loader
 

حقيقة البيعة وشروطها

المعنى الحقيقي للبيعة هي أن يبيع المرءُ نفسَه لله تعالى. وتقديمُكمُ البيعةَ يعني أن تُسْلموا حياتَكم وكلَّ ما أنعم الله به عليكم لله عزّ وجلّ‘.
هذا هو تعليم الإمام المهدي والمسيح الموعود، عليه الصلاة والسلام، لنا نحن المسلمين الأحمديين.
كيف نبيع أنفسَنا لله تعالى وهو الغني عنّا؟
وكيف نُسْلم له حياتَنا وهي أصلاً مُلك يديه؟
يكون بيعُنا لله حقّاً إذا ما عُدنا خير أمّة أُخرجت للناس: نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونؤمن بالله؛ مسْلمينَ له، عزّ وجلّ، وجوهَنا ونحن محسنون؟
هل عندما نتفكّر، في سيرتنا وسلوكنا بالحق نجد، برضا النفس وراحة الضمير، أننا —حين بايعنا— قد بِعنا أنفسَنا حقّاً لله تعالى؟ هل إذا قلنا لا نقول إلاّ له عزّ وجلّ، وإذا فعلنا لا نفعل إلاّ لوجهه الكريم، وإذا نَوينا لا ننوي إلاّ ما يُرضيه، وإذا تعبّدنا لا نعبد إلاّ إياه، دون شائبة من شرك ظاهر أو خَفيّ؟
هل نحن، حقّاً، نسعى ألاّ نقول إلاّ الصّدق، وألاّ نفعل إلاّ الحق؟ هل نعمل على أن نكون دائماً من المحسنين، ونجتنب—خوفاً من الله تعالى—أن نكون من المسيئين؟ وهل نتتبّع سُبُل التقوى في التعامل مع ربنا عزّ وجلّ، وفي التعامل والتواصل بعضنا مع بعض؟

هل أنت يا ربّ الأسرة الأحمدي
محسنٌ—لوجه الله تعالى—أوّلاً لزوجتك فلا تُعاملُها إلاّ بالرّفق الذي أَمَرَنا به سَيّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فلا تؤذيها بكلمة، ولا إشارة، ولا تلميح؛ ولا تهدّدُها بوعيد، ولا تتَأمَّرُ عليها، ولا تتكبّرُ، ولا تتعالى، ولا تُثْقِلُ عليها في العمل، ولا تَفرضُ عليها حصاراً، ولا تُقيّدُ حريّتها، ولا تنتقصُ سيادتَها، ولا تُعاملُها بشحٍّ، ولا تَمنُّ عليها في البذل والعطاء، ولا تقصِّرُ في واجبك تجاهها، بل تخدمُها وتؤدّي لها كلّ ما هو حقّها من الله عليك؟
هل أنت واثق حقّاً من أنّ زوجتك تُحبّك لأخلاقك وسلوكك وشخصك الكريم، لأنّك حريصٌ على أن تكون دائماً أَرْأَفَ الناس بها، وأحنى عليها من أمّها وأبيها، بل وحتى من نفسها؟ 

وهل أنت أيها الأب الأحمدي
بارٌّ بأبنائك وبناتك تتعامل معهم بتقوى الله فتُربّيهم على حبّ الله تعالى، وأن يخافوه أوّلاً أكثر ممّا يخافونك أنت؟ أم أنّك راضٍ بأنهم يخافونك—ببركات تعاملك معهم—أكثر مما يخافون الله ذاته؛ إذ يهربون من أمامك كالقطط المذعورة حين وصولك إلى البيت، وينتشرون بارتياح كبير لحظة مغادرتك؛ فيما تفخر أنتَ بأنّهم أولاد مطيعون لا يعصونك فيما تأمرهم، ويفعلون ما يؤمرون؟
هل تُحاورُهم وتتشاور معهم وتدعو لهم، كلّ يوم، بقلب رحيم وروح حانية، وتُربّيهم على حبّ الله ورسوله كما علَّمنا الإمام المهدي عليه السلام، أم أنّك تجعل كلماتك الساخرة ولسانَك الشاتم ويدَك الضاربة هي السابقَة في ما تتصوّر أنه يفيد في تهذيبهم وتربيتهم؟

هل تُكرم أولادَك في تربيتهم فتُعاملُهم بالتقدير والاحترام الواجبَين وتَرُبُّهم في بيتك أعزّاء النفوس، مرفوعي الرؤوس، يحترمون أنفسهم والآخرين؟ أم أنك تُذلُّهم أنت قبل أن تُذلَّهم الظروف الشحيحة، وتقهرهم أنت قبل أن تقهرهم الحياة الصّعبة، وتُهينهم أنت قبل أن يُهينهم الآخرون، وتكسرهم أنت قبل أن يكسرهم الظالمون؛ فيتخرّجون من بيتك إلى الحياة مذلولين، مقهورين، مُهانين، مكسورين؟

لقد عَدّ المسيحُ الموعود عليه السلام ضَرْبَ الأولاد نوعاً من الشّرك، وأَمَرَنا أن نُربّي أولادَنا بالدّعاء؛ فهل نرفع أيدينا إلى الله تعالى، في كلّ يوم، متوسّلين إليه ليصلح لنا في أولادنا وذريّتنا ويحفظهم من الشيطان الرجيم؟
هل تتذكّر أيها الأحمدي في تعاملك مع زوجتك وبناتك وأبنائك قولَ سيدنا خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلّم (خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)؟
هل تُعامِل أهلك بالرّفق واللّطف والاحترام والإكرام والتقدير والإحسان والتجمّل تماماً مثلما تُعامِل الآخرين من أصحابك وأصدقائك وضيوفك والغرباء من الناس؟ أم أنّ لك وجهاً لطيفاً حبيباً أنيساً كريماً للضيوف والغرباء؛ ووجهاً قاطباً عابساً غاضباً متجهّماً شحيحاً خاصّاً بأهل بيتك—زوجتك وأولادك؟

هل أنت أيها الأخ الأحمدي بارّ بأخيك تَصِلُه بإحسانٍ مهما بدر منه، فَتَسْتُر عيبَته، وتُقيل عثرته، وتكرم شيبته؟ هل إذا ما أخطأ إليك تعفو عنه وتُصالحه كأنك أنت المخطئ في حقّه، تماماً مثلما علَّمنا سيدنا ومولانا محمد المطصفى صلى الله عليه وسلم، وإمامُنا المهدي عليه الصلاة والسلام؟ أم أنّك ما أن يخطئ إليك أخوك حتّى تُسارع بالفجور لتُثْبِتَ خطأَه وتُحبِط سعيَه وتفضحه بين الناس لتُبرهن على أنّك أنت الأحقّ والأفهم والأتقى، وكأنّك القدّيس الذي دُنّست قداستُه بِرِجسٍ من عمل الشيطان. هل تفعل ذلك مع أخيك، أم أنّك تسعى لستره، وتغفر خطأه بعد أن تُبيّن له الحقّ الملزِم من الله عزّ وجلّ، وتبذل له النّصح الواجب لوجهه تعالى—لا تشهيراً، ولا تأنيباً، ولا تجريحاً؟

وهل أنت أيها العامل الأحمدي، سواء أكنت موظفاً، حِرفياً، أم تاجراً مثالٌ بين الناس على الصدق والإخلاص والأمانة والوفاء—لوجه الله تعالى—في كلّ عملٍ وتَعامُلٍ؛ حريصٌ على رضاه عزّ وجلّ، فتجعل من تعاملك مع زبائنك دعوةً سلوكية كاملة تُحببهم بدينك ودعوتك؟ أم أنك تتعامل معهم بالكذب المعتاد، وأخلاق السوق، وشطارة التجّار والحِرفيين لتحصل على الرّبح الأوفر مقابل الجهد الأقل ولو بالتّحايل والكذب؟ هل تتعامل مع زبائنك بما يأمر به الإسلام ويحبه الله عالِماً أنه يرى سريرتك، أم أنّك تجعل المتعاملين معك ينفرون من دعوتك ويكرهون عقيدتك بسبب كذبك وغشّك وجشعك وطمعك وسلوكك الذي بينه وبين ’الأحمدية ‘ بُعد المشرق عن المغرب كما تعلم حقّ العلم؟

وأنتَ أيها الدّاعي الأحمدي هل تُعامِل الناس بالسلوك الإسلامي الصحيح الذي يأمرنا أن ندعو إلى الله بالتّواضع والحلم والرّفق والإحسان والخُلق الحسن؟ وهل تدعو لهم وتدعوهم بالحب والحكمة والموعظة الحسنة؟ وهل عندما تبشِّرهم وتدعوهم يشعرون أنّك تحبّهم وتُريد خدمتهم وتخاف عليهم، وتحرص على عزّتهم وكرامتهم، أم أنك تتعالى فوقهم وتُنَصِّب من نفسك معلّماً عليهم يقرعهم بأخطائهم، ويسخر من جهلهم، ويكشف عيوبهم؟
هل عندما تُبشّر الناس تكون مبشّراً جميلاً جذّاباً محبوباً، وتعمل على ألاّ تكون فظّاً، غليظ القلب، منفِّراً وأنت فرحان بحالك أنّك تدعو وتُبشِّر؟

ألا نتذكّر معاً البيان الرائع للخليفة الرابع ميرزا طاهر أحمد رحمه الله، حيث علّمنا أن نتَعامل مع الذي نُبَشِّره بالدّقة البالغة، والحذر الشديد، ’وكأنّه طفل يمشي على جدار عالٍ ويكاد أن يضع قدمَه في الهواء وهو لا يدري، فأنت تُريد تحذيره بحيث لا تُجفله بتحذيرك فيسقط، ولا تتركه فيهوي... أو كأنّ الذي تُبشّره مُهْر جافِل يسعى للفرار وأنت تُريد أن تضع العِقال في عنقه لتمسكه وتمنعه من الهروب‘—تخيّل كم أنّ الأمر صعبٌ يحتاج إلى دعاء وإخلاصٍ وعِلم وخبرة ومهارة وعون وفضل عظيم من ربّنا تبارك وتعالى.

لابدّ من الإخلاص والحذر البالغَيْن، وأن نسأل أنفسنا فيما إذا كنّا نتعامل مع هدايات إمامنا الموعود بغفلة وإهمال، أم بتقوى وإخلاص، وذلك خوفاً من أن نَضلّ وتستحيل بيعتُنا وأعمالُنا عند الله تعالى هباءً منثوراً فنكونَ من الأخسرين أعمالاً ونحن نحسب أننا نُحسن صُنعا.
علينا بالحذر البالغ والتفكّر بتقوى صادقة وخوف شديد من الله تعالى حتى تتقد أدمغتُنا، وتتأجج بالنور الموعود عقولُنا، فتُفعِّل في أعمالنا الخُلُق الربّاني الحميد، والسلوكَ الإسلامي القويم الساطع بهدايات خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلّم الذي جعله اللهُ عزّ وجلّ أسوةً حسنة لنا وللعالمين لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر اللهَ كثيراً.

لابدّ لكلّ أحمدي أن يُحدث تغييراً واضحاً في خُلقه وسلوكه بسعي تقيٍّ مخلص لنيل رضا الله تعالى؛ ولكنّ هذا التغيير لن يتحقق بمجرّد التمنّي والتحلّي، بل لابدّ من السعي والعمل المخلص الدؤوب المترافق باستمرار مع الدّعاء الواعي المتوسّل والملحّ لأن يُمَكّننا اللهُ، بمحض فضله وإحسانه، من إحداث هذا التغيير في أنفسنا. وإن لم يُنزِل اللهُ علينا هذا التوفيق من عنده، فلن يكون في مقدورنا أن نفعل شيئاً. ولنتذكّر قولَ الإمام المهدي عليه السلام:
"من الصعب على الإنسان أن ينال مرتبة أو درجة ما لم يَصِر عبدًا لله بالصدق والصفاء." (الخزائن الدفينة، ص420)

إذن من الواجب علينا نحن المسلمين الأحمديين أن ننبذ غرورنا الظاهر ونحذر من غرورنا الخفي. علينا أن نصير بالإخلاص الكامل عباداً مُخلصين لربنا عزّ وجل حتى نتمكن من الفوز بالقبول والرضا منه تبارك وتعالى. وخير ما نفعل لنيل ذلك هو السعي للوفاء الكامل بشروط بيعتنا للإمام المهدي عليه السلام الذي يحذّرنا قائلاً:
أقول لأبناء جماعتي مرارا وتكرارا أن لا يتباهوا بالبيعة أبدًا إن لم تكن قلوبهم نقية. ما الذي عسى أن يفيد وضْعُ اليد في اليد إذا كان القلب بعيدا. إذا كانت قلوبهم لا تنسجم مع ألسنتهم فعبثا يُصدرون إقرارا كالمنافقين بوضع الأيدي في يدي. (الملفوظات)

ويقول عليه السلام:
"المبايع لا يجدا بدا من التواضع والانفصال عن الأنانية والنفسانية عندها ينمو ويزدهر، أما الذي يحافظ على الأنانية حتى بعد البيعة فلا يفوز بأي فيض أبدا." (الملفوظات)

ويقول:
فالصادقون لا يخسرون مطلقًا. وإنما يكابد الخسارة الكاذبُ فقط الذي ينقض من أجل الدنيا عهدَ البيعة التي تعهد به. (الملفوظات)

ويحذّرنا الإمامُ المهدي عليه السلام من خداع أنفسنا بأننا قد قدّمنا البيعة، في حين أننا مازلنا واقعين في حبائل الانشغال بالدنيا التي هي فخّ الشيطان الذي يُردي الإنسانَ من حالةٍ إلى حالة أسوأ وهو لا يشعر، فيقول:
يا أيها الذين بايعوا وأقروا الآن، اعلموا! من السهل أن تتلفظوا بهذه الكلمات باللسان ولَكَم الإيفاء بها صعب، لأن الشيطان يسعى دوما ليجعل الإنسان غافلا عن الدين ويريه الدنيا ومنافعها سهلة والدينَ بعيدا جدا، وهكذا يقسو القلب وتصبح الحالة التالية أسوأ من السابقة، إذا كنتم تريدون أن تُرضوا الله تعالى فعليكم أن تستعدوا بكل عزيمة وجهد للإيفاء بإقرار التجنب عن السيئات.
لا تقولوا كلاما يثير الفتنة، ولا تنشروا الشر، واصبروا على الشتائم، ولا تصادموا أحدا، ولو صادمكم أحد عاملوه بلطف وحسنة، أبدوا نموذجا حسنا لحلاوة الكلام، وأطيعوا كل أمر بصدق القلب ليرضى عنكم الله تعالى وليعلم الخصم أيضا أن هذا الشخص لم يعد بعد البيعة كما كان قبلها، وعلى الجميع الذين ينضمون إلى هذه الجماعة أن يتقيدوا بالصدق بكل قلب وروح وعزيمة كاملة. (ذكر الحبيب، للمفتي محمد صادق رضي الله عنه، ص355)

ويبيّن لنا المسيحُ الموعود المطلوبَ منّا لنكون حقّاً من أحبائه وأوليائه وأغصان شجرته المثمرة، فيقول:
يا أعزّتي، ويا أحبّائي، ويا أيتها الأغصان الخضراء من شجرة كياني، الذين دخلتم جماعتي برحمة الله عليكم، وتضحّون في هذا السبيل بحياتكم وراحتكم ومالكم، إني أعلم أنكم تعتبرون تنفيذ أوامري مدعاة لسعادتكم، ولن تقصّروا في ذلك ما استطعتم، ولكني لا أريد أن أفرض عليكم من نفسي شيئا، كي لا تكون خدماتكم نتيجةً لأوامري لكم، بل برغبتكم الحُرّة.
من هو صديقي، ومن هو حِبِّي؟ إنما هو ذلك الذي يعرفني حقًا. ولكن من يعرفني حقا؟ إنما هو ذلك الذي يؤمن بأنني مرسَل، ويقبلني كما يُقبَل المرسَلون.
الدنيا لن تقبلني لأني لست منها، ولكن الذين وُهبتْ فطرتُهم نصيبًا من ذلك العالَم هم يقبلونني، وسوف يقبلونني. والذي يهجرني إنما يهجر مَن بعثني، والذي يوطد الصِلة بي إنما يوطدها بالذي جئتُ من عنده. إن في يدي سراجًا، فمَن أتاني نال من هذا النور نصيبًا حتما، ولكن الذي يفرّ عني من جراء الشك وسوء الظن فسوف يُلقَى في الظلمات...

ومبيّناً لنا سرّ الأمان في هذا العصر، يقول ببيان ربّاني مهيب:
"أنا الحصن الحصين لهذا العصر، مَن تحصَّن بي فقد وقى نفسه من اللصوص وقُطَّاع الطريق والوحوش الضارية. وأما الذي يفضّل البقاء بعيدًا عن أسواري، فسيواجه الموت من كلّ طرف وصوب فلن تسلَم حتى جثّته.

ومبيّنا لنا شروط دخول قلعة الأمان، يقول:
"مَن الذي يَدخل حصني؟ هو من يَهجُر الرّذيلة ويَختار الفضيلة، ويَتخلّى عن الاعوجاج، ويَسلك مسلك الصدق والسداد، ويُحرّر نفسَه مِن عبودية الشيطان، ويَصير عبدًا مطيعًا لله تعالى. كلّ من يَفعل ذلك فهو مني وأنا منه. ولكن لن يقدر على ذلك إلا الذي يضعه الله تعالى تحت ظل الإنسان المزكِّي، فيضع قدمَه في جحيمِ نفسِ هذا العبد، فتبرُد كأنها لم تكنْ فيها نارٌ قط. ثم يُحرِز هذا العبد تقدمًا إثر تقدم حتى تَسكن روحُ الله تعالى فيه ويستولي رب العالمين على قلبه بتجلٍّ خاص، فتحترق بَشَريّتُه القديمة ويُوهَبُ إنسانيةً جديدة طاهرة، كما يَصير اللهُ تعالى له إلهًا جديدًا ويؤسِّس معه صِلةً جديدة وخاصة، فينال في هذا العالم نفسه جميعَ الأسباب الطيبة لحياة الجنة. " (فتح الإسلام، الخزائن الروحانية، المجلد 3، ص 34-35)

ويلخّص أمير المؤمنين ميرزا مسرور أحمد البيعة للإمام المهدي عليه السلام بقوله:
"إنها الوعي والواجب بأن يميّز كلّ واحد منّا الحقيقة المطلوبة بقوله:’إنّني لم أعد الآن ملكاً لنفسي. وإنّ عليّ الآن الالتزام بجميع تعاليم الله عزّ وجلّ تحت جميع الظروف، وأن أنفّذها بكلّ صدق وإخلاص، وأن أجعل جميع أعمالي وتصرّفاتي خاضعة لرضا الله تعالى—هذه هي خلاصة شروط البيعة العشرة".

جزا الله عنّا أمير المؤمنين ميرزا مسرور أحمد أحسن الجزاء على ما دلّنا عليه وهدانا إليه في هذا الكتاب العظيم الذي لا يشكّل هداية عظيمة للأحمديين فحسب، بل ويقدّم البرهان على أنّ الجماعة التي تهدي إلى هذه التعاليم، وتُطبقّها وتعمل عليها إنما هي جماعةٌ أسَّسها الله بيديه الكريمتين العظيمتين دون ريب.
وفقنا الله تعالى لتطبيق شروط البيعة في جميع أعمالنا بالإخلاص الكامل الذي يرضى الله به عنّا جميعاً، لنتمكّن من أن نكون منارة المسيح الموعود الحقّة الساطعة بالنور والبيان الإلهي لأهلنا وأوطاننا والجنس البشري كلّه في جميع أرجاء العالم وأقاصي الأرض—اللهم آمين .. والحمد لله رب العالمين

 


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة