التقول هو نسبة وحي حرفي إلى الله تعالى. والبهاء في كتابه الأقدس بل في كل كتبه لم ينسب الوحي إلى الله تعالى، بل اعتبر افكاره الخاصة التي تفيض بها قريحته وحيا. ومصير المتقول هو الهلاك المؤكد الواضح بيد الله تعالى مباشرة أو عن طريق الناس، ويكون هذا الأمر جليا بحيث لا يملك أحد إنكاره، كما أن دعوته ستجتث من بعده.
وبما أن البهاء ليس متقولا وفقا لنص الآية، فالآية العامة التي تبين عاقبة دعوة البهاء وأمثاله هي قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } (الأَنعام 22)
فقد ساوى الله تعالى في هذه الآية بين فئتين؛ فئة المفترين على الله الكذب وفئة الذين يكذبون الأنبياء، وبيّن الله تعالى أن كليهما لن يفلحا.
وبالفعل نرى أن كل من تصدوا للأنبياء قد فشلوا وفنوا واندرست آثارهم، كما أن كل مفترٍ؛ متقول كان أم غير متقول، قد فشل فشلا ذريعا ولم يحالفه النجاح أو الفلاح وكان مصير دعوته الاندثار.
ويمكن بسهولة قياس مدى الفشل الذريع الذي لحق بدعوة البهاء وذلك بمجرد النظر في العناصر الرئيسة لدعواه. فقد ظهر البهاء وأعلن أن الإسلام قد انقضى وقته، وأن شريعة الإسلام لم تعد صالحة وأنه آن الأوان لتقديم كتاب جديد وهو الأقدس وشريعة جديدة وهي شريعة البهاء. فما الذي حدث منذ إعلانه هذه الدعوة؟
لقد ازداد عدد المسلمين منذ ذلك الوقت ازديادا هائلا، وبقي الإسلام هو الدين الأكثر نموا في العالم، كما أن قارئي القرآن وحفاظه قد تضاعفوا أضعافا عديدة. وبدأ الناس بالاهتمام بما في القرآن الكريم من نبوءات وإشارات علمية بشكل أكبر من ذي قبل، ولم يثبت مطلقا مع مرور الزمن فساد حكم واحد من أحكام الشريعة الإسلامية أو عدم صلاحتيه، بل بدأت الشرائع الوضعية المختلفة تميل إلى الاقتباس من شريعة الإسلام التي أثبتت قوتها وصلاحيتها. فلو كان البهاء من الله تعالى فهل يُعقل ألا تتوافق مشيئة الله تعالى وفعله مع قوله وإعلانه؟
كذلك لم يُتح للبهاء الذي قضى أكثر عمره في السجن أن يطبق بنفسه شريعته، فسنة الأنبياء المشرعين أن الله تعالى يهيئ لهم الظروف كي يطبقوا بأنفسهم شرعهم الذي نزل عليهم كي يكونوا مثالا يحتذى لمن بعدهم.
وهكذا فإن مجرد بقاء البهائية حتى وقتنا الحالي لا يمكن اعتباره نجاحا، بل أرى أن بقاءها إنما هو شهادة على فشل المفترين وعبرة لكي يقارن الناس بين المدعي الصادق في هذا العصر؛ وهو الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام الذي يزداد فلاحا ونجاحا في كل يوم وبين البهاء ودعوته التي حالفها الفشل الذريع في أهم أهدافها التي أعلنتها.
تميم أبو دقة