loader
 

السؤال: الى اخوتي المسلمين الصالحين ما موقف اخوتي من الذي يحصل في فلسطين فاليوم مجزرة او محرقة في غزة هل هناك مايمكنني فعله والله لااعرف مااقول انا جاهز للجهاد بالنفس والمال الى اين اللجئ من بعدلجوئي الى الله والدعاء لاخوتنا في فلسطين

أخي الكريم، مشاعرك نحسبها صادقة، وإن القلب ليحزن بل يدمى على قتل الأبرياء في كل مكان. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولكن العاطفة لا تكفي، والاندفاع بتهوّر قد يكون مضرًّا.
إن من أراد أن يقاتل دولة فعليه أن يعدّ العدة لذلك، قال تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }، أما القتال قبل الإعداد فهو مخالفة لأمر الله.
إن الواجب قبل القتال العسكري هو نهضة الأمة أخلاقيا واقتصاديا وسياسيا.. بالله عليك، هل يُعقل أن تقاتل مَن يبيعك السلاح؟!
وقبل القتال لا بدّ أيضا من أن تتفق الأمة على طريقة القتال ووقته، وعلى الدافع وراءه، ونتائجه وعواقبه. ولا بدّ قبلها من وحدة القرار، فلا يجوز لأي أحد أن يتخذ زمام مبادرة إعلان الحرب، بل هذا من صلاحية رجل واحد في الدولة، أو هيئة واحدة، وهو من أعطاه الدستور هذه الصلاحية؛ سواء أكان رئيس الدولة، أم رئيس وزرائها، أو مجلس نوابها، أم مجلس شيوخها، أم غير ذلك.
لذا هذه هي النصائح التي يجدر إسداؤها للفلسطينيين، وليس دغدغة عواطفهم وخداعهم بوصفهم برأس الحربة في مواجهة العدو!! إن مَن يجب أن يكون رأس الحربة هي الدول العربية المستقلة المجاورة الكبيرة، وليس الأسرى تحت الاحتلال! هذه بدهيّة.
فيا أيها الناس، تعقّلوا ولا تتهوروا. أعدّوا أجيالكم للمواجهة كما أعدّ لكم أعداؤكم إعدادا استمرّ قرونا.. إن الانتصار في هذه المواجهة لن يتم بعمل عشوائي متسرع، بل لا بد له من إعداد من كل النواحي.. وهذا يحتّم أولا الوحدة التي لن تتم إلا من خلال مَن أرسله الله تعالى لنصرة هذه الأمة بعد هدايتها إلى صراط الله المستقيم. إنه المسيح الموعود عليه السلام الذي كفروا به وكفّروه، ولن يجدوا نصرا ما داموا كذلك، فليبحثوا عن علّة تأخير النصر.. والله وحده الهادي والناصر.
يرجى قراءة كتاب (كارثة الخليج والنظام العالمي الجديد) للخليفة الرابع للمسيح الموعود عليه السلام لمعرفة عواطفنا تجاه هذه المآسي وحلولها من وجهة نظرنا.


 

خطب الجمعة الأخيرة