جاء في التفسير الوسيط:
كَلِمَتُهُ: استخدمت هذه اللفظة في القرآن الكريم للدلالة على معاني مختلفة: (1) البشرى كقوله: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين أَنَّهُمٍ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (الصافات:171، 172). (2) الإنذار من العقاب كقوله: (أَفَمَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ في النَّارِ) (الزّمر:20). (3) الشيء المخلوق من دون وساطة مادّية، أي بإرادة الله تعالى المعَبّر عنها بقوله (كُنْ) كقوله: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) (آل عمران:46-48). (4) الآية، كقوله: (قُلْ لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي) (الكهف:110). (5) رسالة، كقوله: (قُلْ يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) (آل عمران:65). (6) تدبير، كقوله: (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى) (التوبة:40). (7) قول أو لفظ، كقوله: (كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَة هُوَ قَائِلُهَا) (المؤمنون:101). راجع أيضا الآية 126 من سورة آل عمران.
رُوحٌ: (رحمة) مشتقة من راح أي بَرَدَ ولَذَّ؛ نَشَطَ ومَرَحَ وأسرع؛ روح أي نفس، أو المادة اللطيفة في الإنسان التي هي مبعث الحيوية والإحساس والحركة الإرادية وتعم الجسم كله، ويتوقف نَفَسُ الإنسان عند انفصالها عنه؛ الوحي أو الإلهام الربّاني؛ القرآن الكريم؛ الْمَلَك؛ الحبور والسعادة؛ الرحمة (موسوعة لين).
التفســير:
من معاني لفظتي "روح" و "كلمة" يتضح أنه لا يمكن عزو أية منْزلة روحيّة لعيسى عليه السلام تعلو به عن سائر أنبياء الله تعالى بسبب استعمال هاتين اللفظتين في الحديث عنه. لقد وردت هاتان الكلمتان في القرآن الكريم عن الأنبياء الآخرين وعن أناس ليسوا من الأنبياء كالسيدة مريم وبني آدم كقوله تعالى: (أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ) (المجادلة:23)، وقوله: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجْر:30)، وقوله: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) (السجدة:10)، وقوله: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) (الأنبياء:92). وجدير بالذكر أن عبارة (رُوحٌ مِّنْهُ) أي رحمة منه، لا تعني أن الروح تمثل جزءا من الذات الإلهية ولكنها تعني أنها عطيّة وهبة من الله تبارك وتعالى، وكلمة (مِّنْهُ) قد استُعملت في القرآن المجيد بهذا المعنى كما في قوله: ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ) (الجاثية: 14).
والحقيقة أن القرآن المجيد يستعمل هذه العبارات في حق عيسى عليه السلام لأن اتّهامات باطلة قد أُلقيت عليه وعلى أمّه من قِبَل اليهود. وقد قصد من هذه العبارات تبرئة عيسى وأمّه وتطهيره من هذه الاتهامات وليس الغرض منها تأليهه. إن القرآن الكريم لا يعطي سندا من أي وجه للرأي الخطل الواهي عن أن المسيح عليه السلام أكثر من كائن بشري كسائر البشر. لقد كان عيسى بشرا مخلوقا من التراب وإن كان رسولا من رسل الله تعالى (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَني إِسْرَآئِيلَ) (الزخرف:60)، (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا) (مريم: 31).
وتشير الآية إلى الأقانيم الثلاثة التي تقوم عليها عقيدة التثليث، أي الأب والإبن والروح القدس، فتبين الآية عقيدة التثليث معلنة أن الله تبارك وتعالى هو الإله الحق، وأن المسيح والروح القدس كليهما عبدٌ لله ولا يشاركونه تعالى في ربوبيّته بأية صورة من الصور.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8