كان العرب يجرون أثوابهم خيلاء، وكانت إطالة الثوب بهذه الصورة مظهرا للخيلاء، فنهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الواقع فإن إطالة الثوب أو البنطال بصورة زائدة لا يكون جميلا ويؤدي إلى أن يحمل معه الأتربة والعوالق من الأرض، فتقصير الثوب إلى الحد المناسب الأنيق أمر طبيعي يقوم به الناس عادة.
أما الظن بأنه لا بد من تقصير الثوب أو البنطال بصورة غريبة أو مقززة فهذا ليس من السنة، وهو ضرب من الحرفية والتحجر عند البعض. فالاهتمام بالأناقة في الثوب والمظهر هو السنة الحقيقية التي لا بد من التشبث بها.
وكما ترى فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك لعبرة مهمة وهي منع التكبر ومشية الخيلاء وهي الأساس في كل هذا الأمر، فإن لبس شخص بنطالا أو سروالا أو ثوبا وكان طويلا نوعا ما فيصل إلى الكعبين أو إلى أسفل الكعبين ولم يكن هذا في نيته تعبيرا عن التكبر والخيلاء ، ولم يكن هذا التصرف عادة مجتمعية توحي إلى التكبر والخيلاء فلا بأس في ذلك ، طالما روعيت أسس النظافة والطهارة في الملبس أيضا، فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.
وفي هذا يقول المسيح الموعود عليه السلام :
"ذات مرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما مفاده: المسبلون إزارهم يدخلون النار. فبكى أبو بكر - رضي الله عنه - بسماع ذلك لأن إزاره كان كذلك. فقال - صلى الله عليه وسلم -: لستَ منهم. فللنية دخل كبير في كل عمل. والاهتمام بالمحل والمناسبة ضروري جدا." (فقه المسيح الموعود عليه السلام)