ما معنا قوله تعالى (وضع الصاع في رحل اخيه هل هيه حيله شرعيه امماذا

جاء في التفسير الكبير:
يبدو أن الذي نادى هو نفسه الذي قام بالتفتيش عن الصُواع لا يوسف عليه السلام. والمراد من كلمة (قبل وعاء أخيه) أي قبل وعاء بنيامين الذي هو أخ ليوسف. ولم يؤخر التفتيش عن الصواع في وعاء بنيامين لأنه كان على علم بأن الصواع في متاعه وسوف يعثر عليه في نهاية المطاف، وإنما بدأ بالآخرين قبله أدباً واحتراماً له، لما كان يوسف يخصه بحب وحفاوة غير عاديين، ولم يتوهم أن يكون الصواع في وعائه.
إن قوله تعالى(كذلك كِدنا ليوسف) يؤكد أن هذا كان تدبيراً خاصاً من الله تعالى، ومع ذلك نجد بعض المفسرين مصرّين على اتهام يوسف عليه السلام بالكذب والخداع. والحق أن كل هذا كان تخطيطاً إلهياً خاصاً، حيث جعل يوسفَ يترك "الصواع" في وعاء أخيه ناسياً، ثم جعل إخوته يقولون متحمسين دونما رويّة: (جزاؤه من وُجد في رحله فهو جزاؤه)، وهكذا اضطرهم ليتركوا بنيامين وراءهم عند يوسف. وبعد ما غادر إخوته يكون سيدنا يوسف قد أخبر عماله بالحقيقة، وهكذا ظهرت براءة بنيامين أمام القوم، فبقي عند يوسف دون أن يجد إخوته فرصة للاعتراض على استبقائه عنده.
نقله