loader
 

السؤال: السلا عليكم اود الاستفسار عن الكذب المحرم لديكم و الممنوع منعا تاما مهما كانت الظروف،ان كنت في حرب و هرب صديقك من العساكر و اراد الاختباء عندك و العساكر تطارده فماذا تفعل ان تركته خنت صديق لك وان ادخلته ثم جاءك العساكر فماذا تفعل ؟اما ان تقر او تكذب لا وجود لخير رابع الا و كان اثما لكننا ناخد ماهو افل ضررا.بعثت السؤال منذ ايا و لم اتلق الجواب.الله يوفقكم و السلام على الطاقم خاصة الى مستقبل الرسائل.

لماذا يهرب صديقي من العساكر؟ ولماذا يختبئ عندي؟
ليس صديقي مَن يهرب مِن العساكر، بل هو جبان لأنه هارب، ثم هو خارج على القانون والدولة ومتمرد، فكيف يكون صديقي؟
المسلم لا يُوَلّي دُبُرَه في المعركة إلا {مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}، وليس إلى بيت صديقه ليختبئ، ثم ينطلق منه لمحاربة العسكر.
والمسلم لا يعرف إلا القتال المؤسَّس على الأخلاق، وهو قتال المعارك المعلنة الملتزمة بالأخلاق السامية، أما التمرد والهرب والاحتماء ببيوت الناس فهذا ليس من صفات المقاتل المسلم.
المسلم لا يعرف إلا الصدق، والبيت المخصَّص للسكن لا يجوز أن يُتّخذ منطلقا لتنفيذ هجوم، أو إيواء متمردين. ومن أراد أن يقاتل النظام الحاكم فأول واجباته أن يعلن الحرب، أما أن يطلق النار من بين بيوت الناس ثم يهرب إلى البيوت أو المساجد، فهذا فيه مخالفات شرعية عديدة!!!!
أما غير المقاتل فليس له أن يؤوي مقاتلا، وإلا فهو مشارك له في قتاله ومتستّر عليه. والدال على الخير أو الشر كفاعله، والذي يُعين على المعروف له مثل أجر فاعله، والذي يُعين على المنكر عليه مثل وزر فاعله. إذن، الذي يتستر على المقاتل هو كالمقاتل؛ فإذا كان هذا القتال واجبا فعليه أن يقاتل لا أن يكتفي بالتستر على المقاتل، وإن كان هذا القتال إفسادا، فعليه ألا يعين هذا المفسد. أي أن هذا المتستر على المقاتل يرتكب جريمة كبرى في الحالتين؛ جريمة ترك القتال الواجب، أو جريمة التستر على المقاتل المفسد، ومَن كان هذا حاله فليس مُهِمًّا أن يقال له إن الكذب حرام، فهو يمارس جريمةً من دون حياء، ومَن لا يستحي فليصنع ما يشاء!


 

خطب الجمعة الأخيرة