loader
 

حلقة 5 - الرد الشامل على الاعتراضات حول قضية الأعداد في الجماعة الإسلامية الأحمدية

 الاعتراض:
يقول المعترضون: إن عدد الجماعة كلها كان لا يزيد عن 200 إلى 300 على أكثر تقديرفي سنة 1897 ، والدليل على ذلك ما قاله المؤسس في إعلانه عند عقد احتفال يوبيل الملكة في قاديان. في 23 يونيو 1897 عقد اجتماع اليوبيل في قاديان ويقال أن عدد الحاضرين فيه كان 225، وقال المؤسس في هذا الإعلان بأنني أخبر بكل سرور أن أكثر أبناء جماعتي حضروا إلى قاديان. علما أن المؤسس كان قد نشر في إعلان قبل نصف سنة أن عدد الجماعة هو 8000.

الرد:

هذا الاعتراض ليس إلا المماحكة والتعامي، وإلا فإن السياق والقرائن الأخرى توضح بكل جلاء أن كلمة "أكثر" لا تخص أبناء الجماعة كلها، وإنما التركيز هنا على أن أكثر مَن حضر منهم هذا الاجتماع كانوا قد وصلوا قاديان في 19 يونيو مع أن الاجتماع كان سيبدأ في 20 يونيو، مما يدل على اهتمامهم بالأمر.
وهذا واضح تمامًا من كلمة ("19 جون كو هي"/ أي في التاسع عشر نفسه.)
هلم نقرأ الترجمة العربية لهذا النص الذي بني عليه الاعتراض وهي كالآتي:
"أُعرب بكل سرور وفرح أن أكثر أبناء جماعتي كانوا قد وصلوا إلى قاديان في 19/6/1897 نفسه قاطعين مسافاتٍ شاسعة لحضور احتفال يوبيل جلالة الملكة قيصرة الهند دام إقبالها، ولإظهار الشكر لها، وكان عددهم 225 شخصًا. وانضم إليهم أتباعي المخلصون المقيمون هنا، وكل هؤلاء شكلوا جمعًا كبيرا. (تحفة قيصرية، الخزائن الروحانية مجلد 12 ص 285 )
فحضرته إنما يركّز هنا على أن موعد الجلسة كان 20 يونيو، ومع ذلك فإن أكثر أبناء جماعتي "المشتركين في الجلسة من خارج قاديان" وصلوا إلى قاديان قبل موعد الجلسة بيوم في 19 يونيو.
فقول المعترضين بأن أكثرية الجماعة كلها كانت موجودة في هذه المناسبة باطل تمامًا، للأسباب التالية:
أولا: لما ذكرناه آنفا
ثانيا: إن 225 فردًا الذين يتحدث عنهم المسيح الموعود  هنا هو عدد الذين جاءوا من خارج قاديان وليس كل من حضر هذا الاجتماع،
كما هو واضح جلي في قوله:"أبناء جماعتي جاءوا إلى قاديان".
وأيضا كما هو بيّن تماما من الجملة التالية في التحفة القيصرية وهي: "وانضم إليهم أتباعي المخلصون المقيمون هنا".
فثبت أن العدد المذكور لا يضم حتى أتباعه المقيمين في قاديان، ناهيك أن يضم أكثرية أتباعه القاطنين في مختلف أرجاء الهند.
ثالثا: لقد ألف المسيح الموعود عليه السلام كتيّب التحفة القيصرية بمناسبة يوبيل الملكة فيكتوريا وقدّم هذا الكتيّب هدية لها إضافة إلى عقد حفل بهذه المناسبة. ونشر المسيح الموعود  في هذا الكتيب رسالةً لحضرة نواب محمد علي خان تُبين أن اجتماعًا مماثلا عُقد في مدينته "مالير كوتله" أيضا بمناسبة هذا اليوبيل وفي التواريخ نفسها. (التحفة القيصرية، الخزائن الروحانية ج 12 ص 314-316)
فثبت من ذلك أن الجماعة عقدت اجتماعات اليوبيل هذه في أماكن مختلفة ومنها قاديان أيضا. والبديهي أن أبناء جماعة المسيح الموعود عليه السلام حضروا في تلك الاجتماعات، بينما حضر العدد المذكور إلى قاديان من الخارج.
رابعا: يجب أن يضع المعترضون في الاعتبار أن الإعلان الذي دعا به المسيح الموعود عليه السلام أبناء جماعته لحضور جلسة اليوبيل هذه في قاديان المزمع انعقاده في 19 يونيو كان قد نشره في 7 يونيو 1897، وليس خفيا على أحد متى يمكن أن يصل إلى الأحمديين الموجودين في مختلف أنحاء القارة الهندية إعلان كهذا الذي يرسَل من قرية نائية مثل قاديان في ذلك الزمن الذي لم تتوفر فيه وسائل البريد السريعة الحديثة؟ هل يظن المعترضون أن هذا الإعلان كان قد وصل جميع أفراد الجماعة قبل موعد الاجتماع في جميع أرجاء الهند؟ كلا، بل من الأغلب أنه لم يصل إلا إلى عُشر أبناء الجماعة، ومع ذلك حضر هذا الاجتماع 225 أحمدي من خارج قاديان من أماكن بعيدة كما ذكر آنفًا. ولكن المعترضين يتعامون عن كل ذلك.
خامسًا: لقد سبق أن ذكرنا أن حضرة بير سراج الحق النعماني أعدّ قائمة المبايعين في شهرين فقط (ما بين 3 أبريل 1897 إلى 2 يونيو 1897) وكان عدد المبايعين الذكور في هذين الشهرين وحدهما 203 رجال. (تاريخ الأحمدية مجلد 1 ص643- 652) وقد ذكرنا أن المشتركين في جلسة 1892 كانوا 500 شخص.
فكيف يمكن أن يكون العدد الإجمالي للجماعة في ذلك الوقت قريبًا من ثلاثمئة فقط رغم كل هذه الشواهد التي منها أن عدد المبايعين الذكور وحدهم قد وصل إلى 203 في شهرين فقط؟
سادسًا: ثم إن سنة 1896-1897 كانت سنة شديدة في الهند من حيث المعيشة إذ تعرضت معظم مناطقها للقحط والمجاعة، فقد ورد في كتاب
Report of the Indian Famine Commission 1898 :
"في قحط 1896-1897 تضررت مساحة 225 ألف ميل مربع و60 مليونا من السكان."
وكتب شيخ يعقوب على العرفاني  في سبتمبر 1898: أتذكر أنه في أيام القحط الأخير كان مخدومي وإمامي صلوات الله والسلام عليه قلقًا على حالة أبناء جماعته ويقول: إن الكثيرين منهم أصحاب عيال وأكثرهم فقراء وسوف يعانون كثيرا. (الحكم 6 سبتمبر 1898 ص 11)
فكيف يمكن والحال هذه أن يحضر كل أبناء الجماعة من الهند كلها إلى قاديان من أجل هذا الاجتماع لليوبيل.
سابعا: كنا قد ذكرنا أن حضرته نشر أسماء 318 من المشاركين في التبرع لجلسة اليوبيل عام 1897 وقلنا أن العدد الحقيقي ليس 318 بل عددهم أكثر.
ففي هذه القائمة أُعطيَ كل واحد رقمًا واحدًا حتى ولو اشترك في التبرع مع عائلته، أعني أن أفراد عائلته لم يُعَدّوا في هذه القائمة مع أنهم اشتركوا في التبرع والجلسة، وعلى سبيل المثال كان:
المسيح الموعود عليه السلام مع أهل بيته
والحكيم فضل الدين مع عائلتيه
ومرزا أيوب بيك مع عائلته
وقاضي محمد يوسف علي النعماني مع عائلته
والحافظ فضل أحمد مع ابنه
والحافظ علي أحمد مع ابنه
كما اشترك 34 آخرون ذكرت أسماؤهم خارج هذه القائمة في الصفحة التالية.
إضافة إلى ذلك كانت قد عقدت هناك جلسات أخرى لليوبيل مثل الجلسة التي أقامها نواب محمد علي خان في مدينته والتي ذُكرت تفاصيلها مع هذا الإعلان.
وهذا دليل أنه لم يستطيع الجميع الحضور للجلسة في قاديان، بل لم يحضر جميع من تبرع أيضا.
فكيف يمكن اعتبار هذا العدد هو العدد الإجمالي لأفراد الجماعة كلها؟
ونذكّر بالقائمة التي أرسلت إلى الحاكم العام الإنجليزي في فبراير 1898 فقد وضّح حضرته عليه السلام أن 317 أو 318 اسما هذه فقط عيّنة لبعض من أتباعه ذوي المناصب المرموقة في المجتمع .
اذا قارنا بين القائمتين نرى انهما لا تحويان نفس الأسماء بل الأسماء المشتركة بينها هي أقل من مئة، وهذا يعني أن هذه القائمة المقدمة للحاكم كانت تحتوي على أكثر من 220 اسما إضافيا لم ترد في قائمة المتبرعين في جلسة اليوبيل في يونيو 1897 أي التي أُعدّت قبل ثمانية أشهر تقريبا.
فبالجمع بين القائمتين يصبح العدد الإجمالي فيهما تقريبا 540، وعليه فإن هذه القائمة البالغة لـ318 شخصا لم تضم إلا أقل من مئة شخص من قائمة المتبرعين في جلسة اليوبيل في يونيو 1897.
وقلنا بان هذه القوائم هي قوائم بأسماء الرجال ولم تذكر النساء والأطفال، فكيف يمكن القول أنها تعبر عن عدد أفراد الجماعة!؟
وبناء على كل هذا يثبت جليا أن ما ذكره حضرته عليه السلام بأن أكثر أبناء جماعته قد حضروا إلى قاديان لاحتفال اليوبيل سنة 1897، إنما قصد منه أكثر المشتركين في الجلسة والذين أتوا من خارج قاديان، وليس القصد منه أغلب أفراد الجماعة. والأدلة القاطعة التي أوردناها ردّا على هذا الزعم كافية للكشف عن زيف المعترضين وكذبهم.


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة