loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله: سؤالي للأخ تميم أبو دقة في معرض جوابك للأخ أبو طارق من ليبيا ذكرت أن مقام النبوة الذي لا يعترض مع الخلافة الراشدة مستمر وان وجد سيكون في خدمة الخلافة سؤالي الا يجب ان يكون هذا الشخص هو الخليفة أو بمعنى اليس الخليفة هو حبل الله على الارض وأفضل المؤمنين؟ والسلام ختام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
استمرار النبوة في الأمة المحمدية يعني استمرار المقام؛ أي أن من الأمة من سيكونون في مقام روحاني عظيم، وسينالون كمالات النبوة ويتلقون وحيا تبشيريا كثيفا، ويعتبرون أنبياء عند الله. وهذه ميزة خاصة بهذه الأمة اقتضتها خاتمية النبي صلى الله عليه وسلم الذي اكتمل به الدين وتمت به النعمة، والذي باتّباعه ينال الأتباع المخلصون الكاملون درجة النبوة وكمالاتها، ولكن لا يُدعون أنبياء ولا يُأمرون من عند الله ولا يكون مطلوبا أن يعلنوا عن أنفسهم ولا يكون مطلوبا الإيمان بكل واحد منهم، بل نؤمن بهم إيمانا إجماليا.
أما بالنسبة للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه الصلاة والسلام، فقد بشر ببعثته القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم، ونؤمن به بكونه الإمام المهدي والمسيح الموعود، ونبايعه طاعة واتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا تقوم دعواه على كونه قد حاز مقام النبوة، بل على كونه ذلك الإمام المهدي والمسيح الموعود الواجب على كل مسلم مبايعته وطاعته. بل إن بعثته جاءت تأكيدا على خاتمية النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يمكن أن يأتي بعده نبي – قديما كان أم جديدا-، وتأكيدا أن البشارة بنزول عيسى في آخر الزمان ليست إلا قدوم فرد من الأمة الإسلامية يكون مثيلا لعيسى عليه السلام.
باختصار، مسألة النبوة في الأمة المحمدية هي مسألة تفصيلية توضيحية تبين منزلة هذه الأمة وخيريتها، ولم يقدّمها المسيح الموعود تبريرا لدعواه؛ فهي لا تلزم لهذه الدعوى. وتأكيدا على ذلك نرى أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قد أكّد على كونه نبيا متأخرا، رغم كل البشارات والدلائل التي تؤكد أنه نبي في الحقيقة؛ حيث كان يميل إلى تأويلها وصرفها إلى المجاز.
أما الخلافة فهي تقوم مقام النبوة من حيث الواجبات، والخليفة بلا شك هو حبل الله ويكون أفضل المؤمنين وفي مقام نبوي عظيم وإن لم يُدعى نبيا، كما يكون من أتباعه من هم دونه ممن يُعتبرون في مقامات نبوية والذين علمهم عند الله. ولكن حيازتهم هذا المقام يجعلهم في خدمة الخلافة ومن أخلص أتباعها ولا يجعلهم في تناقض معها.
الخلاصة أن خاتمية النبي صلى الله عليه وسلم تمنع بعثة أي نبي مستقل مع حفاظها على المقام النبوي، وبعثة المسيح الموعود والإمام المهدي عليه الصلاة والسلام قائمة على بشارات القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم وليس على حقيقة مقامه، وأنه لا مجال لادعاء النبوة المستقلة في هذه الأمة ومن ادعى ذلك فهو كاذب، وأن الخلافة تقوم مقام النبوة من حيث الواجبات، ولا يمكن أن يُبعث نبي يخرج عن طاعة الخلافة ويخالفها، ومن ادعى ذلك فهو كاذب.
تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة