loader
 

السؤال: السلام عليكم جزاكم الله خيرا عن المسلمين يا ابطال الاسلام . سؤالي هو انني اتابع برامجكم منذ ثلاث اشهر ففي فقرة اقوال الامام المهدي يقول (رض) انني لا ادعي النبوة بينما في احد حلقات البرنامج سمعتكم تقولون انة نبي كعيسى عليه السلام اعتقد ان هذا لبس لا نريده للاحمديين لاننا وبصراحة بدأنا ننشر ونردد ما يقوله الامام المهدي (رض) وما تقولونه من تفسير عقلاني ومنطقي لكتاب الله

النبوة ليست نوعا واحدا، والمسيح الموعود عليه السلام نفى عن نفسه النبوة في سياقات، وأثبتها في سياقات أخرى، وقد وضّح حضرته ذلك، فقال:
"حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبي مستقل. ولكن حيث إني قد تلقيت علمَ الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى صلى الله عليه وسلم، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه، فإنني رسول ونبي، ولكن بدون أي شرع جديد. ولم أنكر قط كوني نبيًّا من هذا المنطلق، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولاً بنفس هذا المعنى. لذلك لا أنكر الآن أيضا كوني نبيًّا ورسولاً بهذا المفهوم". (إزالة خطأ)
وقد ظلّ حضرته يوضح قصده، فكان يؤكد على نبوته التابعة، وفي الوقت نفسه يؤكد على نفي النبوة المستقلة المطلقة أو التشريعية. فقد كتب في عام 1907:
"إن كثيرًا من الناس ينخدعون لدى سماع كلمة "نبي" في دعواي، ظانين وكأنني قد ادعيت تلك النبوة التي نالها الأنبياء في الأزمنة الخالية بشكل مباشر. إنهم على خطأ في هذا الظن. أنا لم أدّعِ بذلك قط، بل - تدليلا على كمال الفيوض الروحانية للنبي صلى الله عليه وسلم - قد وهبتْ لي الحكمةُ الإلهية هذه المرتبةَ، حيث أوصلتني إلى درجة النبوة ببركة فيوضه صلى الله عليه وسلم. لذلك لا يمكن أن أُدعى نبيًّا فقط، بل نبيًّا من جهة، وتابعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومِن أُمته. وإن نبوتي ظلٌّ لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وليست بنبوة أصلية. ولذلك فكما أنني سُمِّيتُ - في الحديث الشريف وفي إلهاماتي - نبيًّا كذلك سُمِّيتُ تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أمته أيضًا، إيذانًا بأن كل ما يوجد فيّ من كمال إنما كان بسبب اتّباعي للنبي صلى الله عليه وسلم وبواسطته". (حقيقة الوحي)
فحضرته هنا ينفي النبوة التي ظلّ ينفيها سابقا. وأما ما هي النبوة، فنجد معناها في كتاب الاستفتاء وهو الذي كتبه المسيح الموعود عليه السلام سنة 1907:
ولا يقول هذا العبد إلا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُخرج قدمًا من الهُدى. ويقولُ إن الله سماني نبيًّا بوحيه، وكذلك سُمِّيتُ من قبل على لسان رسولنا المصطفى. وليس مُراده من النبوة إلا كثرةُ مكالمة الله وكثرة أنباءٍ من الله وكثرة ما يُوحَى. ويقول: ما نَعني من النبوة ما يُعْنَى في الصحف الأولى، بل هي درجةٌ لا تُعطَى إلا مِن اتّباع نبينا خير الوَرى. وكل مَنْ حَصُلَت له هذه الدرجة.. يُكلّم اللهُ ذلك الرجلَ بكلام أكثَرَ وأجلى، والشريعةُ تبقى بحالها.. لا يُنقَصُ منها حكم ولا تزيدُ هُدًى. (الاستفتاء)
وقد بيّن حضرته أن القضية ليست أكثر من اصطلاحات، فقال في عام 1907:
"لقد استخدم الله تعالى في وحيه كلمةَ النبوة والرسالة في حقي مئاتِ المرات، ولكن المراد من هذه الكلمات هو تلك المكالمات والمخاطبات الإلهية التي هي كثيرة ومشتملة على أنباء الغيب، لا أكثر من ذلك ولا أقل. لكل أن يختار في حديثه مصطلحًا، لقولهم: لكل أن يصطلح. فهذا مصطلَح إلهي حيث أطلق هو عز وجل كلمةَ النبوة على كثرة المكالمة والمخاطبة. أي تلك المكالمات التي تحتوي على أخبار غيبية كثيرة. واللعنة على من يدعي النبوة متخلّيًا عن فيض النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن نبوتي هذه ليست بنبوة جديدة، بل هي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم في الحقيقة، وتهدف إلى نفس الهدف وهو إظهار صدق الإسلام على الدنيا". (جشمه معرفت (أي عين المعرفة)، الخزائن الروحانية ج 23 ص 341)
ثم إننا نؤمن أنّ الله تعالى بعث المسيح الموعود عليه السلام، ولم يعلن حضرته دعواه بناء على اجتهاد شخصي. والذي بعثه الله تعالى هو نبيّ، ولكن هذه النبوة خاصة كما تبين سابقا.
وقد استخدم حضرته فعل: "أرسل" و"بعث" كثيرا، وهي التي تُستخدم بحق أنبياء الله تعالى، سواء كانوا تشريعيين أم مستقلين أم تابعين، وفيما يلي بعض النصوص:
فقد كتب حضرته في عام 1892: "لقد أنزل سبحانه وتعالى عليّ بركاته كاملةً، وأرسلني بفطرة متحمسة في اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم لكي أعلّم الناس سبل الإتباع الحقيقي وأُخرجهم من الظلمة" (مرآة كمالات الإسلام)
وفي عام 1893: كتب حضرته: "وقد بعثني الله فيهم حكما فما عرفوني وحسبوني من الملحدين". (التبليغ)
وظلّت مثل هذه العبارات تتكرر في كتبه بعد ذلك.
وما دمنا نؤمن أنه المسيح الموعود، وما دمنا نؤمن أنّ الله يبعثه، فلا بد أن نؤمن أنه نبي، ولكنه نبي تابع وخادم للرسول صلى الله عليه وسلم وللشريعة الإسلامية.



 

خطب الجمعة الأخيرة