loader
 

السؤال: أولا أحييكم تحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سؤالي هو فيما يخص عالم الجن أولا هل تؤمنون بالجن وما مفهومكم الخاص للجن علما أعتقد أنكم تحسبون الجن كأنهم رجال غيرناوهدا ما تفسرونه حسب إجتهادكم ثانيا إذا كان الجن مثلنا لماذا الله سبحانه وتعالى أطلق عليهم إسم الجن وخصص لهم سورة كاملة لهم ثالثا: كيف تفسرون تلبس الجن للإنسان ولماذا هناك رقية إذ

يرجى مراجعة التفسير الكبير – تفسير سورة الحجر للمصلح الموعود رضى الله عنه. وهذا ملخص ما جاء فيه
هذا ما سجّله القرآن الكريم عن الجن من صفات وأعمال، وهي - عندي - تؤكد أن تسمية الجن قد أُطلقت في القرآن على عدة أشياء:
أوّلها: الأرواح الشريرة التي تُعتبر مصدرًا للأفكار الخبيثة مثلما تُعتبر الملائكة مصدرًا للأفكار الطيبة، وكأن هذه الأرواح الشريرة أظلال وأعوان للشيطان الذي يحض على الشر. وهذا المعنى مستنبَط من قول الله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ.. مِنَ الْجِنّةِ والنّاسِ)(الناس: 7,6).
وثانيها: الأشياء التي يتوهم الكفار وجودَها ويعبدونها، مع أن الله تعالى لم ينص على وجودها، وإنما الكفار يتوهمون خطأً وجود هذه الأشياء التي لا حقيقة لها ولا وجود، ومع ذلك يشرعون في عبادتها. والدليل على ذلك هو قول الله عز وجل( وجعَلوا لِلّهِ شُركاءَ الجِنَّ وخَلَقَهم وخَرَقُوا لـه بَنِينَ وبَنات بغير علم)(الأنعام: 101).. أي أنه لا علمَ ولا دليلَ عندهم على اتخاذهم الجنَّ شركاءَ لله عز وجل ولا على اعتقادهم أن لله بنينَ وبناتٍ.
وثالثها: شعوب البلاد الشمالية الباردة. فإن كلمة (الجن) تعني الشيء الخفي أيضًا، وقد أطلقها القرآن الكريم على شعوب البلدان الباردة أيضًا بحسب عادة العرب في إطلاقها على غيرهم من الأمم. وكانت لهذه التسمية الأسباب التالية: الأول: قلة اختلاط أهل الشمال بشعوب المناطق الأخرى، لأن أهل الجنوب من البلاد الحارة الآسيوية وغيرها ما كانوا يسافرون عمومًا إلى المناطق الشمالية خوفًا من البرد القارس، كما أن أهل الشمال ما كانوا يخرجون إلى الجنوب الحار خشية الحر الشديد. والثاني: كان أهل الشمال بيض الوجوه حمر الألوان بحكم عيشهم في الطقس البارد وتعاطيهم الخمر بكثرة. مما حدا بأهل الجنوب ليعتبروا أهل الشمال كائنات غريبة، وأطلقوا عليهم الجن والجنيات.
ورابعها: الغرباء من أهل الشعوب والبلاد الأجنبية؛ وهم المراد من الجن الذين كانوا في زمن سليمان والذين يقول القرآن إنهم كانوا (يعمَلون لـه ما يشاءُ مِن مَحاريبَ وتماثيلَ وجِفان كالجَوابِ وقُدورٍ راسِياتٍ)(سبأ: 14)..
وخامسها: البشر الأوائل الذين عاشوا في قديم الزمن، والذين قام منهم سيدنا آدم عليه السلام، فأرسى الأساس لنظام جديد للحياة. كان البشر قبله غافلين عن أهمية العيش معًا على سطح الأرض منظَّمين متعاونين، حيث كانوا يعيشون كالحيوانات منفصلين بعضهم عن بعض، مختفين في الكهوف والمغارات وأصول الشجر، إذ كانوا لا يستطيعون السير بحريةٍ على سطح الأرض خوفًا من وحوش الغاب؛ فلذلك كله سُمُّوا بـ (الجن)، وهم الذين يطلق عليهم العلماء اليوم "سكّان الغار" (الموسوعة البريطانية كلمة: الغار).
وسادسها: الجن الذين زاروا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، وهم وفد من اليهود كما هو ثابت من القرآن الكريم، لأنهم يؤكدون إيمانهم بكتاب موسى عليه السلام (الأحقاف: 30 و31). لقد سماهم الله عز وجل الجنَّ لأنهم جاءوا من بلد أجنبي، ولأنهم قابلوا النبي صلى الله عليه وسلم في الخفاء؛ إذ يتضح من بعض الأحاديث أن وطنهم نصيبين، وأنهم زاروا النبي صلى الله عليه وسلم تحت ستر الليل (البخاري: المناقب). يبدو أنهم قابلوه صلى الله عليه وسلم في الخفاء خوفًا من كفار العرب، ولما استمعوا منه صلى الله عليه وسلم القرآن شهدت قلوبهم بصدقه، فلما رجعوا إلى قومهم بدؤوا في تبليغ الإسلام. هذه الأمور كلها مسجلة في القرآن الكريم. انتهى
أما التلبس وغير ذلك من الأفكار الشعبية فليست من الإسلام في شيء، وإنما هي موروثات شعبية تصورها بعض المشايخ في العصور القديمة وألصقوها بالدين.

هاني الزهيري


 

خطب الجمعة الأخيرة