يقول الخليفة الثاني رضي الله عنه في التفسير الكبير:
"أشار الله تعالى بقوله (الحج أشهر معلومات) إلى أن القرآن لم يأت في صدد الحج بحكم جديد، وإنما استبقى ما كان يفعله الناس منذ زمن إبراهيم، ولذلك فإن شهور الحج معروفة لدى الناس..أي شوال، وذو القعدة، وذو الحجة."
فالآية تقول: الحج كما هو من ناحية الشعائر، ولكن المهم هو تجنب الرفث والفسوق والجدال في الحج.. المهم هو التقيد بالقيم الإسلامية في الحج وبعد الحج.. فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب.


ما ذكره الخليفة الثاني رضي الله عنه كان متعلقا بخطاب العرب في الوقت الذي فرض الله تعالى فيه الحج. أما من جانب آخر فإن الآية تخاطب المسلمين على الدوام وتبين لهم أن يركزوا على روح الحج وعلى الالتزام بأخلاقياته وعدم التركيز على مواقيته وشعائره. فمواقيت الحج معلومة لكم، ولن تواجهوا مشكلة في التعرف عليها أو القيام بها لأن الناس ما برحوا يقومون بالحج ويتعلمونه جيلا عن جيل، ولن يأتي يوم يقع فيه المسلمون في حيرة حول هذه الأمور. أما المهم فهو أن الحج لا ينفع إذا لم يلتزم الحاج بالأخلاقيات ولم ينته عن الرفث والفسوق والجدال ويستحضر الحالة الروحية المطلوبة التي ينبغي أن تتحقق من حجه.
تميم أبو دقة