الجواب: لا بد أنك تركت صيام 9 أيام لعذر شرعي أي السفر أو المرض.
يقول المصلح الموعود رضي الله عنه: الأعذار على نوعين: عذر مؤقت وعذر دائم، ويجب أداء الفدية بشرط القدرة عليه سواء كان العذر مؤقتا أو دائما. أما إذا زال العذر ولو بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات فعليه أن يصوم أيضا. (التفسير الكبير المجلد 2)
وقال رضي الله عنه أيضا: إن الذين مرضهم شديد وسفرهم شاق.. عليهم (عدة من أيام آخر)..فيكملون ما فاتهم من صيام في أيام أخر، ولكن المصابين بمرض عادي بسيط أو الذين خرجوا لسفر غير شاق غير صائمين فعليهم أن يقدموا طعام مسكين فدية أيضا.. ذلك لأنه من المحتمل أن يكونوا مخطئين في ترك الصوم، ويظنون أنهم مرضى ولكنهم عند الله ليسوا في مرض يعفيهم من الصوم، أو يظنون أنهم على سفر ولكنهم ليسوا عند الله في سفر. وما دام قرارهم معرّضا لاحتمال خطأ في كل حال.. فيجب على هؤلاء إذا كانوا قادرين على الصوم أن يكملوا عدة أيام الصيام الفائتة في أيام أخر.. ذلك إضافة إلى أن يطمعوا مسكينا حتى يكون كفارة لخطأ محتمل من جانبهم. (التفسير الكبير المجلد 2)
وقال رضي الله عنه أيضا:
"إذا كان المانع مؤقتا وزال فيما بعد فلا بد أن يصوم، فالفدية لا تُسقط عنه الصوم الفائت، وإنما هي فدية لأنه لم يستطع –بسبب عذر شرعي –أن يشترك في العبادة مع سائر المسلمين في هذه الأيام المباركة. (التفسير الكبير المجلد 2)
وعليه فإن كنت قد أخرجت الفدية لهذه الأيام التسعة فإنها لا تسقط عنك الصوم، وعليك بإكمال ما فاتك من الصيام بعد رمضان هذا.
أما إذا تركت صيام 9 أيام ولم تخرج الفدية أيضا فعليك إكمال عدة أيام الصيام الفائتة الآن مع استحباب إخراج الفدية -إن كنت تقدر على ذلك- ليكون كفارة لخطأ محتمل في اجتهادك في ترك صوم تلك الأيام.