loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1-ما هي علاقتكم باهل السنة والجماعة وهل لكم اي افكار متشاكة معهمم 2-من اي بلد تنطلق هذه الجماعة 3-ما هي افكاركم ومبادئكم 4-اريد توضيحا عن عقيدتكم والاسس التي تتبعونها

مسمى "أهل السنة والجماعة" لا ينطبق على فئة واحدة محددة من الناس؛ فهذا الاصطلاح يضم السلفيين ويضم الأشاعرة وغيرهم، وهؤلاء مختلفون في عدد من المسائل.. وكل منهم ينتقد الآخر بشدة. وبالتالي فلا تسهل الإجابة على هذا السؤال، لكن لو كان السؤال ماذا يختلف عنكم السلفيون، لصارت الإجابة ممكنة، مع أن السلفيين أنفسهم مختلفون في عدد من المسائل التي صاروا يكفّرون بعضهم بسببها..
مهما يكن، فالسلفيون يختلفون عنا في أنهم يؤمنون بما يلي:
1-أن القرآن الكريم فيه آيات منسوخة، وهي ثلاثة أقسام:
أولها أن هناك مئات الآيات القرآنية التي نزلت من عند الله في القرآن الكريم ثم أُنسيَها الرسول (ص) وصحابته أجمعون. وثانيها: أن هنالك آيات نزلت ثم رُفعت من القرآن الكريم، لكنّ حكمَها باقٍ إلى الأبد. وثالثها: أن هناك آيات موجودة في القرآن لكن حكمها ملغي إلى الأبد، أي أن العمل بها حرام، واتباعها باطل، وطاعتها معصية. والسبب أن حكمها يختلف عن حكم آيات أخرى موجودة في القرآن الكريم ويتناقض معه. بينما ننـزّه نحن القرآن العظيم عن هذا النسخ والنقصان.
2-يؤمن السلفيون بالجهاد العدواني، أي يؤمنون بوجوب قتال العالم كله حين يمتلكون القوة. أما نحن فنؤمن بحرمة قتال غير المقاتلين، فمن سالَمَنا سالمْناه، ومن حاربَنا حاربْناه.
3-يؤمن السلفيون بالإكراه في الدين، فيروْن أن تارك الإسلام يُقتل، وكذلك عابد الوثن، وقد يختلفون في قتل عباد البقر الهندوس، ويؤمنون بهدم معابدهم. أما نحن فإننا نؤمن بالحرية الدينية المطلقة، فلا إكراه في الدين، ولا قتل للمرتد لمجرد ردته، بل ليس لنا معه إلا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
4-يؤمن السلفيون بأن المسيح عيسى عليه السلام قد رفع بجسده إلى السماء، وهي حيٌّ فيها إلى الآن، وأنه سيعود في آخر الزمان، ليلغي الجزية ويخيّر الناس بين الإسلام وبين القتل. أما نحن فننكر أن يأتي نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يلغي أي حكم من أحكامه. لذا نؤمن بوفاة المسيح وفاة عادية مثل بقية الناس، ونؤمن أن أحاديث نـزوله مجازية تحدثت عن شخص من هذه الأمة يشبه المسيح في صفاته وظروف بعثته، وهو حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام مؤسس جماعتنا. ونؤمن أنه هو ذاته الإمام المهدي عليه السلام، بينما يؤمنون هم أنه شخص آخر.
5-يؤمن السلفيون بانقطاع الوحي الإلهي كله، سواء أكان تشريعيا أم إلهاما لا تشريع فيه، بينما نؤمن بانقطاع الوحي التشريعي فقط. أما وحي المبشرات والالهامات، فهو من أعظم نِعم الله.
6-نؤمن أن النبوة نوعان، تشريعية وتابعة. والتشريعية قد انقطعت، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم آخر نبي تشريعي من عند الله، بينما يؤمن السلفيون أن النبوة كلها قد انقطعت إلا نبوة عيسى عليه السلام الذي سينزل من السماء، رغم أنه سينسخ حكم الحرية الدينية. أي أنهم يؤمنون بوجود نبي تشريعي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما نحن فنقول إن هذه النبوة قد انقطعت كليًّا، ولم يتبق من النبوة إلا درجتها الروحانية.
7-يؤمن السلفيون بالتلبس، وبأن الجن يجامع الإنس. أما نحن فلا نؤمن بشيء من ذلك، بل نؤمن أن الجن يطلق على كل ما فيه صفة الاستتار، وننكر التلبس والخرافات المتعلقة بذلك.
8-للسلفيين تفسيرات خرافية عديدة مسيئة للقرآن الكريم، وهي التي يستغلها أعداء الإسلام للطعن فيه، بينما تفسيرنا للقرآن ينـزهه عن مثل ذلك كله.
9- يؤمن السلفيون أن الحديث النبوي لا يختلف عن القرآن من ناحية تأصيلية؛ فهو يؤصل العقائد والأحكام، بل ينسخ بعض آيات القرآن عند بعضهم. أما نحن فنؤمن أنه لا ينسخ القرآن ولا يأتي بشيء إلا له أصل في القرآن.. أي أن وظيفته في التفسير والبيان وليس في إنشاء الأحكام.
10-يؤمن السلفيون أن هنالك مليارات الناس المختفين عن الأعين والذين سيخرجون يوما ما للفساد في الأرض، ولكثرتهم يشربون بحيرة طبريا، ولا تكفيهم. ويؤمنون أن هنالك رجلا أعور العين لا يزال حيا منذ مئات السنين في إحدى الجزر، وأن لديه القدرة على إحياء الموتى وإنـزال المطر وأن معه أنهار تسير معه حيث سار، بل معه جبال من لحم وخبز، ومعه حمار رهيب. أما نحن فلا نؤمن بذلك، بل نؤمن أن الأحاديث النبوية المتعلقة بالدجال تصف قساوسة النصارى الذين احترفوا في تقديم إسلامنا بصورة مشوهة جدا، وأن يأجوج ومأجوج وجههم الثاني، وهو استعمارهم الرهيب العدواني الذي أتى من كل حدب ينسل.

لكن، لا بد من الإنصاف، فالسلفيون يؤمنون بأركان الإيمان وأركان الإسلام مثلنا؛ فهم يشهدون الشهادتين ويصلون كما نصلي ويصومون رمضان كما نصوم، ويحجون البيت كما نحج، ويؤدون زكاة أموالهم كما نزكي.
ورغم إيمانهم بالنسخ في القرآن الكريم، إلا أنهم يؤمنون بالقرآن الموجود حاليا بين أيدينا لا يزيدون عليه ولا يُنقصون. وهم يؤمنون بحفظ نصه الحالي كما نؤمن. ثم هم مختلفون في عدد الآيات المنسوخة حكما في القرآن الكريم.
وندعو الله لهم بالهداية.

أما سؤالك: من اي بلد تنطلق هذه الجماعة
فهي لا تنطلق من بلد معين، بل هي موجودة في معظم بلاد العالم، وحيثما وُجد أحمدي فالجماعة تنطلق من عنده.
وأما سؤالك: ما هي أفكاركم ومبادئكم
فلا أفكار لنا إلا الإسلام، ولا مبدأ لنا إلا ما أيده القرآن.. ولا عقيدة لنا ولا أساس إلا في ضوئه. ولقد قال المؤسس حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام ما تعريبه:
"لا كتاب لنا إلا القرآن الكريم، ولا رسول لنا إلا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا دين لنا إلا الإسلام، ونؤمن بأن نبينا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، وأن القرآنَ الكريم هو خاتم الكتب.... وينبغي أن تتذكروا أننا لا نقبل أي ادعاء آخر سوى أننا خدام الإسلام، ومن نسب إلينا أننا ادعينا غير ذلك فقد افترى علينا افتراء مبينا. إنما ننال فيوض البركات بواسطة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ونتلقى فيوض المعارف بواسطة القرآن الكريم... إن جهودنا كلها عابثة ومرفوضة وقابلة للمؤاخذة إن لم نكن خدام الإسلام." (مكتوبات أحمدية ج 5 رقم 4)


 

خطب الجمعة الأخيرة