loader
 

السؤال: قرأت رأيكم ورأي ميرزا غلام احمد عن الحديث النبوي الشريف و حقيقة انزعجت لذلك لأن بذلك تكون كتب مؤسس الأحمدية ادق من الاحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه و سلم و ان ما اوحي اليه اكثر مما اوحي به للنبي وان تعاليمه كلامه اكثرمن كلام حضرة خاتم النبيين و إذا كان نبيا حقا فلماذا لم يوضح لنا الاحاديث التي قالها النبي و يطرد الاحاديث الغير صحيحة حقيقة هذا الامر يضيق له صدري فكلام رسول الله افضل من اي كلام لأي بشر

إن أي كتاب يؤلفه صاحبه الآن أو قبل عشرين سنة أو مائة سنة بحيث يعلم الناس صاحبه ويشتهر بينهم، فلا بدّ أن يكونوا متأكدين من نسبته إلى صاحبه أكثر من تأكدهم من نسبة الأحاديث النبوية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذلك أن الأحاديث النبوية قد حاول أعداء الإسلام وبعض المنتسبين إليه أن يضيفوا إليها.. أما الكتاب معروف المصدر الآن بعد انتشار الطباعة فلا يسهل تحريفه ولا إدخال نصوص عليه. ولكن هذا لا يعني أن قيمة كلام الناس اليوم أكثر من قيمة الأحاديث النبوية. كما أن قيمة الأحاديث النبوية محفوظة، ولدينا مفتاح تمييز الصحيح من غير الصحيح منها من خلال عرضها على القرآن، فليس لدينا مشكلة في ذلك. بل إن المسلمين متيقنون من صحة ما جاء في أي كتاب حديث مثل صحيح مسلم إلى الإمام مسلم نفسه أكثر من تيقنهم من نسبة الأحاديث الواردة في صحيح مسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه مسألة عادية بدهية.

وحي المسيح الموعود:
إن ما أوحي إلى حضرة المسيح الموعود عليه السلام أقل بكثير مما أوحي إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيكفي أولا أن نعلم أن القرآن العظيم قد أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأوحي إليه مئات الرؤى والكشوف المتعلقة بعلامات الساعة من نـزول المسيح والمهدي وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج وغير ذلك. وأوحي إليه أحاديث قُدُسية عديدة، وأوحي إليه ما فصَّلَ فيه الصلاة ومناسك الحج وتفاصيل الزكاة.. وأشياء لا تكاد تُحصى.
لذا فإن ما أوحي إلى المسيح الموعود عليه السلام أقل بكثير مما أوحي إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا ريب لدينا في أن تعاليم حضرة مؤسس جماعتنا لا تعدو أن تكون شرحا وتفسيرا وتوضيحا لتعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أكّده عليه السلام بنفسه حين قال:"لا كتاب لنا إلا القرآن الكريم، ولا رسول لنا إلا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا دين لنا إلا الإسلام، ونؤمن بأن نبينا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، وأن القرآنَ الكريم هو خاتم الكتب.... وينبغي أن تتذكروا أننا لا نقبل أي ادعاء آخر سوى أننا خدام الإسلام، ومن نسب إلينا أننا ادعينا غير ذلك فقد افترى علينا افتراء مبينا. إنما ننال فيوض البركات بواسطة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ونتلقى فيوض المعارف بواسطة القرآن الكريم... إن جهودنا كلها عابثة ومرفوضة وقابلة للمؤاخذة إن لم نكن خدام الإسلام." (مكتوبات أحمدية ج 5 رقم 4). وقال حضرته: "لا يدخل في جماعتنا إلا الذي دخل في دين الإسلام، واتبع كتابَ الله وسُننَ سيدنا خيرِ الأنام، وآمَنَ بالله ورسوله الكريم الرحيم، وبالحشر والنشر والجنة والجحيم، ويعِدُ ويُقرّ بأنه لن يبتغي دينًا غير دين الإسلام، ويموت على هذا الدين دينِ الفطرة متمسكًا بكتاب الله العلام، ويعمل بكل ما ثبَت من السنة والقرآن وإجماع الصحابة الكرام. ومن ترك هذه الثلاثة فقد ترك نفسه في النار، وكان مآله التباب والدمار." (مواهب الرحمن، الخزائن الروحانية ج 19 ص 315)
التصحيح والتضعيف:
ما دام حضرة المسيح الموعود عليه السلام قد وضّح طريقة التصحيح والتضعيف، ووضّح مكانة الحديث والسنة من الأحكام، فقد اختصر المهمة التي تدعو إليها، وجعلها في متناول اليد. لقد أكّد عليه السلام على أن القرآن الكريم هو الحكم على الحديث، وأن ما تعارض معه فإننا ننفي أن ننسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبيّن أن ما من شيء في الأحاديث إلا وله أصل في القرآن الكريم. وقد بين حضرته ذلك في التعليق على المناظرة التي جرت بين الشيخ البطالوي ممثل أهل الحديث والشيخ الجكرالوي ممثل أهل القرآن.
يقول المسيح الموعود عليه السلام: لقد تناهى إلى سمعي أن بعضًا منكم لا يؤمنون بالحديث مطلقًا، فإن كانوا كذلك فإنهم مخطئون خطأ كبيرًا... كلاّ ما عُلِّمتُ هذا التعليم...
بل إن في مذهبي ومعتقدي أشياء ثلاثة لا غير الله أعطاكموها لهدايتكم؛ وأول هذه الأشياء الثلاثة القرآن المذكور فيه توحيد الله وجلاله وعظمته ............. وأما الذريعة الثانية من ذرائع الهدى الثلاث المشار إليها فهي السنة أي أسوة حضرته (عليه الصلاة والسلام ) في أعماله التي قام بها تبيانًا لأحكام القرآن المجيد . مثلاً لا يُعرف من القرآن المجيد بظاهر النظر عدد الركعات في الصلاة الخمس _ كم منها في صلاة الصبح وكم منها في أوقات أخرى . ولكن السنة كشفت غموض الأمر وبينته كل التبيان . ولا يظنّنّ أحد أن السنّة والحديث شيء واحد، كلا ما دُوِّن الحديث إلا بعد المائة والخمسين سنة. وأما السنة فقد كانت موجودة مع القرآن المجيد في الوقت نفسه. إن للسنة بعد الكتاب مِنَّة على المسلمين عظيمة...... وإن الحديث ذريعة للهداية ثالثة، لأن الأحاديث تقص علينا بالتفصيل كثيرًا من الأمور الإسلامية مما يؤول إلى التاريخ والأخلاق والفقه. وعلاوة على ذلك فإن أكبر فائدة من الحديث هي كونه خادم القرآن وخادم السنة. ونحن لا نتفق مع الذين لم يُعطوا حظاً من أدب القرآن وحرمته فيعتبرون الحديث حَكَمًا على القرآن كما اعتبر اليهود أحاديثهم حَكَمًا على التوراة . وإنما نرى الحديث خادمًا للقرآن والسنة. ولا ينكر أن عظمة السيد إنما تزداد بوجود الخدام . إن القرآن قول الله وإن السنة فعل الرسول وإن الحديث شاهد مؤيد للسنة. ولعمري إنّ ذلك لخطأ قول الناس بأنّ الحديث حكم. ما شأن الحديث أن يكون للقرآن حَكَمًا وهو على ما هو عليه من المنزلة المظنونة؟ إن هو إلاّ شاهد مؤيد، لا غير.(سفينة نوح)
أما قولك إن كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل من كلام البشر جميعًا فلا ريب في صحة ذلك.


 

خطب الجمعة الأخيرة