تقصد بالإمام أحمد حضرة ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود والمهدي عليه السلام.
لعلك لم تقرأ كتبه عليه السلام كلها.. لقد كان هو خاتم الأولياء بلا شك، ولكنه وصل درجة النبوة الظليّة التي هو بنفسه تحدث عنها في كثير من كتبه.
يقول عليه السلام : "إنّا مسلمون.. نؤمن بكتاب الله الفرقانِ، ونؤمن بأنَّ سيّدَنا محمدًا نبيُّه ورسولُه، وأنه جاء بخير الأديانِ، ونؤمن بأنه خاتَمُ الأنبياءِ لا نبيَّ بعدَه، إلا الذي رُبِّيَ من فيضِه وأظهرَه وَعْدُه. ولله مكالماتٌ ومخاطباتٌ مع أوليائه في هذه الأمَّة، وإنهم يُعطَون صبغةَ الأنبياء وليسوا نبيّين في الحقيقة، فإن القرآن أكمَلَ وَطَرَ الشريعةِ، ولا يُعْطَون إلا فهمَ القرآنِ، ولا يزيدون عليه ولا ينقصون منه، ومن زاد أو نقَصَ فأولئك من الشياطين الفَجَرةِ.
ونعني بخَتْمِ النبوةِ ختمَ كمالاتِها على نبيِّنا الذي هو أفضلُ رسُلِ اللهِ وأنبيائِه، ونعتَقِد بأنه لا نبيَّ بعدَه إلا الذي هو من أمته ومِن أكمَلِ أتباعه، الذي وَجَدَ الفيضَ كلَّه من رُوحانيته وأضاءَ بضيائه. فهناك لا غيرَ ولا مقامَ الغِيرة، وليست بنبوّة أخرَى ولا محلَّ للحيرة. بل هو أحمدُ تجلَّى في سَجَنْجَلٍ آخَرَ، ولا يَغارُ رجلٌ على صورته التي أراه اللهُ في مرآةٍ وأظهَرَ. فإن الغيرةَ لا تهيجُ على التلامذة والأبناءِ، فمن كان من النبي.. وفي النبي.. فإنما هُوَ هُوَ، لأنه في أَتَمِّ مقامِ الفناء، ومُصبَّغٌ بصبغَتِه ومُرتَدٍ بتلك الرداءِ، وقد وجد الوجودَ منهُ وبلغَ منهُ كمالَ النُّشُوِّ والنماءِ. وهذا هو الحقُّ الذي يَشهدُ على بركاتِ نبيِّنا، ويُرِي الناسَ حُسنَه في حُلَلِ التابعين الفانين فيه بكمال المحبّةِ والصفاءِ، ومِنَ الجهلِ أن يقومَ أحدٌ للمِراء، بل هذا هو ثبوتٌ من الله لنَفْي كَونِه أَبترَ، ولا حاجةَ إلى تفصيلٍ لمن تدبَّرَ. وإنه ما كان أبا أحدٍ من الرجالِ من حيثُ الجِسمانية، ولكنه أبٌ من حيثُ فيض الرسالة لمن كُمِّل في الروحانية....
وإنه خاتم النبيين وعَلَمُ المقبولين. ولا يدخلُ الحضرةَ أبدًا إلا الذي معه نقشُ خاتَمه، وآثارُ سُنّته، ولن يُقبلَ عملٌ ولا عبادةٌ إلا بعد الإقرار برسالته، والثباتِ على دينه وملّته. وقد هلَك من ترَكه وما تبِعه في جميع سُنَنِه، على قَدْر وُسْعِه وطاقته. ولا شريعةَ بعده، ولا ناسخَ لكتابه ووصيته، ولا مبدِّلَ لكلمته، ولا قطرَ كمُزْنته. ومَن خرَج مثقال ذرة من القرآن فقد خرج من الإيمان. ولن يفلح أحد حتى يتبع كلَّ ما ثبت من نبينا المصطفى، ومن ترَك مقدار ذرة من وصاياه فقد هَوَى." (مواهب الرحمن، الخزائن الروحانية مجلد 19 ص 285-287)
وقال عليه السلام في كتاب الاستفتاء: ووالله، إني أنا المسيح الموعود الذي وُعد مجيئه في آخر الزمن وأيام شيوع الضلالة. وإنّ عيسى قد ماتَ، وإن مذهب التثليث باطل، وإنك تفتري على الله في دعوى النبوّة. والنبوّة قد انقطعت بعد نبيّنا صلى الله عليه وسلم، ولا كتاب بعد الفرقان الذي هو خير الصحف السابقة، ولا شريعة بعد الشريعة المحمديّة، بَيْدَ أني سُمّيتُ نبيًّا على لسان خير البريّة، وذلك أمر ظلّي مِنْ بركات المتابعة، وما أرى في نفسي خيرًا، ووجدتُ كُلّ ما وجدت من هذه النفس المقدّسة. وما عنى الله من نبوّتي إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، ولعنة الله على من أراد فوق ذلك، أو حسب نفسه شيئًا، أو أخرج عنقه من الرِّبْقة النبويّة. وإن رسولنا خاتم النبيين، وعليه انقطعتْ سلسلة المرسلين. فليس حقّ أحدٍ أَن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابعة خير البريّة. ووالله، ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوار اتّباع الأشعّة المصطفوية، وسُمِّيتُ نبيّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرة الله ولا غيرة رسوله، فإني أُربَّى تحت جناح النبيّ، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة. ثم ما قلتُ من نفسي شيئًا، بل اتّبعتُ ما أُوحي إِليّ من ربّي. وما أخاف بعد ذلك تهديد الخليقة، وكلّ أحدٍ يُسأل عن عمله يوم القيامة، ولا يخفى على الله خافية.
ويقول عليه السلام في كتاب مواهب الرحمن: اعلمْ أنّ موضوع أمرنا هذا هو الدعوى الذي عرَضتُ على الناسِ، وقلت إنّي أنا المسيح الموعود والإمام المنتظر المعهود، حكّمني الله لرَفع اختلاف الأُمّة، وعَلَّمني من لدنه لأدعو الناس على البصيرة..
ويقول عليه السلام في موضع آخر من الكتاب نفسه: ثم أُقسِم بالله الذي خلق الموت والحياة إني لصدوق وما افتريت على الله وما اتّبعتُ الشبهاتِ، وإني أنا المسيح الموعود والإمام المنتظر المعهود، وأُوحيَ إليّ من الله كالأنوار الساطعة، فأذكّر الناس أيامَ الله بالبصيرة. وبُشّرتُ أن وقت البرد قد مضى، وزمان الزهر والثمار أتى، وكاد أن تنجاب الثلوج وتخرج المروج، وحان أن يُنبَذ الذين انتبذوا الحق ظِهْريّا، وملأوا فيما دوّنوه أمرًا فَرِيّا، وكان مَرْجُوًّا منهم أن ينبّهوا هممهم، ويوجّهوا إلى التعاون كَلِمَهم، ويساعدوا بما يصل إليه إمكانهم، ويقوم به بيانهم. فخالفونا لا بِسِرِّ القلب بل بجهر اللسان، وحدّوا أَلْسُنَهم إلى حد.
وكما تعلم فالمسيح لا بدّ أن يكون نبيا، وإلا فأين وجه الشبه؟ ولكنه نبي تابع وليس صاحب دين أو شريعة جديدة.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8