loader
 

السؤال: السلام عليكم يا أحباب رسول الله ما هو تحليلكم اخي الكريم هاني في قصة ابني آدم عليه و على نبينا الصلاة والسلام في البنوة و الدفن و القربان، أريد توضيح و توسع في الموضوع إخوتي الكرام ( إني أحبكم في الله) و جزاكم الله عنا كل الجزاء السلام عليكم

هذا مثل ضربه الله تعالى عن رجلين في الماضي، وهما ليسا أبناء أول البشر، بل هما أبناء آدم كما نحن أبناء آدم، وقد يكونان أبناء آدم النبي الذي بعثه الله تعالى إلى قومه، لكنه لم يكن أول البشر.
أما الدفن فهذا المثل لم يضربه الله تعالى من أجل الدفن، بل لِلَفْت انتباه الناس إلى جريمة القتل، وشعور القاتل بعد جريمته العظيمة.
ثم إن الدفن لا بد أن يكون الله تعالى قد علَّمه الإنسانَ قبل ذلك، إما بالفطرة أو أنه سبحانه قد علّمه آدم نفسه، وهو أول الأنبياء، وليس لنا أن نقول إنه علمه الإنسانَ عن طريق الغراب وليس عن طريق الرسل. ومعلوم أن الغراب لا يدفن أخاه، ولكن الغربان، وهي طيور آكلة للرِّمم، لا تقتل بعضها ولا تأكل لحم جنسها، بل تنعق وتحوم حول الغراب الميت ويظهر كأنها تبدي نوعا من الأسى. فأراد الله تعالى أن يقرّع القاتل ويبين له أن فعلته لا تقوم بها الحيوانات والطيور من آكلي الرمم، وكان أجدر أن يحافظ على حياة أخيه ولا يسفك دمه. فرأى مشهد الغراب وأخيه، ولعل هذا المشهد قد حدث فعلا أو رآه في الكشف، إلا أن الرسالة قد وصلته فقال (يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي). وقد استخدم الله تعالى هذه الطريقة من الوحي لأن المجرم لا يستحق أن يتكلم الله معه بطريقة أخرى أكثر تكريما. فالوحي يتناسب مع حال الموحى إليه ومكانته عند الله تعالى.
أما القربان، فإن الله تعالى لم يأمر الناس أن يقدموا قربانا بشريا قط، لا في الماضي السحيق ولا القريب. بل البشر المنحرفون عن صراط الله هم من اخترع هذا، والله تعالى حرمه عليهم. ولكنهم كانوا يعودون له بعد زمن من وفاة النبي.
ولعلك سمعت تفسير رؤيا إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل، حيث وضح الإخوة في الحوار المباشر أن المقصود بها تركه في واد غير ذي زرع، وليس ذبحه ماديا، لكن إبراهيم عليه السلام حملها على الظاهر، فنبهه الله تعالى إلى المقصود، وبين له أنه قد حقق هذه الرؤيا في الماضي حين ترك إسماعيل في الواد غير ذي الزرع.



 

خطب الجمعة الأخيرة