loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد أن أفهم ما تفسير الاية الكريمة قال الله تعالى:((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتو الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) (التوبة29) التفسير التقليدي لأهل السنة ولم يقنعني وشكراً.

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
هذه الآية لا توجب قتال أهل الكتاب جميعا، بل تحضّ على قتال فئة منهم، وهذه الفئة من الذين لا يأبهون بالمعاهدات، فالذي حرمه الله ورسوله يعني بنود المعاهدات ووجوب الوفاء بها، فهؤلاء لا يحترمون المعاهدات، بل ينقضونها. ثم إنهم لا يدينون دين الحقّ.. أي لا يحترمون الأخلاق المتفق عليها.. فهؤلاء الأشرار الذين لا أمان لهم ولا خلاق لا بد من قتالهم حتى إخضاعهم.
والقول بأنّها توجب قتالهم لمجرد كونهم من أهل الكتاب تُبطله الآية السابقة، والتي تقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا).. فهذه الآية لا توجب قتال المشركين، ولا تفرض عليهم أن يدفعوا الجزية، بل تمنعهم من قرب المسجد الحرام، وهذا يتضمن السماح لهم بالإقامة وعبادة الأصنام، ولكن ليس في المسجد الحرام. فإذا سُمح للمشركين بالبقاء من دون جزية، فكيف بعموم أهل الكتاب؟
فالمسألة ببساطة أن القبيلة التي غدرت واعتادت على الغدر ولا تعترف بالمعاهدات والأخلاق ليس لك أن تعاهدها، بل لا بد من قتالها حتى إخضاعها.. فمثل هذه الكيانات يجب أن تزول.


 

خطب الجمعة الأخيرة