loader
 

السؤال: هل حقا تزوج الرسول من امنا عائشة بنت 9 سنوات و هل اجاز الزواج من الحديثات سنا اتمنى ان يكون الجواب لا لان هدا الكلام غير منطقي و يقض مضاجعي

أعداء الإسلام يعرضون قصة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة بطريقة موغلة في الشرّ: رجل في الثالثة والخمسين يتزوج طفلة في التاسعة.
مع أنه يمكن عرضها كالآتي.. أي إيمانٍ هذا الذي جعل رجلا يزوِّج ابنته الصغيرة من كبير في السنّ! وأي إيمان جعل هذه البنت تحب هذا الزوج الذي يكبرها بعشرات السنين رغم أنه تزوج بعدها عشر زوجات! وأي إيمان جعل هذه الزوجة وفيّة لزوجها بعد أن مات عنها وهي في ريعان شبابها لتعيش أرملة أربعين سنة! إنها إذن قصةُ إيمان راسخ تجلى في قلب أبي بكر وابنته، وتدل على عظمة هذا النبي صلى الله عليه وسلم وتأثيره العظيم في أتباعه.
لم يعترض على هذا الزواج أحد من أقرباء هذه البنت، ولم يقل أحد: يا أبا بكر، كيف تزوج طفلتك من عجوز؟ ولم يعترض أحد حتى مِن المنافقين ولا من المشركين، وهم الذين كانوا يبحثون عن أي ثغرة ليجعلوا منها عيبا فيطيرون به..
هذا التفنيد كافٍ، وكان على المعترضين ألا يتطرقوا إلى هذا الموضوع النظيف العفيف المنسجم مع العادات والتقاليد والذي لم يُضطهد فيه أحد ولم تُجبر فيه زوجة على الزواج، ولم تُعامل بأي قسوة طوال فترة زواجها.
أما أن عمرها تسع سنوات، فليس صحيحا، ولو صحّ ما كان في ذلك أي مشكلة بعد الذي قلنا. لكن نقول، إن عمرها رضي الله عنها كان أكبر من تسع سنين، بل كانت في سن الزواج، بدليل أنها كانت مخطوبة للمطعم بن عدي قبل أن يخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدليل أن أحدا من المنافقين لم يعترض على هذا الزواج، وبدليل قول عائشة: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ الْحَبَشَةِ.......(البخاري)، حيث يتضح من هذه الرواية أن عائشة رضي الله عنها تتذكر أيام الإسلام الأولى، فهي تتحدث عن مرحلة ما قبل ابتلاء المسلمين.. أي مرحلة ما قبل السنة الرابعة للبعثة. وما دامت تتذكر هذه المرحلة فلا بد أن يكون عمرها 4 سنوات عند بداية البعثة أو 4 سنوات عند نهاية مرحلة عدم الاضطهاد، (سأعتبر أن الإنسان يتذكر ما يراه بعد سنّ 4 سنوات). وبهذا فإن عمرها عند الزواج سيكون بين 15 عاما و18.
ويمكن استنتاج عمرها من خلال مقارنتها بأعمار نساء أخريات ذُكرت أعمارهن، مثل أختها أسماء، ولكن هذه الطريقة لن تكون دقيقة، لأن الروايات فيها ليست بالقوية.
أما أن عمرها تسع سنوات فقد ورد من طريق هشام بن عروة عن أبيه، وهذا الطريق ثبت ضعفه من خلال أقوال عدد من العلماء الذين قالوا: إنه يرسل الروايات عن أبيه.
أما لو قال أحد إن زواج رجل في الخمسين من فتاة تحت العشرين ليس مناسبا، فنقول: ما داما راضييْن فما شأنك أنت؟! حين يُجبر أحدهما فهذا هو الظلم.. أما ما دام كل شيء بالتراضي، وما دام الطرفان بالغين عاقلين فليس لأحد أن يعترض.


 

خطب الجمعة الأخيرة