بعثة النبي إلى قومه تعني أنه مبعوث بالدرجة الأولى لهم، وأنه يحمل وعودا خاصة متعلقة بهؤلاء القوم خاصة، ولكن هذا لا يعني أنه غير مكلف بتبليغ الأقوام الذين يعيشون معهم أو حولهم. فلهذا، فرغم أن موسى كان مبعوثا لبني إسرائيل خاصة، ومن أجل أن يخرجهم ويوصلهم إلى الأرض المقدسة حسب وعود الله تعالى، إلا أنه كان مكلفا بتبليغ فرعون وقومه وهدايتهم. فكل من يصادفهم النبي في حياته وفي محيطه هو مكلف بتبليغهم، ولكن النبي الذي كان يُبعث لقوم معينين كان يحمل وعودا خاصة بهؤلاء القوم، وكان مبعوثا لهم بالمقام الأول.
وهكذا، فلا تعارض بين كون المسيح الناصري مرسل الى خاصته كما يخبر الانجيل في يوحنا1 عدد11 وفي متى 15:24 وكما جاء في القران الكريم [ورسولا الى بني اسرائيل... ]ال عمران -49 وبين أن يتوافق مجيئه الى خرافه بالهند تماشيا مع نبوؤات بوذا ومجيئه..بل هذا من عجائب قدرة الله تعالى لكي يُظهر أنه مصدر الأنبياء جميعا، وأن دينه واحد.. وخاصة وأن البوذيين والخراف الإسرائيلية يقيمون ضمن نسق جغرافي واحد نسبيا وبينهم مشترك ثقافي بحكم التأثير الحضاري والاجتماعي، ولا ضير ان تكون مشيئة الله في ذلك ان يتنبه وثنيو البوذية الى حقيقة التوحيد التي جاء بها بوذا الأول بمجيء المسيح إلى قومه هناك ولكي يحقق نبوءة متعلقة بهم أيضا تتعلق بنبيهم بوذا، بل إن هذا من آيات صدق المسيح عليه السلام وصدق بوذا، وهذا كله يوجه إلى توحيد الخالق عز وجل.