وردت عدة الأرملة في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (سورة البقرة 235) فعدة الأرملة أربعة أشهر وعشرة أيام.
والعدة ليس الغاية منها التأكد من الحمل فقط، بل هذه غاية واحدة، ولا بد أن يكون هناك غايات أخرى قد ندرك بعضها وقد لا ندركه.
أما بالنسبة للسؤال الثاني، مع قليل من التدبر يظهر لك أن دعوة الميرزا غلام أحمد عليه السلام تختلف تماماً عن دعوة أي مدعي آخر، فتميزت دعوة أحمد عليه السلام بالتالي:
1- الشخص الوحيد الذي ادعى أنه المهدي والمسيح
وهذه نقطة جوهرية فجميع الذين ظهروا في التاريخ الإسلامي كان الواحد منهم يدعى أنه هو الإمام المهدي فقط, ولا يدعى أنه المسيح. وذلك لأسباب منها أن المسيح عليه السلام نبي فلو ادعى هذا الشخص أنه المسيح فسيكون ذلك بمثابة إعلان النبوة.
ومنها أن غالبية المسلمين يعتقدون كما يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم حي في السماء, وعندئذ لا يستطيع الشخص أن يقول أنه نزل من السماء وبالتالي هو المسيح. أما كونه المهدي فلا مشكلة فيها لأن المهدي من وجهة نظرهم ليس بنبي ولا ينزل من السماء, وإنما مجرد مجموعة من الصفات التي وردت في روايات منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا انطبقت على شخصٍ يكون هو الإمام المهدي, وهذا ما حدث مع الكثيرين من أدعياء المهداوية فالكثير منهم توهم أنه هو الإمام المهدي لمجرد أن انطبقت عليه بعض المواصفات المذكورة في الأحاديث. وهذا الفهم ظل سائدا عبر العصور الإسلامية إلى أن جاء أحمد عليه السلام وأعلن أنه هو الإمام المهدي وهو المسيح, وشرح معنى نزول المسيح من السماء وشرح معاني نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإنه هو الشخص الوحيد الذي ادعى هذه الدعوة.
2-الوحيد الذي ادعى النبوة التابعة وتلقى الوحي
فلو نظرنا في أحوال العالم الإسلامي ومعتقدات المسلمين من اعتبار انقطاع الوحي وإغلاق باب النبوة التابعة عند غالبية المسلمين وانتشار المعتقدات الخاطئة عن الجهاد وعن الله ورسله الكرام. وبافتراض أن أحمد عليه السلام، كما يقول الخصوم رجل مدعي خرج ليفسد الدين ويساعد الانجليز, فهل من الأسهل أن يدعى النبوة ويدخل في مناقشات ومساجلات مع العلماء ليثبت لهم صدق دعواه ويتعرض للتكفير ويُعرض حياته للمخاطر, ويبذل كل جهد ووقت في سبيل إقناع الناس بنبوته التابعة. أم يدعى أنه الإمام المهدي فقط بدون نبوة ويدعو الناس للولاء للانجليز مباشرة؟ أيهما أسهل؟ إذاً فكونه ادعى النبوة التابعة والوحي فهو دليل على أنه لم يدع هذه الدعوة من عند نفسه. وهذه نقطة أيضا تميزه عن غيره ممن ادعى المهداوية. وبالتالي فإن أحمد عليه السلام ادعى بدعوة لم يأت به أحد من قبله ولا من بعده وهى أن المهدي نبي تابع في الأمة الإسلامية.
3-الوحيد الذي أدعى خروج الدجال و يأجوج ومأجوج
لم يعلن أحد من قبله خروج الدجال في عصره. وبالرغم من أن مهدي السودان على سبيل المثال والذي كان معاصرا لأحمد كان أيضا في عصر الدجال ويأجوج ومأجوج ولكن لم يذكر مهدي السودان أن الدجال قد خرج وأن يأجوج ومأجوج قد خرجوا. ولكن أحمد عليه السلام قال ذلك في غير موضع من كتبه مما يؤكد على أن هذا الفهم لحقيقة الدجال ويأجوج ومأجوج لم يكن من عند نفسه بل من الله عز وجل. وهذه أيضا دعوة لم يدعيها أحد غيره.
4-الوحيد الذي قال أن ملكه روحاني
كما كان المسيح عيسى عليه السلام مؤسسا لمملكة روحانية وقال مملكتي ليست من هذا العالم. هكذا كان أحمد عليه السلام مؤسسا لمملكة روحانية ليست من هذا العالم. وبهذا فهو يختلف عن جميع من أدعو المهداوية من قبله.
5-الوحيد الذي لم يحمل سيفا ولم يخرج على الحاكم
المسيح الموعود عليه السلام لم يحمل سيفا ولم يخرج على حاكم ولم يدعُ الناس لقتال الحاكم. ولكن كل أدعياء المهداوية قد حملوا السيوف وقادوا الجيوش وخرجوا على الحكام. مثل المهدي محمد بن عبد الله تومرت الذي أزاح دولة المرابطين وأحل محلها دولة الموحدين. وغيره كثيرون ممن حملوا السلاح وقاتلوا. ولكن أحمد عليه السلام لم يحارب ولم يقاتل ومع ذلك فُتحت له أبواب النصر فهزم المبشرين في كل موطن وغزا العقول بقوة كلامه وفتح القلوب واستوطن فيها. واليوم بعد مرور أكثر من مائة عام على وفاته يصلى عليه صلحاء العرب وأبدال الشام. ويتبعه ملايين من الناس في كل قارات الدنيا ويذكرون اسمه بكل احترام وتوقير. وهذه أيضا لم تُعطى لأحد من أدعياء المهداوية.
6-لم يربط دعوته بفساد نظام الحكم
كذلك لم يربط دعوته بفساد الحكام وإنما بفساد المحكومين وهذا أمر طبيعي فإن مملكته ليست من هذا العالم وهدفها هو إصلاح الناس وإقامة المجتمع المسلم وليس المملكة الإسلامية.
7-الوحيد الذي ظهرت على يديه المعجزات
كذلك هو الوحيد من بين هؤلاء الذين ظهرت على يديه المعجزات, فالنبوءات التي تحققت في عصره كثيرة, ونبوءاته التي نشاهد تحققها اليوم أكثر. وهذه ميزة لم تُعطى لمدعي للمهداوية من قبل.
8-الوحيد الذي أسس الخلافة والتي استمرت من بعده إلى الآن
من أدعياء المهداوية مَن أسس دول وممالك عظيمة لكن أين هي الآن؟ أين دولة الموحدين؟ وأين دولة مهدي السودان؟ أين خلفاؤهم؟ لم يبق لهم ذكر. ولكن أحمد عليه السلام قد أسس الخلافة التي هو قائمة إلى اليوم بكل ثبات وتقدم وستستمر إلى يوم القيامة بإذن الله عز وجل.
هذه النقاط تجعل من المستحيل تشبيه دعوة أحمد عليه السلام بدعاوي غيره من الأدعياء.
كما يمكنك الإطلاع على مقال ثلاثون دليلا على صدق المسيح الموعود عليه السلام والموجود على موقعنا.
هاني الزهيري
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8