loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الأحمدية تعتبر نفسها جزء من أهل السنة على عقيدة الماتريدية أم تعتبر نفسها عقيدة مستقلة، وأيضا في الفقه فهل أتباعها على أحد المذاهب الفقهية السنية الأربعة أم لها مذهب فقهي مستقل تجتهد بنفسها

وشكرا

الجماعة الإسلامية الأحمدية أسست بأمر الله تعالى على يد مأمور إلهي أقامه الله لاحياء الاسلام وبعثه، ومن حيث العقيدة فهي على منهج السنّة أي أنها أقرب إلى أهل السنة من حيث مبدأ التمسك بكتاب الله القرآن الكريم و سنة رسوله المصطفى ﷺ والإقرار بسنة خلفائه الراشدين المهديين الأربعة من بعده.. غير أنّ ما يميزها أنها هي الجماعة الوحيدة التي لها إمام حيث أوجب النبي ﷺ  على الفرق كلها  لزومه وبيعته عند افتراقها كما روى عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه { تَلْزَمُ جَماعَةَ المُسْلِمِينَ وإمامَهُمْ قُلتُفإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَماعَةٌ ولا إمامٌ؟ قالَ: فاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولو أن تعضّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتّى يُدْركَكَ المَوْتُ وأَنْتَ على ذلك} (البخاري) وقوله ﷺ  :

{فإذا رَأَيتُموه، فبايِعوه ولو حَبْوًا على الثَّلجِ؛فإنَّهُ خَليفةُ اللهِ المَهديّ}  (ابن ماجة)

ومن حيث العقيدة في الله تعالى فنحن ننزه الله تعالى عن كل نقص وعيب كالمكان والجهة والجسمية والتبعيض وتعطل صفة ونعتقد أن الذات الإلهية ليست من المدركات العقلية وهي غيب الغيب ووراء الوراء وأنّ كل ما ورد في القرآن الكريم من الصفات المضافة الى ذاته سبحانه كاليد والعين والساق والبصر والسمع.. فهي غير محمولة على الظاهر الذي يوهم التشبيه وفي هذا يقول سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في منظوم القصيد :

تعالت شؤون الله عن مبلغ النُّهى  فكيف يُصوّر كُنهه متفكّر

وليس تُقاسُ صفاتُه بصفاتنا   ولا يُدركه بصرٌ ولا من يُبصرُ

وفي منهجنا الفقهي فإننا نقدّم القرآن الكريم أولا في استباط الأحكام الشرعية ثم السنة المتواترة الثابتة التي هي بيان النبي ﷺ  في حيز الفعل والتطبيق. ثم نُعمل النظر في الحديث بعرضه على القرآن الكريم وترجيح الحديث الضعيف وتقديمه على اجتهاد المجتهدين..

وهذا ما قضى به الامام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام الذي بعثه الله حكما عدلا للفصل في المسائل الخلافية والمبادئ الفقهية بهدي من الله تعالى فأخرج الفقه العام من تخمة المسائل الفرعية ومباحث السّجال والجدال القديم والعقيم عند الجمهور ليؤسس لاجتهاد جديد متجدد في زمن شهد فيه المسلمون تغيرات هائلة في التعايش والتمدن والاكتشافات الجديدة، وكانوا عاجزين بتقليدهم وجمودهم الفقهي عن إدراك شمولية الشريعة وصلاحيتها لكل العصور.   

لمزيد تفصيل وتوسع في دراسة أصول المنهج الفقهي للجماعة يرجى قراءة المقدمة التمهيدية لكتاب {فقه المسيح} وهو متوفر في مكتبة الموقع


 

خطب الجمعة الأخيرة