفلسطين ستعود للمسلمين بوعد قرآني جاء في قوله تعالى:
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} (الإسراء 8)
والوعد في الحقيقة هو نبوءة مرتبطة بشروط لكي تتحقق، وشرطها هو عودة المسلمين للصلاح، والصلاح لن يتحقق إلا بالإيمان بمبعوث السماء الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام الذي جاء ليظهر الوجه الجميل الحقيقي للإسلام الذي شوهه المسلمون في هذا العصر. والقرآن الكريم يبيِّن بأن الوعد سيتحقق عندما يتمكن المسلمون بجمال دينهم ونصاعته أن يظهروا السوء والقباحة في وجوه اليهود الظالمين المغتصبين العنصريين، وعندما سيتمكنون من ذلك سيجد اليهود أنفسهم بلا عون ولا حول ولا قوة ولا نصير في العالم، وستخار قواهم وستتلاشى دولتهم القائمة على الظلم.
أما في العصر الراهن، فللأسف، نجد أن المسلمين يسودون وجوه أنفسهم، ويظهرون صورة قبيحة للإسلام بأفعالهم وتصرفاتهم ثم بمعاندتهم ومعادتهم لمبعوث السماء، وبهذا يطيلون من زمن ذلتهم وهزيمتهم، وتضيع جهودهم هباء منثورا، ويباعدون بينهم وبين تحقق الوعد بعودة فلسطين. نسأل الله تعالى أن يوفقهم لرؤية هذه الحقيقة والإيمان بها، وأن يقرِّب زمن تحقق وعده بفضله ورحمته، آمين.