loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة اله وبركاته سمعت من الاستاذ/هانى والداعيه/محمد أحمد نعيم فى تفسير قوله تعالى( اقتربت الساعه وانشق القمر) ان قدحان وقت نصرة المسلمين)ولكنى قرات فى تفسير مصحف القران الكريم بالازهر الشريف بمصر أت تفسيرها(قرب وقت القيامه) فماتعليق حضرتيكم؟

أخي الكريم للساعة والقيامة في القرآن الكريم معان عديدة، فيقول المصلح الموعود الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام في "التفسير الكبير" للقرآن الكريم ما يلي:
"فليكنْ معلوما أن لفظ القيامة قد ورد في القرآن بعدة معانٍ، حيث أُطلق على القيامة التي سيُبعَث فيها الناس جميعا ويُحشَرون بعد الموت. كما أُطلق هذا اللفظ على بعثة نبيّ، أو هلاك أعدائه، أو غلبة أتباعه. إن بعثة نبي قيامةٌ من حيث إنها تتسبب في انكشاف شتى الكفاءات الكامنة في الناس. عندما يظهر نبي تبرز للعيان قوى الخير وقوى الشر الكامنة في قومه، فيقع بمجيئه حشرٌ في العالم، و تنشكف القوى الكامنة في النفوس، وهكذا يكون النبي بمنـزلة يوم القيامة لهم. وعلى سبيل المثال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه سببًا في تحوُّل أبي بكر إلى ما صار إليه، وفي تحوُّل أبي جهل إلى ما صار إليه.
باختصار، إن بعثة نبي نوع من أنواع القيامة.
ثم إن ساعة هلاك أعداء نبي تُعد قيامةً أيضًا؛ لأن من معاني القيامة الموت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات فقد قامت قيامته. (مجمع بحار الأنوار لمحمد السندي: تحت كلمة القيامة، وتشييد المباني الحديث رقم 276، والمقاصد الحسنة للسخاوي، الحديث رقم 1183). فما دام موت شخص واحد يسمى قيامة، فموتُ قوم أحقُّ أن يسمى قيامة. ويقول الشيخ محمد طاهر السندي عن لفظ القيامة: "وقد ورد في الكتاب والسنة على ثلاثة أقسام؛ القيامة الكبرى والبعث للجزاء، والوسطى وهي انقراض القرن، والصغرى وهو موت الإنسان." (مجمع بحار الأنوار: القيامة)
وهذا ما يؤكده القرآن ويصدقه، بل إنه قد ألقى ضوءًا أكثر على لفظ القيامة والساعة - علمًا أن هذين اللفظين يُستعملان بمعنى واحد- حيث تكشف لنا دراسة القرآن الكريم أن لفظ القيامة يُطلق فيه على المفاهيم التالية:
1- رقي أمة نبي 2- دمار أعداء نبي 3- انحطاط أمة نبي بعد رقيها.
وقد ورد المعنى الأول في قوله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر:2)."

"(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(القمر:2).. أي قد حان دمار العرب، ودليله أن القمر قد انشق. ففي هذه الآية دلالة واضحة على أن هناك صلة وثيقة بين اقتراب الساعة وانشقاق القمر، ولكنا لا نجد أية علاقة ظاهرة بين اقتراب الساعة وانشقاق القمر. إذ لو كانت بينهما علاقة ظاهرة فكان من المفروض أن تقوم القيامة عندها، ولكنها لم تقم حتى اليوم على مرور ثلاثة عشر قرنًا على حادث انشقاق القمر، في حين نجد الله تعالى يقول لقد اقتربت الساعة ودليله أن القمر قد انشق. فثبت أن المعنى الذي يفسر به انشقاق القمر عادةً معنى خاطئ، كما أن المعنى الذي يفسَّر به لفظ "الساعة" أيضًا خاطئ.

الحق أن الساعة تُطلق في القرآن الكريم على زمن بعثة الأنبياء وغلبتهم وازدهارهم وعلى هلاك معارضيهم ودمارهم. وعليه فإن هذه الآية تعني أنه قد حان الآن أن تحل تلك الساعة المقدرة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم والانقلاب المنوط به، وعلامته أنْ قد انشق القمر.
وقد ذكر الله تعالى هذه العلامة لأن القمر كان رمزًا لحكم العرب حيث تروي صفية - رضي الله عنها التي كانت بنتًا لأحد رؤساء اليهود والتي صارت فيما بعد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم- أنها رأت في المنام مرة أن القمر قد سقط في حِجرها. فحكت رؤياها لأبيها، فلطمها لطمة شديدة وقال: تريدين الزواج بملِك العرب؟ (الإصابة: كتاب النساء، حرف الصاد)"
وسام البراقي


 

خطب الجمعة الأخيرة