loader
 

السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم : نحمده و نصلي على رسوله الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : ما معنى قوله تعالى ( لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) وأرجو منكم الدعاء و شكرا

بين الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أن المقصود من آية المودة هذه هو أن على المسلمين أن يحبوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما يحبون أقاربهم من دون أن ينتظروا أجرا على ذلك.. فالأم تحب ابنها من دون مقابل، فهي تضحي من أجله ولا تنتظر منه أي أجر على تضحيتها، بل بدافع فطري ومن دون تلكؤ. وهذا هو المطلوب من المسلمين حتى يرتقوا في الروحانية.. المطلوب منهم أن يحبوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخلفاءه مِن بعده حبًّا لا ينتظرون من ورائه منفعة دنيوية.. حبا فطريا، الحب الذي يكون بين الأقارب.
وقد ربط الخليفة الثاني رضي الله عنه بين هذه الآية وبين آية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}، حيث أشار إلى أن هذه الآية تأمر بالعدل، وهو أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، ثم الإحسان، وهو أن تعاملهم أفضل مما تتوقع منهم أن يعاملوك، وأن تقابل إساءتهم بالحسنة، ثم أن ترتقي أكثر فتعاملهم بمحبة وعطاء من دون أن تنتظر أي مقابل، وذلك كما تعامل الأم ابنها، والابن أمه وأباه، والقريب قريبه.
هذا هو المعنى الذي لا يحطّ من شأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والذي ظنّ الشيعة أنه أهم دليل لهم على إمامة عليّ رضي الله عنه وأبنائه. مع أن حبّ فاطمة وزوجها وأبناءها بديهي عند كل مسلم، وهل يمكن لمسلم أن يكرههم أو أن يكره أبا بكر وعمر وعثمان وكل الأولياء والصالحين؟ ولكن أن تنزل آية قرآنية تطالب الناس بأجرٍ ماديّ أو شبه مادي فهذا محال. هذه المودة التي علينا أن نحسّ به تجاهه صلى الله عليه وآله وسلم هي من أجلنا نحن أولاً، من أجل أن نرتقي ونتقرب إلى الله تعالى.


 

خطب الجمعة الأخيرة