loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أيها الأحبة أرجو منكم إفادتي ماقولكم ياكرام بهذا الحديث؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل ‏.‏ فقال ‏"‏ غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا ‏" ‏صحيح مسلم أشبهه بعبد العزى بن قطن ؟!! كيف تفسرون هذا الحديث أيها الأحبة ؟

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى الدجال في الكشف رجلا ضخما يشبه عبد العزى بن قطن.. والرؤى والكشوف كما تعلم لها تأويل غالبا ولا تؤخذ بحرفيتها.. ونرى أن اسم هذا الرجل له دلالة، فهو عبد العزى.. أي عبد الأوثان وليس عبدا لله.. فالدجال مثله يؤله المسيح ويعبده.
وأما كلمة قطن فتعني كما في لسان العرب - (ج 13 / ص 342): "القُطُون الإِقامة قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ قُطُوناً أَقام به وتَوَطَّنَ فهو قاطنٌ". فواضح أن الدجال سيتوطّن في بلادنا قرونا طويلة، وأنه ليس رجلا عابرا، بل إن فتنته مستطيرة.
فظهور الدجال في الرؤيا شبيها لعبد العزى بن قطن يعني أنه سيتحقق فيه ما في اسم هذا الرجل من معانٍ. وقد أشرتُ إلى بعضها، وقد يكون هناك معانٍ أوسع من ذلك؛ فقد ورد في لسان العرب - (ج 5 / ص 374): "ويقال العُزَّى سَمُرَةٌ كانت لغَطَفان يعبدونها وكانوا بَنَوْا عليها بيتاً وأَقاموا لها سَدَنَةً فبعث إِليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فهدم البيت وأَحرق السَّمُرَة وهو يقول يا عُزَّ كُفْرانَكِ لا سُبْحانَكِ إِنِّي رأَيتُ الله قد أَهانَكِ". فلعل في ذلك إشارة إلى هدم عقيدة الدجال بعد أن تعلو كما علا العزّى. وقد يكون هناك معانٍ أخرى أوسع من ذلك أيضا. والله أعلم


 

خطب الجمعة الأخيرة