الأمة لن تتحد إلا خلف من بعثه الله تعالى لهذا الغرض ولغيره من أغرض؛ وهو المسيح الموعود عليه السلام، ومن ابتغى الوحدة من غير هذا الطريق فلن يصل إليها، لأن ذلك خلاف مشيئة الله.
ومع هذا فنحن لا نعادي من لم يؤمن بالمسيح الموعود عليه السلام، بل نلتقي معه على كل ما هو مشترك، ونتعاون على البر والتقوى مع الجميع.
ورغم أنهم كفّرونا وشنّوا علينا حروبا وقتلوا رجالا منا ونساء ولا يزالون، لكننا لا نقدم لهم إلا الخير والمحبة والتعاون والنصح والسلام.
أما الصلاة فمن المعلوم أن المذاهب المختلفة لا يصلون خلف بعضهم في الغالب، ومن المعروف أنهم يهاجمون بعضهم ويشوهون صورة بعضهم بطريقة لا تنفع معها المداراة والمداهنة في شأن الصلاة.
نحن لا نمنع أحدا أن يصلي في مساجدنا، ولا نرفض أن نصلي في مساجد بناها غيرنا، لكننا لن نقتدي بالصلاة بمن كفر بالمسيح الموعود عليه السلام وهو يعلم أن الأحاديث في وجوب تصديقه متواترة.
أما صلاة المسيح الموعود عليه السلام خلف الآخرين فليكن معلوما أنه عليه السلام لم يمنع أحدا من الصلاة خلف الآخرين إلا بعد أن كفّرنا الآخرون.
واعلم أن بداية بعثة المسيح الموعود عليه السلام تختلف عنها بعد مرور عشرات السنين من ناحية النظرة إلى المكذبين، ففي البداية قد يكون ذنب المكذب أو اللامبالي أصغر مما هو حين يعرف مبعوث الله وتنتشر شهرته في الآفاق ويعلم به القاصي والداني ويمر على ذلك سنون.
ولمعرفة خلفية هذه المسألة يرجى قراءة الجزء الثاني (الوسوسة الثانية) من المقالة الأخيرة في كتاب النبوة والخلافة على هذا الرابط
http://www.islamahmadiyya.net/pdf/lahori_last_article.pdf