loader
 

السؤال: السلام عليكم أستاذ يبالغ النصارى في وصف جهنم ومشاهد الرعب فيها قائلين إن ذلك مذكور في كتابهم المقدس... ويزعم النصارى أن الشياطين هم من يعذبون الناس في جهنم وليس ملائكة العذاب كما نعتقد نحن المسلمون. ماذا ترون في هذا السؤال وجزاكم الله خيرا أستاذ

لا يمكن الاعتماد على الكتاب المقدس وغيره في مسائل الدين خصوصاً إذا كان ما فيها يخالف بصراحة تامة بيان القُرآن الكَرِيم، وذلك لأن الكتب الأخرى كلها عرضت للتحريف والتبديل ولم يبق كتاب بحرفه وحركاته إلا القُرآن الكَرِيم، وهذه بحد ذاتها معجزة حية تشهد على صدق القُرآن الكَرِيم.

والواقع أن الكتاب المقدس في العهد القديم قد أهمل الآخرة، حتى إنه قد ظهرت طائفة من اليهود وتدعى الصدوقيين كانت قد أنكرت القيامة تماما. فمسألة القيامة في العقيدة اليهودية شبه معدومة أو باهتة إلى حد كبير. وكان من أهداف بعثة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو أن يكون علامة على أن القيامة ستقوم، فكان "علما للساعة" كما قال القرآن الكريم، وهذا لكي يؤكد لليهود أن البعث سيحدث ولا سبيل إلى إنكاره، وهذا لأنه قد ولد دون أب. وكان يقول عن نفسه أنه القيامة أو علامة على القيامة. ولكن المسيحيين اعتبروا كلامه عن القيامة إنما يعني نجاته من الموت، والذي لم يكن قيامة مات بعدها وقام، وهم ظنوها هكذا، فكانت تعاليم المسيح تركز على القيامة وكان يذكرها كثيرا. أما العهد الجديد، فتأثرا بتعاليم المسيح فقد ذكر القيامة واليوم الآخر، ولكنه لم يقدمه بوضوح، وكان فيه الكثير من الأمور الملتبسة التي لا يعول عليها.


 

خطب الجمعة الأخيرة