loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله اللهم صلي علي محمد وعلي ال محمد كما صليت علي ابراهيم وعلي ال ابراهيم في العالمين انك حميدا مجيد اخوتي في الاسلام اين اجد حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه يكثر عني الاحاديث فماوافق القران والعقل فأنا قلته وجزاكم الله عنا كل خير

أحاديث عرض الحديث على القرآن الكريم
هنالك عدد من الأحاديث التي تأمر بعرض الحديث على القرآن الكريم قبل الأخذ به، منها: "إذا حُدِّثْتُم عني بحديث يوافق الحق فصدِّقوه وخذوا به"، ولكن أهل الحديث ضعّفوا هذا الحديث وأمثاله، فقد قال العجلوني في كشف الخفاء: "قال السخاوي رواه الدارقطني في الإفراد والعقيلي في الضعفاء وأبو جعفر بن البحتري في فوائده عن أبي هريرة مرفوعا، والحديث منكر جدا، وقال العقيلي ليس له إسناد يصح".
ثم تابع يقول: ومن طرقه ما عند الطبراني عن ابن عمر مرفوعا "سئلت اليهود عن موسى فأكثَروا فيه وزادوا ونقَصوا حتى كفروا، وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وأنه ستفشو عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرؤوا كتاب الله واعتبِروا، فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله". (الطبراني)
وقال تعليقا على هذا الحديث: "وقد سئل شيخنا - الحافظ ابن حجر - عن هذا الحديث فقال إنه جاء من طرق لا تخلو عن مقال، وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل انتهى، وقال الصغاني: هو موضوع". (كشف الخفاء)
ومن الروايات الشبيهة بالروايتين السابقتين:
الحديث: "إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرِضوه على كتاب الله فما وافقه فعنّي وما خالفه فليس عني" (مسند الربيع عن ابن عباس) .
ومنها الحديث: "ما من نبي إلا وقد كذب عليه من بعده، ألا وسيُكذب عليَّ مِن بعدي كما كُذِب على من كان قبلي، فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو عنّي وما خالفه فليس عني" ( مسند الربيع عن جابر بن زيد).
ومنها الحديث: "ستكون عنى رواه يروون الحديث فاعرِضوه على القرآن، فإن وافق القرآن فخذوه والا فدعوه" (كنز العمال نقلا عن ابن عساكر)
ومنها الحديث: " أَلا إِنَّ رَحَى الإِسْلامِ دَائِرَةٌ، قَالَ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: اعْرِضُوا حَدِيثِي عَلَى الْكِتَابِ، فَمَا وَافَقَهُ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا قُلْتُهُ". (المعجم الكبير للطبراني عن ثوبان).
ومنها الحديث: "إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِى رُوَاةٌ يَرْوُونَ عَنِّى الْحَدِيثَ فَاعْرِضُوا حَدِيثَهُمْ عَلَى الْقُرْآنِ، فَمَا وَافَقَ الْقُرْآنَ فَخُذُوا بِهِ وَمَا لَمْ يُوَافِقِ الْقُرْآنَ فَلاَ تَأْخُذُوا بِهِ" (الدارقطني)
ولكنّ رأيَ أهل الحديث أن أحاديث العرض على كتاب الله كلها ضعيفة، فمنها ما هو منقطع ومنها ما بعض رواته غير ثقة أو مجهول، ومنها ما جمع بينهما فهو منقطع ورواته ضعفاء ومجاهيل!
ولكن، لماذا ضعّف أهل الحديث هذا الحديث:
يبدو أنهم ظنّوا أن هذه الأحاديث تتعارض مع طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أنها تعتبر أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن أن يعارض القرآن الكريم! والعياذ بالله. أو أنهم ظنّوا أنها تتضمن التسرع في رفض الأحاديث والحكم بضعفها ووضعها في أدنى نظر.
مع أن الأمر ليس كذلك، فهذه الأحاديث تقول ستنتشر روايات باسمي، فالحلّ عند ذاك هو عرضها على القرآن الكريم، فما وافقه فخذوا به، وما عارضه فلا تأخذوا به.
إذا كانت هذه الأحاديث تعني عرض الحديث على القرآن والإسراع في رفضه بمجرد الشعور بالتعارض فهذا الفهم غير مقبول، ونحن مع أهل الحديث في رفض هذا المضمون، ولكننا لسنا معهم في رفض هذه الروايات، وهي ليست رواية أو اثنتين، بل عديدة.


 

خطب الجمعة الأخيرة