loader
 

السؤال: ما هو تفسيركم لقوله تعالى انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ؟ اوليس هذا يتعارض مع حرية الاديان من حيث اقصاء الوثنيين ومنعهم من اداء شعائرهم التعبدية حول الكعبة والتي كانت منذ مئات السنين مكان اداء شعائرهم وكذلك ان منهم من لم ينقض العهود ؟االيس هذا اعتداء على مقدسات الاخرين؟

النجاسة هنا معنوية. والوثنيون كانوا يطوفون في البيت عراة ويعبدون الأصنام، وهذا هتك لحرمة للبيت وليس تقديسا. ثم إن الكعبة قد عادت لأصحابها الموحدين بعد أن اغتصبها منهم الوثنيون؛ فقد رفع قواعدها إبراهيم عليه السلام لتعمر بعبادة الله الواحد الأحد. ثم إن المساجد لله، فلا يجوز أن يُدعى مع الله أحد فيها. أما معابد الآخرين فليس لنا أن نمنع أهلها من عبادة ما يشاءون فيها.
لم يُصدر الرسول صلى الله عليه وسلم أي أمر بمنع الوثنيين من ممارسة شعائرهم في بيوتهم، ولم يرِد أنه منعهم من العبادة الجماعية، سوى في الكعبة التي عادت إلى أصحابها الشرعيين. لذا فإن هذا المنع لم يكن من باب الاعتداء على مقدسات الآخرين ولا من باب منع حرية التدين.
وبخلاف ذلك فلا يوجد أي قيود، فلقد سمح نبينا صلى الله عليه وسلم لوفد نجران النصراني بالصلاة في مسجده.


 

خطب الجمعة الأخيرة