loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد ان اسال على تفسير الاية الكريمة فى صورة الحاقة (ويحمل عرش ربك فوقهم يوميذ ثمانية)

 

لقد كتب مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمديةة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كتبَ بحثًا مستفيضًا لطيفًا حول العرش، وقال إنه في الحقيقة اسمٌ للصفات الإلهية التنزيهية (أي التي ينفرد بها الله سبحانه وتعالى وحده)، التي هي صفات أزلية أبدية لا تتبدل، وتنكشف من خلال الصفات الإلهية التشبيهية (أي التي لها شبهٌ وانعكاس في أخلاق الإنسان إلى حدٍ ما)، وهذه الأخيرة هي التي تسمّى حاملةً للعرش، بدليل قوله تعالى { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } (الحاقة:18).. أي سوف يحمل العرش الإلهي يوم القيامة ثمانية أركان. أي أن الصفات الإلهية التنزيهية سوف تتجلى عندئذ عن طريق صفات تشبيهيّة ثمانٍ كما تتجلى الآن في الدنيا بأربعٍ، وهذه الأربع هي: ربّ العالمين، الرحمن، الرحيم ومالك يوم الدين. وذلك في كتاب ينبوع المعرفة، الخزائن الروحانية ج 23ص98إلى 277. فيقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام: 

 

"ثم اعْلَمْ أن لله تعالى صفات ذاتية ناشئة من اقتضاء ذاته، وعليها مدار العالمين كلها، وهي أربعة: (1) ربوبية (2) ورحمانية (3) ورحيمية (4) ومالكية، كما أشار الله تعالى إليها في هذه السورة وقال: (1) رَبِّ العالمينَ (2) الرَّحْمَنِ (3) الرَّحِيمِ (4) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. فهذه الصفات الذاتية سابقة على كل شيء ومحيطة بكل شيء، ومنها وجودُ الأشياء واستعدادها، وقابليتها ووصولها إلى كمالاتها. وأما صفة الغضب فليست ذاتية لله تعالى، بل هي ناشئة من عدم قابلية بعض الأعيان للكمال المطلق، وكذلك صفة الإضلال لا يبدو إلا بعد زيغ الضالين. 

 

وأما حصر الصفات المذكورة في الأربع فنظرًا على العالم الذي يوجد فيه آثارها. ألا ترى أن العالم كله يشهد على وجود هذه الصفات بلسان الحال، وقد تجلت هذه الصفات بنحوٍ لا يشك فيها بصيرٌ إلا من كان من قوم عمين. وهذه الصفات أربعٌ إلى انقراض النشأة الدنيوية، ثم تتجلى من تحتها أربع أخرى التي من شأنها أنها لا تظهر إلا في العالم الآخر، وأوّلُ مَطالِعِها عرشُ الرب الكريم الذي لم يتدنس بوجودِ غير الله تعالى وصار مظهرًا تامًّا لأنوار رب العالمين، وقوائمه أربعٌ: ربوبية ورحمانية ورحيمية ومالكية يوم الدين. ولا جامِعَ لهذه الأربع على وجه الظلّيّة إلا عرشُ الله تعالى وقلبُ الإنسان الكامل، وهذه الصفات أمهات لصفات الله كلها، ووقعت كقوائم العرش الذي استوى الله عليه، وفي لفظ الاستواء إشارة إلى هذا الانعكاس على الوجه الأتم الأكمل من الله الذي هو أحسن الخالقين. وتنتهي كل قائمة من العرش إلى مَلَكٍ هو حاملُها، ومدبّرُ أمرها، وموردُ تجلياتها، وقاسِمُها على أهل السماء والأرضين. فهذا معنى قول الله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانيةٌ)، فإن الملائكة يحملون صفاتٍ فيها حقيقة عرشية. والسر في ذلك أن العرش ليس شيئا من أشياء الدنيا، بل هو برزخ بين الدنيا والآخرة، ومبدأٌ قديم للتجليات الربانية والرحمانية والرحيمية والمالكية لإظهار التفضلات وتكميل الجزاء والدين. وهو داخلٌ في صفات الله تعالى، فإنه كان ذا العرش من قديم، ولم يكن معه شيء، فكُنْ من المتدبرين.

 

وحقيقة العرش واستواء الله عليه سِرٌّ عظيم من أسرار الله تعالى وحكمةٌ بالغة ومعنى روحاني، وسُمِّيَ عرشًا لتفهيم عقول هذا العالم ولتقريب الأمر إلى استعداداتهم، وهو واسطة في وصول الفيض الإلهي والتجلي الرحماني من حضرة الحق إلى الملائكة، ومن الملائكة إلى الرسل. ولا يقدَح في وحدته تعالى تكثُّرُ قوابلِ الفيض، بل التكثر ههنا يوجب البركات لبني آدم، ويعِينهم على القوة الروحانية، وينصرهم في المجاهدات والرياضات الموجبة لظهور المناسبات التي بينهم وبين ما يصلون إليه من النفوس كنفس العرش والعقول المجردة إلى أن يصلون إلى المبدأ الأول وعلّة العلل. ثم إذا أعان السالكَ الجذباتُ الإلهية والنسيمُ الرحمانية، فيقطع كثيرا من حجبه، وينجيه من بُعد المقصد وكثرة عقباته وآفاته، وينوِّره بالنور الإلهي ويُدخله في الواصلين. فيكمل له الوصول والشهود مع رؤيته عجائباتِ المنازل والمقامات. ولا شعورَ لأهل العقل بهذه المعارف والنكات، ولا مَدخَل للعقل فيه، والاطلاعُ بأمثال هذه المعاني إنما هو من مشكاة النبوة والولاية، وما شمّت العقل رائحته، وما كان لعاقل أن يضع القدم في هذا الموضع إلا بجذبة من جذبات رب العالمين.

 

وإذا انفكّت الأرواح الطيبة الكاملة من الأبدان، ويتطهرون على وجه الكمال من الأوساخ والأدران، يُعرَضون على الله تحت العرش بواسطة الملائكة، فيأخذون بطور جديد حظًّا من ربوبيته يغاير ربوبيةً سابقة، وحظًّا من رحمانية مغايرَ رحمانيةٍ أولى، وحظًّا من رحيمية ومالكية مغايرَ ما كان في الدنيا. فهنالك تكون ثماني صفات تحملها ثمانية من ملائكة الله بإذن أحسن الخالقين. فإن لكل صفة مَلَك مُوَكَّلٌ قد خُلق لتوزيع تلك الصفة على وجه التدبير ووضعها في محلها، وإليه إشارة في قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا)، فتدبَّرْ ولا تكُنْ من الغافلين.

 

وزيادة الملائكة الحاملين في الآخرة لزيادة تجلياتٍ ربانية ورحمانية ورحيمية ومالكية عند زيادة القوابل، فإن النفوس المطمئنة بعد انقطاعها ورجوعها إلى العالم الثاني والرب الكريم تترقى في استعداداتها، فتتموج الربوبية والرحمانية والرحيمية والمالكية بحسب قابلياتهم واستعداداتهم كما تشهد عليه كشوف العارفين. وإن كنت من الذين أُعطيَ لهم حظٌّ من القرآن، فتجد فيه كثيرا من مثل هذا البيان، فانظرْ بالنظر الدقيق لتجد شهادة هذا التحقيق، من كتاب الله رب العالمين." (كرامات الصادقين)

 

وجاء في التفسير الكبير للخليفة الثاني رضي الله عنه: 

 

"قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ). لقد اختلفوا في العرش الإلهي، فيرى بعضهم أنه عرش مادي مخلوق، ويقول البعض: لا علم لنا بحقيقته، وكفانا الإيمان به فحسب. (روح المعاني) 

 

ولقد كتب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام بحثًا مستفيضًا لطيفًا حول العرش، وقال إنه في الحقيقة اسمٌ للصفات الإلهية التنـزيهية (أي التي ينفرد بها الله سبحانه وتعالى وحده)، التي هي صفات أزلية أبدية لا تتبدل، وتنكشف من خلال الصفات الإلهية التشبيهية (أي التي لها شبهٌ وانعكاس في أخلاق الإنسان إلى حدٍ ما)، وهذه الأخيرة هي التي تسمّى حاملةً للعرش، بدليل قوله تعالى (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).. أي سوف يحمل العرش الإلهي يوم القيامة ثمانية أركان. أي أن الصفات الإلهية التنـزيهية سوف تتجلى عندئذ عن طريق صفات تشبيهيّة ثمانٍ كما تتجلى الآن في الدنيا بأربعٍ، وهذه الأربع هي: ربّ العالمين، الرحمن، الرحيم ومالك يوم الدين. ‎(ينبوع المعرفة)

 

وبما أن الصفات الإلهية تنكشف لنا بواسطة الملائكة فلذلك استخدم الضمير (هُم) بدلاً من (ها) فقال (فوقهم). وكما أن الملوك يعبرون عن جلالتهم وعظمتهم بالجلوس على العرش، فكذلك تجلت عظمته الحقيقية في كونه صاحب العرش، أي باتصافه عزّ وجل بصفات تنـزيهيّة لا يشاركه ولا يشابهه فيها الخلق أدنى مشاركة أو مشابهة أبدًا. 

 

يظن البعض أن العرش شيء مخلوق ماديّ، وذلك لفَهمهم الخاطئ لآيات من القرآن الكريم، كقوله تعالى(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، ودليلهم أن العرش مادام محمولاً فلا بدَّ أن يكون شيئًا مخلوقًا ماديًا.

 

والحق أن استدلالهم غير سليم، لأن "الحمل" لا يراد به دائمًا حمل الشيء المادي، بل يُستخدم أيضًا لبيان حقيقة الشيء، كقول الله جل جلاله: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) (الأحزاب).

 

والمراد بالأمانة هنا الشريعة، ويعني قوله تعالى(ظَلُومًا جَهُولاً) أنه كثير الظلم لنفسه وغير مبالٍ بالعواقب. وحملُه الأمانةَ إنما يعني أن يعمل بالشريعة، لِيُظهر بذلك محاسنها للناس. وهكذا فإن حمل العرش يعني هنا بيان حقيقة العرش. ذلك لأنه ليس بوسع الإنسان إدراك الصفات الإلهية التنـزيهية، اللهم إلا بواسطة الصفات التشبيهية. وهكذا تصبح هذه الأخيرة حاملةً للأولى وتساعد على إدراكها. فنحن نعلم مثلاً أن الله سبحانه وتعالى جامع لكل المحاسن، ولكن لم يحصل لنا هذا العلم والإدراك إلا من خلال صفاته التي لها علاقة بالإنسان.. ككونه جل جلاله ربًا، ورحمانًا، ورحيمًا ومالك يوم الدين، فكلها صفات إلهية، ولكنها صفات متشابهة، إذ يتصف الإنسان أيضًا بأخلاق مشابهة لها وإن كان ذلك في نطاق محدود جدًا، كما أن تجليات هذه الصفات الإلهية المتشابهة تكون مؤقتة، لأنها صفات يتجلى بها الله على المخلوق الفاني. ومع ذلك فلولاها لما تيسّر لنا في الحقيقة أي إدراك ولو ضئيل بكون الله سبحانه وتعالى جامعًا للصفات الحسنة وكامل المحاسن.

 

وهناك آية أخرى يقدّمها البعض دليلاً على زعمهم أن العرش مخلوق مادي، وهي قوله سبحانه وتعالى ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) (المؤمنون). يقولون: رب العرش يعني خالقه، فالعرش إذًا مخلوق مادي.

 

ولنعلم أن ربَّ الشيء لا يعني خالقه فحسب، بل يعني صاحبه أيضًا، كما يقولون: رب المال أي صاحبُه. فرب العرش يعني صاحبه.

 

فكلمة (وَرَبُّ الْعَرْشِ) تعني أن لله سبحانه وتعالى صفات تنـزيهية كما أن له صفات تشبيهية، وقــد أشار إلى التشبيهـية منها بذكر خلق السماوات والأرض، كما أشار إلى التنـزيهية منها باستوائه على العرش. 

أما لماذا استخدم "رب العرش" بدلاً من "ذو العرش" أو صاحبه؟ فلنعلم أن في ذلك حكمةً أيضًا. إذ يظن بعض الجهال من الفلاسفة أن الله سبحانه وتعالى علّةٌ للعلل فقط، وأن صفاته إنما تصدر بصورة اضطرارية تلقائية، دون أية إرادة منه جل جلاله. فرد الله سبحانه وتعالى على هؤلاء بإضافةِ صفاته (أي عرشه) إلى صفته "الرب" الدالة على التصرف والسلطان، ليُبّين أن صفاته لا تصدر أبدًا صدورًا اضطراريًا، وإنما تتجلى كيفما تريد لها إرادته المطلقة ومشيئته الحكيمة. فالحق إن هذا الأسلوب القرآني قد جاء دحضًا لاعتراضٍ خطيرٍ، وبيانًا للنظرية الإسلامية في هذا الصدد. 

 

والآية الثالثة التي يستدلون بها على كون العرش مخلوقًا ماديًا، قولُه تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(هود:8) يقولون: بما أن العرش على الماء المادي فلا بد أن يكون عرشًا ماديًا مخلوقًا. والحق أن الماء هنـا ليس ماديـًا، إذ لم يكن له وجود قبل خلـق السماوات والأرض، وإنما كان جزءًا منها وقد خُلق بعدها. ولو أنهم قالوا بأن العرش وُضع بشكل مادي على الماء المادي بعد خـلق السماوات والأرض، فهذا أيضًا لن يستقيم، لأننا لا نرى أي عرش موضوع على الماء بل لا نجد آثارًا أو علامات لذلك. إن الله سبحانه وتعالى حكيم وقول الحكيم لا يخلو من حكمة. فأي جدوى وحكمة من ذكر شيء لا يَمُتّ إلينا بصلة، ولا علاقة لنا به. فمثل هذا العرش المزعوم لا يكشف لنا العظمة الإلهية لأن الله سبحانه وتعالى جعلنا في معزل عن إدراك حقيقته. فلا الماء هنا مادي إذًا ولا العرش مادي. وإنما الحق أنه -في لغة الوحي والدين- يعبَّر بالماء عن كلام الله سبحانه وتعالى. فالآية تعني أن العرش الإلهي موضوع على الكلام الإلهي، بمعنى أن العظمة الإلهية أكبر وأسمى من أن يُدركها العقل الإنساني، إلا أنه يستطيع إدراكها إلى حدٍ ما عندما تأخذ صفات الله التنـزيهية -من خلال كلامه ووحيه - طابعَ المماثلة والتشابه. ومن أجل ذلك أردف سبحانه وتعالى ذلك بقوله: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ). والعلاقة بين الوحي والصفات الإلهية التشبيهيّة وبين أعمال الإنسان لواضحة بينة، ولكن من ذا الذي بإمكانه أن يزعم أن عرشا ماديا غير مرئي موضوعا على الماء المادي يلعب أي دور في كون أعمالنا حسنة أو سيئة، أو يزعم أن مثل هذا البيان يعود علينا بأي نفع. 

 

ثم إنه لزعم يرفضه العقل والمنطق السّليم أيضا، إذ إنه لمما يتعارض مع العقل تماما أن الله تعالى بعد أن خلق السماوات والأرض احتاج إلى عرش مادي! كلا، بل إن الإله الذي قدر منذ الأزل على أن يحكم الكون دون أي عرش مادي كان بإمكانه أن يحكمه أيضا في المستقبل دون أي احتياج للعرش المادي.

 

ولو أنهم قالوا بأنه تعالى يتبوأ هذا العرش المادي إظهارًا لجلاله وجبروته وعظمته لقلنا: إنما يتم هذا الغرض إذا كان هناك شيء يستطيع الإنسان رؤيته، وما دام العرش المزعوم غير مرئي، ولا يُرى له أثر ولا معالم، فكيف يتحقق الهدف المنشود إذًا؟

 

ومما يدل على أن العرش هنا يعني الصفات الإلهية التنـزيهية قولُ الله تعالى (لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون) إذ يتبين من الآية أن للعرش الكريم علاقة خاصة بما يُثبت توحيد البارئ تعالى. وبديهيّ أن الدليل الحقيقي الحيوي على توحيد البارئ إنما يتمثل في صفاته التنـزيهية، ذلك أن صفات الله التشبيهيّه يشاركه ويشابهه فيها أيضا المخلوقُ ولو إلى حدٍ ما، ولذلك نجد ذوي العقول السّاذجة يعانون معاناةً شديدةً في فهم قضية توحيده سبحانه وتعالى." (التفسير الكبير)


 

خطب الجمعة الأخيرة