جاء في التفسير الوسيط
إن لكل شخص مواطن ضعف قد تكون خفيّة أحيانا حتى عن إدراكه، ولكنها تتضح له في وقت الشدّة، أو حينما يتعرّض لموقف من مواقف الفتنة أو الإغراء. فمثلا، بعض الأشخاص قد يكونون جبناء، ولكنهم لا يدركون وجود هذه النقيصة فيهم، أما عندما يتعرّضون للخطر وتسقط قلوبهم بين ضلوعهم، فحينئذ يدركون وجود تلك النقيصة التي كانت خافية عنهم. وهكذا كان الأمر مع آدم عليه السلام عندما تعرّض لفتنة الشيطان وخديعته، إذ أنه أدرك موطن الضعف لديه. والقرآن المجيد لا يقول إن مواطن الضعف هذه لدى آدم وزوجه قد صارت معروفة للناس، وإنما صارت معروفة لهما أنفسهما.
إن كلمة "سوأة" التي سبق شرحها في الآية 21 عاليه لم تأت هنا بمعنى "عري" وإنما بمعنى سبب "للخجل" أو "الضعف"، لأن عري الإنسان لا يمكن أن يكون خافيا عنه. إن بعض عناصر الضعف كانت بالفعل خافية عن آدم عليه السلام، ولم تنكشف له إلا بعد أن نجح عدوّه في جرّه بعيدا عن موقعه الآمن الذي كان فيه. وقبل ذلك كان يقوم بتأدية عمله بعون الله تعالى وبفضله ، مما كان يشكل غطاء يخفي مواطن الضعف لديه، ولكنه لما تحالف مع تلك العائلة التي كان الله تعالى قد حذّره من التعامل معها، تكشّفت له عناصر الضعف هذه وأدرك بكل أسف مدى ضعفه وقلة حيلته.
وبعد أن نجح الشيطان في خلق صدع في المجتمع، وتسبب في خروج بعض ضعاف النفوس منه، جمع آدم عليه السلام "أوراق الجنة" أي راح يجمع شباب المجتمع ويوحّد أفراد قومه ويعيد تنظيم قواته بمساعدة أولئك الشباب. فمن المعروف أن الشباب الذين يكونون عادة بعيدين عن التعصّب ولا يأبهون كثيرا للأخطار، هم الذين يتّبعون الأنبياء عادة ويقومون بمعاونتهم. وقد ذكر القرآن المجيد ذلك في حق موسى عليه السلام فقال فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِّنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّنْ فِرْعَوْنِ (يونس:84).
نقله
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8