loader
 

هل المنتجات التي تحوي كمية قليلة من الكحول حلال أم حرام؟

اعلموا أن الكحول تُستخدَم في الأدوية بقدر ضئيل جدًّا بحيث لا يؤدي إلى السكر، وهذه الأدوية ضرورية لإنقاذ الحياة لذا إن استخدام الأدوية، التي فيها الكحول وما شابهها في بقدر ضئيل، مسموح به.

يقول سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله تعالى في ذكر أمر مهم جدا بيّنه مرزا شريف أحمد t:

أي: ذات مرة أجاب على هذا السؤال بشكل معقول أحد أعمامي المتوفين، مرزا شريف أحمد  قائلا: يجب في الطب - ولا نتحدث عن الطب هوميوباثي - أن تكون كمية الدواء -الذي يتضمن الكحول- صغيرة جدا لدرجة لا يؤدي إلى السكر. وإذا زدتم كمية الدواء قد يموت المستهلك بسبب سم الدواء نفسه قبل أن يبلغ الدواء مبلغا يؤدي إلى السكر، لأن الدواء يحتوي على مواد أخرى أيضًا تجعل استخدام الدواء بكميات مفرطة أمرًا محظورًا. وبالتالي فإن جميع هذه الأدوية آمنة من وجهة النظر الإسلامية لأنه لا يمكنك أبدًا أن تستهلك كمية زائدة من ذلك الدواء حتى لو أردت. لذا لا يمكنك استخدامه كمسكر، وإن كميتها الصغيرة آمنة. وهذا الأمر مفهوم ومعقول. ولكن هذا المبدأ ينطبق على مجال محدود.

وفي نهاية الجلسة نفسها قال حضرته رحمه الله مُسديا نصحية مبدئية عن الأطعمة التي تُستخدم فيها الكحول:

هل يمكنك أن تأكل ما يكفي من هذه الكعكات التي صُب عليها الكحول وأُحرقت حتى تصبح سكرانًا، حتى لو أكلت أطنانًا منها لا يمكنك أن تكون سكرانا. لكنني أجتنب أكل هذه الكعكات عمدا، لأنني إذا خطوتُ خطوة في هذا الاتجاه أعلم أن الناس سيبدؤون بخطو خطوات كثيرة في هذا الاتجاه، وسيبدؤون بإساءة استخدام هذه الرخصة. لذا فالمبدأ الآمن هو شيء، والتطبيق الصحيح الحقيقي لمبدأ فقهي شيء آخر. أما بالنسبة للنصيحة التي أسديتها لك وللأطفال هي ألا يطلبوا مثل هذه الرخصة لأنه إذا سمحتم للأطفال بالبدء بأكل هذه الكعكات سيتم تدمير هذا المحظور وستتضرر هذه الممانعة الفطرية لأنكم تعيشون في مجتمع شاربي الكحول والبيرة سلفا. ثم سيبدأون تدريجيًّا تجاوز الحدود في المحرمات الحقيقية الأخرى أيضًا. لذا هذا هو المبدأ الآمن. (مجلس الأسئلة والأجوبة، بتاريخ 17/5/1989 الجزء الثاني)

إذن، يجوز استخدام الكحول وما شابهها في الأدوية بقدر لا يؤدي إلى السكر. ولكن الأطعمة والأشربة التي استُخدمت فيها المسكرات ولو بكل ضئيل لا يجوز للمؤمن استهلاكها بحسب تعليم الإسلام. 


 

خطب الجمعة الأخيرة