loader
 

السؤال: طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام، هذا من خرافات الصوفية الضالة، لأن العمل بدون علم ضلال. والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ. غير أن الله تعالى أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار؛ لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفاً عن سلف وقرناً عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين، وأخذه التابعون عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث، لا عن طريق التأويل و استعمال المنطق في التفسير، وأحث نفسي وإياكم على المواصلة الدائبة المستمرة في طلب العلم النافع من مصادره الأصيلة الصادقة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مصادر السنة الصحيحة، ومن مصادر العقائد السليمة التي ورثناها عن أسلافنا المؤتمنين الصادقين المخلصين فما رأيكم فما هو قولكم في هذا الكلام؟.

لا شك أن الخير في اتباع الكتاب والسنة.
لذا آمنا بأن كتاب ربنا لا نسخ فيه، وكفرنا بكل إساءة إليه.
وآمنا أن نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فرفضنا ان ننسب إليه ما يتعارض مع القرآن الكريم.
وآمنا بقول الله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله)، فعلمنا أن الله يهدي من يشاء الهداية ويعمل لها.
ونظرنا فيما يسمى بأهل الحديث المعاصرين، فرأينا بينهم اختلافا كبيرا، فهم يُنجبون كل يوم فرقة جديدة، وهم كبار مفرّخي التكفير في هذا العالم..
ونظرنا إلى مدرستهم في تصحيح الأحاديث وتضعيفها فرأينا تناقضا قلّ نظيره، بل رأينا تناقضا عند المحدث نفسه.
وهذا لا يعني أننا نحط-لا سمح الله- من جهود عظماء أمتنا كالبخاري في تنقية الأحاديث، لكننا نؤمن في الوقت ذاته أنهم بشر يخطئون ويصيبون. ونؤمن أن الخير كله في القرآن.
إذن، القرآن أولا. السنة ثانيا. الحديث ثالثا.
هذا الترتيب لا بد منه. والسنة هي أعمال النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث أقواله. وأعماله صلى الله عليه وسلم قد وصلتنا بالتواتر أو بما يشبه التواتر، فلا خلاف يُذكر في الصلاة وتفصيلاتها، ولا الحج وشعائره.


 

خطب الجمعة الأخيرة