loader
 

السؤال: اخواننا في الدين من الطائفة الاحمدية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء اود ان احييكم على جهودكم المتفانية والتي تبذلونها في سبيل نصرة الاسلام والمسلمين وفي سبيل نقل صورة حقيقية تعكس صورة الاسلام الحقيقية في كل بقاع المعمورة وهذا ليس فضلا منكم انما هو واجب على كل مؤمن ومسلم وعلى ملة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وادعو من الله ان يجمعنا جميعا على كلمة سواء. اخوتي الاعزاء ان من باب حرص المسلم على اخيه المسلم هو مد جسور التواصل ونبذ بذور الفرقة والاختلاف وحل مسائل الاختلاف التي تشكل عائقا بين المسلم واخيه المسلم لكي تكون امة الاسلام جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فمن هذا المنطلق وهنا يكمن سؤالي احبتي ما الجهد الذي بذلتموه في سبيل رفع موجبات الفرقة والاختلاف بينكم وبين سائر اخوانكم في الدين من المسلمين في سبيل حل عقد الاختلاف الرئيسية بينكم وبين اخوانكم من المسلمين بحيث يعقد مؤتمر جامع يسوده جو من الالفة والتاخي تصدر منه فتوى تخص الجماعة تزيل كل موجبات الفرقة والتنافر وانكم اخواننا في الدين اتوسم فيكم كل ما هو خير فيما يخص هذا المجال وجزاكم الله خيرا

بٰارَكَ اللهُ فِيكُم أخانا العزيز على حسن كلامكم وحرصكم على وحدة المسلمين. الحقيقة أن الجماعة الإسلامية الأحمدية منذ نشأتها على رأس القرن التاسع عشر وهي تدعو المسلمين إلى نبذ الاختلاف والاجتماع على لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ، وقد أصدر مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كتباً بهذا الشان ومنها كتاب حضرته الأخير قبل وفاته بأيام قليلة بعنوان "الوصية" وفيه دعا عَلَيهِ السَلام كافة الطوائف وحتى الأديان المختلفة في الهند وغيرها إلى ترك الاختلافات والتركيز على الروابط الإنسانية والأخوة والمواساة وأوصى عَلَيهِ السَلام أبناء الجماعة خصوصاً بمواساة الجميع بغضّ النظر عن دينهم ومعتقدهم، فالاختلاف يجب أن لا يؤدي إلى خلاف وظلم لأحد بل يمكن للمسيحي واليهودي والهندوسي والملحد العيش مع المسلم وغير المسلم، وَعَلَى المسلم أن يهب لنجدة أخيه الإنسان بكل حب وإخلاص لأنه من خلق الله تعالى، ولا يحب اللهَ من لا يحب خَلْقَه صُنع يديه ﷻ. لهذا دأبت الجماعة الإسلامية الأحمدية منذ تأسيسها إلى جمع المسلمين وغير المسلمين في المساجد والمراكز التي تشيدها وكانت دوماً في واجهة المساعدات والنجدة لجميع بني البشر بلا استثناء. هذا ما درجت عَلَيهِ الجماعة الإسلامية الأحمدية وإلى هذه اللحظة وحتى تقوم الساعة. المشكلة أن المتعصبين وخصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية في الهند وباكستان هم الذين بدأوا بمنع الجماعة الإسلامية الأحمدية من الانتساب إلى الإسلام وأصدروا القوانين التي تجرّم المسلم الأحمدي بسبب الانتماء للإسلام أو حتى التسمي به أو لمجرد إلقاء تحية الاسلام السَلامُ عَلَيْكُم والتي تقتضي السجن أو الغرامة أو حتى الإعدام، وهو ما يحصل في باكستان وإندونيسيا وغيرها إلى هذا اليوم للأسف الشديد. هنالك بنود في القانون الباكستاني تحتم على كل طالب جنسية أو جواز أن يُعلن تكفيره لمؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية وان يعلن بأن الأحمديين كفار خارج الملة وإلا فلن ينال الجواز الرسمي من الدولة أو لن يُكتب له في الجواز أنه مسلم، لأن المسلم عندهم هو من يكفِّر مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية. وهنالك الكثير من الأمثلة التي لا يمكن أن تُعقل ولكنها حاصلة مع الأسف. الجميل أن الجماعة الإسلامية الأحمدية مع كل ذلك لا زالت تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة خصوصاً اذا كان المتلقي من أهل القبلة والدين، فهذا أخ في الدين مهما كان موقفه إلا الذين ظلموا منهم الذين يشتمون ويسعون في أذية المسلمين الأحمديين، فهؤلاء يُترك التعامل معهم حتى ينصلح حالهم أو يحدث ما يؤدي إلى وجود قانون يمنع الاعتداء على أحد بسبب اختلاف المعتقد. نسأل الله تعالى العافية للجميع، اللّهُمّ آمين. 


 

خطب الجمعة الأخيرة