loader
 

السؤال: السلام عليكم ! إذا كان الهدف من ظهور المهدي عليه السلام هو إقامة العدل ويفترض أنه حي يرزق لتحقيق ذلك، فكيف يتم ظهوره وهو قد مات كما تعتقدون بالميرزا أنه المهدي أو المسيح ؟ وكيف يكون الميت مهديا لتحقيق الهدف الذي ذخره الباري له؟!

يقول الله عز وجل في القرآن الكريم:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (الصف: 10)
فلا بد من التمييز بين عمر النبي وزمن النبي. إن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما قضاه من أيام في هذه الدنيا فأدى الأمانة وبلغ الرسالة ثم توفي صلى الله عليه وسلم ولم يكن الإسلام قد خرج من الجزيرة العربية. أما زمنه صلى الله عليه وسلم فهو ممتد إلى يوم القيامة وفيه تقطف الثمار وتتحقق الوعود بنصرة الدين وإظهاره على الأديان كلها في العالم كله ويأتي المجددون ويأتي المهدي المنتظر. وأنت ترى أن ظهور الإسلام على الأديان كلها، وكان وعدا من الله عز وجل الذي لا نشك بتحققه، لم يحدث حتى يومنا هذا إذ جُل الناس من النصارى. فإن كانت تلك سنة الله مع خاتم النبيين وأعظم الرسل صلى الله عليه وسلم فلن يخرج خادمه المسيح الموعود عن هذه السنة.
ولقد أوحي إلى المسيح الموعود عليه السلام ما يلي وهو جزء من الآية التي ذكرت في الأعلى:
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"
وقد أورد صاحب روح المعاني ما يلي:
"إذا نزل عيسى عليه السلام لم يكن في الأرض إلا دين الإسلام، ولا يضر في ذلك ما ورد من أنه يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من الإسلام إلا اسمه، إذ لا دلالة في الآية على الاستمرار. وقيل: المراد بالإظهار الإعلاء من حيث وضوح الأدلة" (كتاب روح المعاني؛ ج27، ص88)
وبنـزول هذا الإلهام على المسيح الموعود عليه السلام في العصر الحاضر، فإن الله سبحانه يؤكّد له أن الانتصار النهائي على جميع الأديان يبدأ منه، ويستمر رويدا رويدا حتى يبلغ إلى كماله، ولن يبقى على وجه هذه الكرة الأرضية إلاّ دين الإسلام.. الدين الذي أتى به سيد الخلق محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسوف يغزو الإسلام أفئدة الناس بالأدلة والبراهين.
وقد فسر المسيح الموعود عليه السلام الإلهام المذكور فقال:
"... أي ليُظهر دين الإسلام بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة على كل دين سواه، أي ينصر الله المؤمنين المظلومين بإشراق دينهم وإتمام حجّتهم". (البراهين الأحمدية، ص239)
وقال كذلك:
"... لا يكون في العالم إلا دين واحد وإمام واحد. لقد جئتُ لأبذر البذر، وقد زُرِعَ ذلك البذر بيدي، والآن لسوف ينمونّ وليزدهرنّ، ولا يستطيع أحد أن يصدّه" (تذكرة الشهادتين، ص65)

وسام البراقي


 

خطب الجمعة الأخيرة