لا أظن أن جماعة في التاريخ افتُريَ عليها كما افتُريَ على جماعتنا الإسلامية الأحمدية، ولا يكاد أحدنا يردّ على أكذوبة من أكذوباتهم حتى يأتوا بفرية أخرى..
والكذبة التي يروّجون لها أن نص بيعة المسيح الموعود عليه السلام كان يتضمن شرطا نصه: وجوب طاعة الحكومة البريطانية. وقد أتوْا على كذبتهم بترجمة غير دقيقة لصفحة من صفحات إعلان كان قد نشره المسيح الموعود عليه السلام- الذي كان كثيرا ما ينشر الإعلانات ويوزعها في أنحاء الهند، وفي جرائد الجماعة، وقد جمعت هذه الإعلانات وطبعت في ثلاثة مجلدات.. وهي غير كتبه عليه السلام المجموعة في 23 مجلدا، وغير ملفوظاته (أقواله) التي جمعها صحابته عليه السلام في عشرة مجلدات.
مهما يكن، فهذا هو نص الشرط الرابع في البيعة..
ألا يؤذيَ (المبايع)، بغير حق، أحدًا من خلق الله عمومًا والمسلمين خصوصًا من جراء ثوائره النفسية.. لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق آخر.
وبقية الشروط موجودة على هذا الرابط
http://www.islamahmadiyya.net/inner.asp?recordID=12526&content_key=10&article_id=64
وقبل تفنيد أكذوبة حذف شرط الولاء لتلك الحكومة، ليكن معلوما للجميع أن الطبعة الأولى لكتب المسيح الموعود عليه السلام لا زالت موجودة وستظل بإذن الله تعالى. لذا لا يمكن لأحمدي ولا لغير أحمدي أن يحذف أو أن يضيف، وإلا سوف ينكشف كذبه وتزييفه بكل سرعة، بل إن الخطأ البسيط سرعان ما يُكتشف.. ففي الطبعة الثانية حصلت بعض الأخطاء المطبعية، لذا نحرص على الرجوع إلى الطبعة الأولى عند طباعة الكتب على الحاسوب لا إلى الثانية. ويعلم هذا الأمر عددٌ من الإخوة العرب من بلدان عربية عديدة مِن الذين يشتركون في شَرَف إخراج هذه الكتب بطبعات حديثة على الحاسوب.
لذا فإننا ندعو محترفي التشويه أن يتقوا الله في أكاذيبهم، فلسنا بحاجة إلى تزييف شيء وقد تعهد الله نفسه بأن ينصر جماعة المسيح الموعود عليه السلام. إنه سبحانه وتعالى هو مَن بعث المسيح الموعود عليه السلام، وهو القائل (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) وهو القائل (إن الله يدافع عن الذين آمنوا). لذا تبًّا لأي دفاع مبني على أكاذيب. وحاشا لله أن نقوم بمثله، (إنه لا يفلح الظالمون).
أما الاشتهار (الإعلان) الذي يتحدث عنه المشايخ المضللون -من الهنود والباكستانيين وممن خُدع بهم من مترجمين عرب- فهو إعلان نشره حضرة المسيح الموعود عليه السلام في 20-9-1897، وجاء هذا النشر على إثر موت المرتد القسيس عبد الله آثم الذي باهله المسيح الموعود.. وجاء موته في موعد النبوءة بهلاكه.
وقد كان الجوّ مهيّئا لاتهام المسيح الموعود عليه السلام بشتى التهم.. لذا فقد أوْعز قسيسون لشخص اسمه عبد الحميد أن يشهد في المحكمة أن ميرزا غلام أحمد قد بعثه لقتل القسيس مارتن كلارك، وشهد معه خمسةٌ على فريته بمن فيهم الشيخ محمد حسين البطالوي.
وتعتبر هذه إدانة واضحة لحضرة المسيح الموعود، ولا مجال لنجاته من أقصى عقوبة إلا بفضل من الله تعالى مستجيب الدعاء. وهذا ما كان حين لاحظ القاضي تناقضا في شهادة عبد الحميد، فأمر رئيس الشرطة أن يقوم بالمزيد من التحقيق معه، عند ذلك اعترف عبد الحميد في المحكمة أنه فعل فعلته بإيعاز من القسيسين. وتحققت براءة المسيح الموعود عليه السلام في نهاية الأمر بفضل من الله.
وكان مارتن كلارك وغيره من القسس قد صرّحوا في بيانهم في هذه المحكمة أن ميرزا غلام أحمد خطِر على الحكومة البريطانية، فجاء هذا الإعلان من حضرته ليفنّد هذا الزعم، فقال فيه إنه رجل مسالم مطيع للحكومة غير متمرد عليها، وأنه يحبّ السلم مع كل إنسان، ويدعو أتباعه إلى الرفق واللين وعدم إيذاء خلق الله عموما، وأن هذا من شروط البيعة.. وبالتالي فلا يمكن أن يصحّ قول مارتن كلارك.. وكذلك فنّد قول الشيخ البطالوي الذي كان يكرر مثل مقولة كلارك.
كما برر المسيح الموعود عليه السلام ورود كلامٍ قاسٍ في كتاباته ضد كلارك وغيره من القساوسة الذين تمادوا في اعتدائهم على عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا الحكومة إلى ضبط المناظرات بين الأديان، وأكد على السلم الاجتماعي.
وأكد المسيح الموعود عليه السلام على تعميم هذا الإعلان على المقاطعات الهندية حتى يلتزم به أتباعه، وحتى تتأكد الحكومة البريطانية من صدق نواياه.
وتابع يقول: "إنني إنسان مسالم، وإن إطاعة الحكومة ومواساة خلق الله تعالى هو مبدأي الذي أتمسك به والذي جعلته ضمن شروط البيعة التي آخذها من أتباعي، وقد تمّ التصريح عن هذه الأمور في البند الرابع في ورقة البيعة التي توزع دائما على أتباعي"
وقال أيضا: "ومن خلال هذا الإعلان أوصي جميع أتباعي الذين يقيمون في البنجاب وغيرها من المناطق الهندية وصية مؤكدة أن يلتزموا هذا الأسلوب في مناظراتهم، ويتجنبوا استعمال الكلمات القاسية المثيرة للفتنة. وبحسب ما نصحتهم من قبل في البند الرابع من شروط البيعة يجب أن يخلصوا للحكومة الإنجليزية بصدق، وأن يواسوا خلق الله مواساة صادقة، ويبتعدوا عن كل طريق مثير للفتنة، ويقدموا نموذجا طيبا للحياة الطاهرة وأن يظلوا ورعين صالحين مسالمين. ومَن لم يلتزم منهم بهذه الوصايا ويلجأ إلى أي اندفاع غير لائق وإلى أي وحشية أو بذاءة، فليعلم أنه يُعتبر مطرودا من جماعتنا، ولن يكون مني في شيء." (مجموعة الاشتهارات، المجلد الثاني، ص465و 468-469، رقم الاشتهار 179)
ففي هذه الفقرة يشرح المسيح الموعود عليه السلام المعنى المتضمن في البند الرابع القائل: "ألا يؤذيَ، بغير حق، أحدًا من خلق الله عمومًا والمسلمين خصوصًا من جراء ثوائره النفسية.. لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق آخر".
فكأنه يقول: ما دام واجبا على الأحمدي أن لا يؤذي أحدًا من خلق الله عمومًا من جراء ثوائره النفسية، فواجب عليه أن لا يؤذي هذه الحكومة ما دامت على ما هي عليه. وبالتالي يثبت كذب وشايات القساوسة.
فهو يشرح البند الرابع ولا يكتبه حرفيا.. أي أنه يطبق ما جاء في هذا البند على واقع أي مسلم أحمدي في الهند، فهذا الشرط يعني أن لا يتمرد الأحمدي ولا يثور على تلك الحكومة المتصفة بتلك الصفات.
وهذا كله جاء في ثنايا تفنيد تهمة مارتن كلارك ومحمد حسين البطالوي وغيرهما من الذين ظلوا يكررون وشاياتهم إلى الحكومة ويستخدمون أساليب قذرة بإرسال أناس مفترين يلصقون تهمة القتل بالمسيح الموعود لتتم محاكمته وإعدامه.
إن الكذب وظنّ السوء سلاح هؤلاء المشايخ الذين يلصقون التهم بالمسيح الموعود عليه السلام.. إنهم يجعلون رزقهم أنهم يكذبون.
ثم نقول لمحترفي الكذب الزاعمين أنّ جماعتنا قد أخفت هذا الشرط: أَرُونا في أي كتاب وجدتموه؟ أكان مشايخكم السابقون سيخفونه لو عثروا عليه؟ أولئك الذين كانوا يحرضون عليه الحكومة نهارا بأنه خطير لادعائه بالمهدوية التي تعني حربا على الحكومة، ويحرضون عامّة المسلمين ضدّه ليلا بأنه لا يقاتل الحكومة؟ وحيث إنكم لم تجدوه مكتوبا ولن تجدوه، فتوبوا إلى الله على جرأتكم على الكذب باستمرار.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8