الجواب:
مادمت قد تركتها بسبب المرض، فكان ينبغي أن تؤدي الفدية في حينها، مع العلم أن الفدية لا تسقط الصوم، بل يدفع المرء الفدية لأنه لم يستطع –بسبب عذر شرعي –أن يشترك في العبادة مع سائر المسلمين في هذه الأيام المباركة.
أما الآن إن زال المرض فعليك بقضاء الأيام التي أفطرتها عملا بـ (فعدة من أيام أخر).
وإن كنت تقدر على أداء الفدية أيضا بالإضافة إلى صوم تلك الأيام الفائتة فهو مستحب.
قال المصلح الموعود رضي الله عنه موضحًا هذا الأمر: إن الذين مرضهم شديد وسفرهم شاق.. عليهم (عدة من أيام آخر)..فيكملون ما فاتهم من صيام في أيام أخر، ولكن المصابين بمرض عادي بسيط أو الذين خرجوا لسفر غير شاق غير صائمين فعليهم أن يقدموا طعام مسكين فدية أيضا.. ذلك لأنه من المحتمل أن يكونوا مخطئين في ترك الصوم، ويظنون أنهم مرضى ولكنهم عند الله ليسوا في مرض يعفيهم من الصوم، أو يظنون أنهم على سفر ولكنهم ليسوا عند الله في سفر. وما دام قرارهم معرّضا لاحتمال خطأ في كل حال.. فيجب على هؤلاء إذا كانوا قادرين على الصوم أن يكملوا عدة أيام الصيام الفائتة في أيام أخر.. ذلك فضلا عن أن يطمعوا مسكينا حتى يكون كفارة لخطأ محتمل من جانبهم. (التفسير الكبير المجلد 2)