loader
 

السؤال: سؤالي عن قوله تعالى‏{‏‏وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (ومنهم من ينظر إليك ومنهم من يستمعون إليك) جاء في الأولى بالإفراد والثانية جمع لماذا؟

تلوم هاتان الآيتان الذين لا يستمعون فيعون ولا ينظرون فيتدبرون، وتقول بأن كثيرا من الناس يسارعون بالرفض ولا يتفكرون، ويحكمون ظاهريا متسرعين مستعجلين دون تدبر ونظر عميق.
والآية الأولى تقول أن من الناس من يسمعون ظاهريا عن هذه الدعوة، ولكنهم في حقيقة أمرهم صمٌّ فكأنهم لم يسمعوا. والآية الثانية تقول أن من الناس أيضا من قد ينظرون في هذه الدعوى نظرا عابرا، ولكنهم في حقيقتهم عمي، والأعمى لا يبصر هذه الحقائق الناصعة.
ومع أن ورود الفعل بهاتين الصيغتين جائز، إلا أن ورود الفعل بالمفرد في الآية الثانية التي تتعلق بالنظر قد يشير إلى أن الذين يسمعون عن الدعوة سماعا عابرا هم أكثر من الذين ينظرون ولو سريعا فيها. ولا شك أن السماع عن الدعوة يسبق النظر فيها؛ أي أن الذين ينظرون ظاهريا هم فئة من الذين قد سمعوا أولا. ولكن مجرد السماع أو مجرد النظر العابر لن يفيد في شيء، فلا بد من التعمق والتدبر والتفكر لكي ينعم الله تعالى على الإنسان بالهداية.
تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة