- إحياء الدجّال للموتى وإنزاله للمطر
جــاء في حديث لرسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ مـن فِتَن الدجّـال أنّه يقتـل ويحيي، حيث نقـرأ في صحيـح البخـاري—باب ذِكـر الدجّال الحديث التالي:
(يأتي الدجّال .. فيخرج إليه رجل .. فيقول الدجّال أرأيتم إن قتلت هذا ثمّ أحييته هل تشـكّون في الأمر، فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه).
يتبّين بكل وضوح - من خلال الروايات التي تذكر قدرة الدجّال علـى إحياء الموتى - أنّ الإصرار على الأخذ بالمعنى الحرفي لهذه الروايات يتناقض بشكل مؤكّد، ليس مع القرآن الكريم فحسب، بل مع الأسس الإيمانية والتوحيدية في حقّ الله سبحانه وتعالى. فالمعلوم أنّه لا يحيي ولا يُميت إلاّ الله وحده؛ إذ يؤكّد القرآن الكريم ذلك في أكثر من موضع، حيث نقرأ قوله عزَّ وجل:
{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} يونس 57
فكيف يمكن لكم أن تُضيفوا إيماناً جديداً فتزعمون أنّه: (هو يحيي ويُميت وكذلك الدجال)؟!
ويتحـدّى القـرآن الكريـم المشـركين أن يُثبتـوا شـيئاً من ذلك فيقول:
{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الروم 41
فهل تُجيبون على سؤال الله هذا بقولكم: نعم الدجّال يفعل ذلك أيضاً؟! وحتى لـو قلتـم ذلك، فإنّ الله تعالى يختـم الآية منزّهـاً نفسه عن هذا الشرك القبيح فيقول:
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
ثم إذا انتبهنا إلى كلمة (مِنْ) في قولـه تعالى: {يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} نجدها هنا للتبعيض الذي ينفي إمكانية القدرة على إحياء الأموات بأيّ شكل كان، لأنّ هذا الأمر إنما هو من صـفات الله وحـده ؛ فكيف يمكن أنّ نُشـرك به المسـيح الأعـور الدجّال أو غيره كائناً من كان؟!
ونقرأ في سورة البقرة ردّ سيدنا إبراهيم على النمرود بقوله:
{رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} البقرة 259
فهل تضيفون إلى هذه الصفة - التي خصّ الله بها نفسه على لسان إبراهيم عليه السلام - صفةً أخرى فتقولون: "ربّي والدجّال يحييان ويُميتان"، نعوذ بالله من ذلك؟!
- ومن الأمـور الـتي خصّ الله تعالـى بهـا ذاتـه كذلك إنـزال الغيث من السماء فقال عن نفسه:
{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} لقمان 35
فكيف يمكن الإيمان بأنّ الدجّال يقدر على أن يأمر السماء فَتُنزل الغيث، فيكون بذلك مساوياً لله في قدرته تلك؟!
وبالرغم من أننا سنعمد إلى بيان حقيقة نبوءات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بحث الدجّال وقدراته؛ إلاّ أنني أَلْفِتُ هنا نظر القائلين بقدرة الدجّال على إنزال الغيث من السماء إلى أنّ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تذكر قدرة الدجّال على إنزال الغيث بل جاء فيها أنه يأمر السماء فتُمطر، فقال:
(وإنّ من فِتَنته أنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر).
صحيح ابن ماجة والمستدرك للحاكم
كما جاء في معرض ذكر رسول الله صلى الله عليه للدجال:
(فيأمر السماء فتُمطر) صحيح مسلم
وثمة فرق هائل بين أن تمطر السماء أو أن ينزل منها الغيث، كما سنبيّن لاحقاً، فلا تشركوا بالله أحداً.
- الدجّال يعلم الغيب!
ورد في بعض الأحاديث المتعلّقة بالدجّـال أنّه يتنبأ بأحـداث غيبية تتعلق بالمسـتقبل، كما في الحديث التـالي الـذي جعـل الآخـذين بالحــرفية يعتقـدون أنه يمكـن للدجـال أن يتنبـّأ بالغيب، وأنّه مخلوق حيّ باق مذ وجد في الأرض! وإليـكم الحديث:
تروي كتب الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع يوماً صحابته ليحدّثهم حديثاُ، فقال:
(يا أيها الناس .. أتدرون لمَ جمعتكم؟ ... لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم، وحدّثني حديثاً وافق الذي كنت أحدّثكم عن المسيح الدجّال.
حدّثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابّة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقالوا ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قالت يا أيها القوم انطلِقوا إلى هذا الرجل في الدّير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال لمّا سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشدّه وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد.
قلنـا ويلك مـا أنت؟ قال قد قدرتم على خبري فأخبروني أنتم، قالوا نحن أنـاس مـن العـرب ركبنـا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شـهراً، ثـم أرفأنـا إلى جزيرتـك هـذه فجلسـنا في أقربها فدخلنا الجزيرة .... فقـال أخـبروني عـن نخل بيسان، قلنا عن أي شأنها تستخبر؟ قال أسألكم عن نخلها هل يُثمـر؟ قلنـا له نعم. قال: أما إنها يوشك ألاّ تُثمر. قال أخبروني عن بحيرة طبريّا، قلنا عن أي شـأنها تسـتخبر؟ قـال: هـل فيها ماء؟ قالوا هي كثيرة الماء. قال: أما إنّ مـاءها يوشـك أن يـذهب. قـال أخبروني عن عين زغر، قالوا عن أيّ شـأنها تسـتخبر، قال هل في العين ماء، وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأمّيين ما فعل؟ قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال أقاتله العرب؟ قلنا نعم. قال كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال أما إنّ ذلك خير لهم أن يُطيعوه. وإني مُخبركم عني، إني أنا المسيح الدجّال وإني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج، فأسير في الأرض فلا أدع أرضاً إلاّ هبطتها في أربعين ليلة غير مكّة وطيبة، فهما محرمتان عليَّ ...) صحيح مسلم
نرى من هذا الحديث الصحيح أن الدجّال قد تنبأ بأنباء غيبية كثيرة وقـد تحقّق أكثرها حتى الآن، فكيف يصـحّ لدجّـال كافــر ملعـون يضلّ الناس ويدعـو إلى تأليه نفسه أن يعلـم الغيب بهذا الشكل وكيف استطاع ذلك؟!
إنّ المسلمين يؤمنون يقيناً أنّه لا يعلم الغيب أحدٌ إلاّ الله، وذلك بتأكيد وتعليم القرآن الكريم حيث يقول الله عز وجل:
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} النمل 66
وأمَـر اللهُ عـز وجـل رسولَه أن يحذّر أمته من أن يظنوا يوماً أن أحداً سوى الله يمكن أن يعلم الغيب فقال له:
{فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} يونس: 21
كما أمَره أن يؤكّد بأنه هو نفسه - وهو رسول الله - لا يعلم الغيب فقال له:
{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} الأنعام : 51
فكيف يصـحّ بعـد هذا البيان القرآني أن يعتقد المؤمنون بإمكانية قدرة الأعور الدجال على التنبؤ بالغيب حقّاً، مُناقِضاً بذلك البيان القرآني المبين؟! ثم كيف يمكن لرجل كافر ملعون أنّ يظلّ حيّاً باقياً منذ نوح والنبيين في الزمان السابق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ يظلّ حياً باقياً إلى زماننا هذا، حتى يبعث اللهُ المسيحَ الموعود والمهَدْي المنتظر عليه السلام فيقتله ويقضي عليه وينقذ العالم والجنس البشري من شروره وفِتَنِه؟!
إنّ الأخذ بحرفية هذا الكلام يضع الفأس على رأس التوحيد -كما قلنا -ويحتّم الوصول إلى هذه النتيجة المتناقضة .
- حمار الدجّال الخارق!
وأمّا أوصاف حمار الدجّال التي وردت في الأحاديث المتعلّقة بالدجّال، فلا يمكن لأصحاب العقول المنطقية السليمة أن يأخذوا بحرفيتها بأيّ شكل من الأشكال؛ إذ ما هذا الحمار الناري الذي مسافة ما بين حافره إلى حافره مسيرة يوم وليلة وطول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعاً وعرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً، ورغم أنّ طول أُذن حمار الدجال ثلاثون ذراعاً فقط، فإنّ سبعين ألفاً من اليهود يستظلّون تحتها! كما أنّ حمار الدجال هذا يأكل الحجارة، ويُخرِج من مؤخّرته ناراً، ويطير في السماء فتُطوى له الأرض منهلاً منهلاً، ويسبق الشمس إلى مغيبها؛ معه من كلّ السلاح تخرج منه الحيّات ويخوض البحر إلى كعبيه ولا يغرق، ويسير في الأرض، وطوله ستون خطوة لونه أحمر يتقدّمه جبل من دخان ولا يُدرى قُبُله من دُبُره؛ وينادي الناس إليه بِدويّ يملأ ما بين الخافقين .. وغير ذلك من الأوصاف العجيبة؟!
ثم أية حمارة (أتان) يمكن أن تلد مثل هذا الحمار الهائل؟ أمّ أنّ أمّه ستكون حمارة عادية ولدت حماراً كونياً هائلاً؟!
وإن لم يكن سيولد من حمارة عادية، فمن أين سيأتي إذن؟!
ويفيد هنا أن نأتي بمثال نُبيّن فيه رفضَ بعض المفكّرين المسلمين أن تُنسب هذه الخرافات إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فكان من شأنهم أنهم أنكروا الأحاديث ذاتها، وهذا خطأ لا نوافقهم عليه، بل كان ينبغي أن يفهموا حقيقة النبوءات العظيمة الكامنة فيها من خلال فهم بيان اللغة العربية المتعلّق بالرمز والاستعارة والمجاز وغيرها. ومن المفيد هنا الاطّلاع على رأيهم في هذا المقام.
فمن هؤلاء العلاّمة محمد فريد وجدي رئيس تحرير مجلّة (نور الإسلام) لسان الأزهر سابقاً وصاحب الموسوعة العربية (دائرة معارف القرن العشرين) الذي ذَكر أحاديثَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسـلم المتعلّقة بخروج الدجّـال ثم قال:
"رأينا في هذا الكلام أنّ الذي يُلقي نظرة على هذه الأحاديث يُدرك لأول وهلة أنّها من الكلام الملفّق الذي يضعه الوضّاعون وينسبونه للنبي صلى الله عليه وسلم لمقاصد شتّى . إمّا لإفساد عقائد الناس، أو لتصغير شأن النبي صلى الله عليه وسلم في نظر أهل النقد، فإنّ هذا الكلام لو نُسِب إلى أحد الناس حطّ من شأنه، فما بالك لو نُسب لخاتم النبيين وإمام المرسلين.
إنّ في توهين هذا الكلام عدة وجوه لا تقبل المناقشة:
أولها: أنه أشبه بالأسـاطير الباطلة، فإنّ رجلاً يمشي على رجلين يطوف البلاد يدعو الناس لعبادته، ويكون معه جنّة ونار يُلقي فيهما من يشاء؛ كلّ هذا من الأمور التي لا يُسيغها العقل .. والنبي أجلّ من أن يأتي بشيء تنقضه بداهة النظر، وإلاّ فما هي جنّته وما هي ناره اللتين تتبعانه حيث سار؟ هل هما مرئيتان أم خياليتان؟ إن كانتا مرئيتين فهل جنّته قصور منيفة وحدائق غنّاء كما يفهمه الناس من مدلول هذه اللفظة؟ إن كانت كذلك فكيف تسير معه هذه القصور والحدائق إلى حيث توجّه؟ وهل ناره تنور عظيم متأجّج بالناس والحجارة على ما يفهمه الناس من معنى هذه الكلمة؟ وهل مثل هذا الأمر مما يصحّ أن يُسيغه عقل بشري ناط الله به تمييز الممكن من المستحيل، وجعله الفارق بين الحقّ والباطل؟
وإن قيل بأنّ جنّته وناره خياليتان، فهل كان يقتل متّبعه ليرسل بروحه إلى الجنة أو يَعِدُه بها وعداً بعد مماته الذي ورد أنّه يلقي بمتّبعه في جنّته فيجدها ناراً، وناره جنة وارفة الظلال، وأنهما يسيران معه حيث سار، وهذا ممتنع عقلاً كما رأيت.
وثانيها: كيف يُعقل أنّ رجلاً أعور مكتوب على جبهته (كافر) يقرؤها الكاتب والأمّي على السّواء، يقوم بين الناس فيدعوهم لعبادته، فتروج له دعوة أو تُسمع له كلمة؟ أيّ إنسـان بلغ به الانحطاط العقلي إلى درجة يعتقد فيها بألوهية رجل مشوّه الخلقة مكتوب في وجهه كافر بالأحرف العريضة؟ وأيّ جيل من أجيال الناس تروج فيهم مثل هذه الدعوة؟
إنّ العرب كانوا يشكّون في المرسلين ويستكبرون أن يتبعوا رجلاً يمشي على رجلين؛ ويودّون لو أرسل الله إليهم ملائكة من السماء، كما نصّ عليه القرآن. وأمّا غيرهم من الأمم، وحتى في أقدم أزمنة التاريخ، فقد كانوا يُظهرون الأنَفة من اتّباع أمثالهم في البشرية ويودّون لو أنّ الرسول كان من عالم آخر، كما نصّ عليه القرآن أيضاً. فمن هي تلك الأمم التي كُتب عليها أن تُفتن برجل أعور مكتوب على وجهه كافر فتعتقد فيه الألوهية؟
ثالثها: لماذا لم يذكر القرآن عن هذا المسيح الدجّال شيئاً مع خطورة أمره وعظم فِتَنِه كما تدلّ عليه تلك الأحاديث الموضوعة، فهل يُعقل أنّ القرآن قد ذكر ظهور دابّة الأرض، ولا يذكر ظهور الدجّال الذي معه جنّة ونار يفِتَن بهما الناس ؟!
رابعها: أنّ كون هذه الأحاديث موضوعة يُعرف بالحسّ من الحديث الطويل الذي نُسب إلى نواس بن سمعان ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يُنبئ بأنّ الدجّال يخرج من خلّة بين الشام والعراق ويعمل الأعاجيب، ثم يدركه عيسى إلخ
إن تَنْظر إلى تركيب هذه القصّة نظر منتقد لا يخطر ببالك شكّ في أنها موضوعة وقد وضعها واضع لا يفرّق بين الممكن والمستحيل، وبين سنن الله في خلقه وما تولّده الخيالات من الأباطيل، ولكن الدليل الحسي على بطلان هذا الحديث هو أنّ واضعه - لقصر نظره - خيّل له أنّ أسلحة الناس لن تزال القسيّ والسهام والنشاب والجعاب حتى تقوم الساعة؛ ولم يُدرك أنه لن يمرّ على وضع هذه الأحاديث نحو سبعة قرون حتى وجدوا البارود والبندق ولم تمرّ ستة قرون أخرى حتى لم يكن للقوس والنشاب ذكر، وقامت مدافع الماكسيم وقنابل اليد والشرانبل والأدخنة السامة والغازات الملتهبة والديناميت الذي يتساقط من الطيارات إلخ .. لم يدرك ذلك كله فصوّر الأسلحة في آخر الزمان على الحال الذي عهده في زمان، وليس بعد هذا دليل محسوس على أن هذا الحديث مختلق؛ فإن الذي يوحى إليه أكبر من أن يقع في هذا الخطأ العظيم ... ويرى القارئ مما مرّ من هذه الأحاديث كلها أنها خالية من روح النبوة ولا يؤيدها شيء من القرآن ولا من طريق الإشارة، فلا يصحّ لعاقل أن يعوّل على أمثال هذه الموضوعات فإن للأخذ بها حطّة في العقل وذهاب بالدّين مذهب الخرافات والأضاليل، والمسلمون أُمروا أن يتحرّوا الحقيقة في كل شيء، وأن لا يأخذوا بكل ما يقال وإن هدَم العقل والدين " / (إ.هـ) (دائرة معارف القرن العشرين) ـ مادّة الدجّال.
هذا ما قاله العلاّمة فريد وجدي في (دائرة معارف القرن العشرين)؛ حيث نجد أنّ الإصرار على الأخذ بالحرفية في هذه الأحاديث قد ضلّل حتى العلماء فجعلهم يقولون بالخرافة والخيال، أو يرفضون الأحاديث الصحيحة؛ وكلا الأمرين خطأ وضلال خطير ومبين.
ولو أردنا أن نبيّن جميع الغرائب والعجائب المرفوضـة بجميع المقاييس العقلية والعلمية والدينية وغيرها، والتي تتأتّى جميعها عن الإصرار بالأخذ بحرفية هذه الأحاديث الصحيحة، لَلَزِمَنا أكثر من كتاب لِيَفي هذا البحث حقّه؛ ولكننا نكتفي بهذه الأمثلة المبينة الواضحة للذين لا مانع لديهم من أن يفهموا!
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.