loader
 

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي الكلمة الرئيسة في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي للجمعية الطبية الإسلامية الأحمدية

"الخدمة الحقيقية لا تكمن في مقدار ما نملكه، بل في مقدار ما نكون على استعداد للعطاء والتضحية من أجل الآخرين" - حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد

ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، الكلمة الرئيسة في المؤتمر الدولي للجمعية الطبية الإسلامية الأحمدية (AMMA) يوم الأحد 27/10/2024.

حضر أكثر من 250 عضوًا من أعضاء الجمعية من جميع أنحاء العالم الحدث الذي أقيم في إسلام أباد في تيلفورد بالمملكة المتحدة

 

وفي كلمته، ذكّر الخليفة الحضور بأهمية استخدام مهاراتهم وخدماتهم لتحسين وضع من يعانون من الفقر والمشاق في المناطق الفقيرة من العالم، وذكّر المهنيين الطبيين بأنهم في "مكان فريد من نوعه على خط المواجهة لخدمة الإنسانية".

في البداية، أعرب حضرته عن أمله في أن يمكّنهم المؤتمر من صياغة "خطط ملموسة" لخدمة الإنسانية ودعم مستشفيات الجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم النامي.

وأشاد ببعض الأعمال التي تقوم بها الجمعية الطبية في أستراليا، وبخاصة تقديمها المساعدات الطبية والمعدات للمستشفيات في أفريقيا وباكستان وكذلك للاجئين المسلمين الأحمديين في دول شرق آسيا.

وقال حضرته إنه على الرغم من أن الجمعية الطبية في أستراليا ليست كبيرة بشكل خاص ولا يتمتع الأطباء هناك بثراء خاص، إلا أنهم قد تمكنوا من تقديم خدمات إنسانية جديرة بالثناء "نتيجة لرغبتهم الصادقة في خدمة الآخرين ومن خلال التخطيط الدقيق والتعاون الاستراتيجي والاستخدام الفعال لمواردهم".

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"تذكروا دائمًا أن الخدمة الحقيقية لا تكمن في مقدار ما نملكه، بل في مقدار ما نكون على استعداد للعطاء والتضحية من أجل الآخرين".

كما ذكر الخليفة جمعية الأطباء الأحمديين في أمريكا التي أرسلت بانتظام الأطباء إلى باكستان لدعم معهد طاهر للقلب في ربوة. وحثهم على مواصلة جهودهم لدعم مستشفى فضل عمر في ربوة.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"أحث الآن جمعية الأطباء المسلمين الأحمديين في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان على التركيز على رفع معايير مستشفى فضل عمر في ربوة. والواقع يجب أن يكون الطموح والهدف أن يصبح مستشفى فضل عمر مركزًا حقيقيًا للتميز الطبي. ولتحقيق هذه الغاية، سوف تكون هناك حاجة إلى تشييد مبانٍ جديدة وتجديد المباني القائمة. وعلاوة على ذلك، سوف تكون هناك حاجة إلى شراء المعدات والآلات الطبية الحديثة وإلى توظيف وتدريب المزيد من الأطباء والممرضات والموظفين المساعدين."

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"لذلك، أحثكم جميعًا على التفكير في هذا الأمر وفي كيفية الاستفادة من مهاراتكم وخبراتكم ومواردكم لرفع مستوى مستشفى فضل عمر بطريقة تجعله مركزًا حقيقيًا للتميز. إذا تمكنتم من تحقيق هذا الهدف، فلن تؤثروا فقط على حياة عدد لا يحصى من الناس اليوم، بل ستتركون أيضًا إرثًا دائمًا للأجيال القادمة، إن شاء الله".

وقال إن العديد من المسلمين الأحمديين قد هاجروا من باكستان ومعظم من بقوا هناك لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية الأساسية، وبالتالي هناك حاجة أكبر لضمان تحسين المرافق لخدمة المحتاجين.

وقال حضرته إن على المسلمين الأحمديين أيضًا متابعة مجال البحث في المجالات الطبية وعليهم على وجه الخصوص السعي إلى تطوير حلول مبتكرة يمكن الاستفادة منها في الأجزاء الفقيرة من العالم.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"يجب على المسلمين الأحمديين المشاركين في البحث الطبي أن يوسعوا مجالات دراستهم للتحقيق في التحديات الصحية المحددة التي يواجهها من يعيشون في البلدان المحرومة اقتصاديًا. واستكشاف الحلول المبتكرة وتطوير علاجات فعالة من حيث التكلفة والسعي إلى المساهمة في تطوير أنظمة الرعاية الصحية المستدامة التي تلبي احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا."

كما تأمل حضرته في الوضع الجيوسياسي الحالي في العالم وكيف يجب على المتخصصين الطبيين الأحمديين وضع خطط لخدمة الإنسانية حتى في أسوأ الظروف.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"إن الوضع الجيوسياسي العالمي محفوف بالمخاطر جدًا ونحن نعيش في زمن من عدم اليقين الكبير. تتصاعد الصراعات والحروب بسرعة، وإذا اندلعت حرب عالمية، لا قدر الله، فإن الأزمة الإنسانية التي ستنجم عنها ستكون على نطاق لا يمكن تصوره. وبينما نستمر في الدعاء من أجل تجنب مثل هذه الحرب، علينا أيضًا التأكد من أننا خططنا لجميع الاحتمالات."

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"لذلك، أحث جمعيتنا الطبية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى على تطوير خطط طوارئ شاملة بشكل استباقي. يجب أن توضح بالتفصيل كيف يمكن لأطبائنا المسلمين الأحمديين والفرق الطبية استخدام مهاراتهم وخبرتهم بكفاءة لخدمة الإنسانية في حالة حدوث أزمة عالمية."

وأعرب حضرته عن رغبته القوية في أن يسعى فرع المملكة المتحدة للجمعية الطبية إلى إرسال الأطباء بشكل منتظم ضمن برنامج الوقف العرضي إلى مستشفيات الجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم النامي حتى يتمكنوا من التطوع بجزء من وقتهم لمساعدة المحتاجين.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"تذكروا أن المقياس الحقيقي لنجاحنا لا يكمن في المؤتمرات التي نستضيفها بل في التأثير الذي نخلفه على العالم. إن أهدافكم تمتد إلى ما هو أبعد من هذه الجدران، لتصل إلى المجتمعات الأكثر عزلة وحرمانًا في جميع أنحاء العالم".

ومخاطبًا أعضاء فرع المملكة المتحدة للجمعية الطبية الإسلامية الأحمدية، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"يجب أن تلهموا فروع الجمعية الإسلامية الأحمدية الطبية الأخرى وأن تكونوا قدوة لهم".

 

وقال حضرته إنه على الرغم من أن بعض الأفراد يعطون من وقتهم، إلا أن عليهم أن يفعلوا ذلك بطريقة موحدة وأن "العمل الجماعي هو الوسيلة لتضخيم تأثير الفرد".

وفي ختام كلمته، تحدث حضرة الخليفة عن الفرصة المتميزة التي يتمتع بها المتخصصون الطبيون المسلمون الأحمديون للوفاء بالتزامات دينهم.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"يجب أن تضعوا دائمًا في حسبانكم أنه إلى جانب الوفاء بحقوق الله، فأنتم في وضع فريد لتكونوا في طليعة خدمة البشرية والوفاء بحقوق خلق الله. لا تأخذوا هذا الأمر باستخفاف، بل اعتبروه امتيازًا كبيرًا وفرصة لكسب قرب وبركات الله تعالى. لا تتعبوا أو تترددوا في خدمتكم للآخرين وابحثوا باستمرار عن طرق جديدة للمساهمة والابتكار وتوسيع نطاق وصولكم".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

 

"لا تنسوا أبدًا أن مهاراتكم ومعرفتكم ونجاحكم وخبرتكم كلها هبات من الله ولن تكون ذات قيمة في عينيه إلا عندما تستخدمونها بإيثار من أجل خدمة خلقه. أسأل الله تعالى أن يوفقكم ليس فقط لتطوير أفكار وخطط جديدة لخدمة البشرية ولكن أيضًا، والأهم من ذلك، لتحقيقها".


 

خطب الجمعة الأخيرة