loader
 

أقوال المسيح الموعود عليه السلام التجديدية في مفهوم الدجال..

1- جاء في كتاب إزالة الأوهام ما يلي:

"والآن بقي سؤال قابل للتحليل هو: إن المسيح ابن مريم سيأتي ليتصدى للدجال، فإذا كنتَ قد جئتَ بصفة المسيح ابن مريم، فمن هو الدجال مقابلك؟
فجوابي على هذا السؤال هو أنني أُقرُّ أنه من الممكن أن يأتي بعدي "مسيح ابن مريم" آخر، وأن يكون موعودا أيضا بحسب بعض الأحاديث، وكذلك أن يأتي دجالٌ أيضا يعيث الفتنة والفساد في المسلمين، ولكنني أعتقد أنه لم يُخلَق إلى الآن دجالٌ مثل القساوسة المعاصرين، ولن يُخلَق مثلهم إلى يوم القيامة. ولقد ورد في حديث في صحيح مسلم: عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السّاعَةِ أَمْرٌ أَكْبَر مِنَ الدّجّال". فأولا يجب الانتباه إلى أن الدجال يطلَق في اللغة على فئة الكاذبين الذين يَلبِسون الحق بالباطل، ويمكرون مكرا، ويقومون بأعمال التلبيس لإضلال خلق الله.
والآن أقول بكل تحد: بحسب ما جاء في حديث صحيح مسلم - الذي نقلته قبل قليل- لو ألقينا نظرة شاملة - مستعينين بكافة وسائل الكتابة المتاحة لنا منذ زمن آدم ولغاية اليوم- على حالة جميع الناس الذين حملوا على عاتقهم مهمة الدجل والتلبيس، لما وجدنا لدجل القساوسة المعاصرين نظيرا أبدا. فقد وضعوا أمام أعينهم مسيحا مزعوما وافتراضيا، وجعلوه حيًّا، ويدّعي الألوهية حسب زعمهم. ولكن الحق أن المسيح ابن مريم - عليه السلام - لم يدّع الألوهية قط، بل هؤلاء القوم هم الذين ينسبون إليه ادعاء الألوهية من عندهم، جاعلين أنفسهم ممثيله. ولم يدّخروا جهدا في التحريف في سبيل ترويج هذا الادعاء، وما تركوا للتلبيس بهذا الصدد حيلة إلا ونفّذوها. وهل من مكانٍ لم يصلوه ما عدا مكة والمدينة؟ وهل من خطة للخداع والمكر والإضلال والإغواء لم يقوموا بها؟ أليس صحيحا أن هؤلاء القوم قد أحاطوا بالعالم كالدائرة، بخططهم الدجالية؟ فحيثما ذهبوا وأقاموا مركزهم، قلبوا عالَما رأسا على عقب. إنهم يملكون الثروة، وكأن كنوز الدنيا تتبعهم." إزالة الاوهام الجزء الثاني (الخزائن الروحانية مجلد 3) 

2- ويقول أيضا عليه السلام في نفس الكتاب مؤكدا ان الدجال هم الأمم المسيحية وبالأخص زمرة القساوسة الذين تحاملوا على الدين الإسلامي ما يلي:


"فمن الواضح أن هذه؛ هي أعمال السحر والشعوذة التي تقوم بها الأمم المسيحية ومناصرو التثليث، وهي نموذج كامل للسحر، ولا يمكن ظهورها إلا من دجال من الدرجة الأولى، ألا وهو الدجال المعهود. فلا بد من اعتبار هؤلاء القوم - الذين هم فئة القساوسة- دجالا معهودا. وحين نُجيل البصر في معظم ما مضى من عمر الدنيا، ينقلب إلينا البصر بشهادة استقرائية؛ أننا لا نجد لهؤلاء القوم نظيرا في الصفات الدجالية ونجاحها قدرَ ما يمكننا العثور عليه في الأزمنة الغابرة، ولا يساويهم أحد في أعمالهم المبنية على السحر والشعوذة. وما دامت هذه هي علامة الدجال المذكورة في الأحاديث الصحيحة؛ حيث قيل إنه سيُحدث فتنا لن يوجد لها نظير منذ بدء الخليقة، فلا بد من القطع واليقين بأن المسيح الدجال الذي يخرج من الكنيسة، ليس إلا هؤلاء القوم الذين كانت هناك حاجة لمعجزة مقابل سحرهم. وإذا رفضتم قولي هذا فأتوا بنظير لهم من الدجالين في الأزمنة الغابرة." إزالة الاوهام الجزء الثاني (الخزائن الروحانية مجلد 3) 

3- ويقول أيضا في نفس الكتاب مؤكدا بطلان فكرة خروج دجال في هذا الزمن بشكل شخص أو فرد كما اعتُبر "ابن صياد" دجالا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بل لا بد من مسيح دجال آخر متمثلة بفئة تماثله في الصفات، كما ماثل المسيح الموعود عليه السلام بصفاته المسيح ابن مريم عليه السلام؛ فيقول:


"تبيّن مما سبق أنه سيأتي للدجال أيضا مثيل كما سيأتي للمسيح ابن مريم مثيل. أي ستكون هناك فئة تحمل في سيرتها وصفاتها صفات الدجال الأول. ولكن الحكمة الكامنة في اختيار هذا الأسلوب البياني - أي أنه سينزل مثيل المسيح ويخرج مثيل الدجال - هي الكشف أن مجيء الدجال سيكون بلاءً وابتلاءً، أما مجيء المسيح فيكون نعمةً تنزل نصرةً للمؤمنين بمشيئة الله الخاصة" {إزالة الاوهام الجزء الثاني (الخزائن الروحانية مجلد 3) }

4- ويتابع حضرته في نفس المعنى قائلا:

"ولقد تبين الآن من هذا البحث أنه كما سُمِّي مثيلُ المسيحِ "المسيحَ ابن مريم" نظرا إلى كونه محظوظا بروحانية المسيح ابن مريم، وكونه قد أقام وجود المسيح باطنيا؛ كذلك إن الدجال الذي مات في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قد حل محلَّه - في هذا الزمن الأخير- ظلُّه ومثيلُه، وخرج من الكنيسة وانتشر في المشارق والمغارب. وبهذا البحث تثبت بقوة أكبر من ذي قبل، فكرة المثيلية الدائرة والسارية في كِلا المسيحَينِ: الطيِّبِ والخبيث."  {إزالة الاوهام الجزء الثاني (الخزائن الروحانية مجلد 3)} 

 

5- وتأكيدا على كون هذه الفئة من الدجال هم القساوسة المسيحيين الذين انقضوا على الإسلام لهدمه، يقول حضرته ما يلي:

"وهناك سؤال يُطرح: لا بد أن يكون خروج الدجال، قبل مجيء المسيح ابن مريم، فأين هو الدجال؟! والحق أن جوابه بيِّن، وقد بلغ مبلغ الثبوت أن المسيح الدجال الذي كان يُنتظَر مجيئه، إنما هو فئة هؤلاء القساوسة الذين انتشروا في العالم مثل الجراد.
فيا أيها الكرام، ها هو الدجال المعهود الذي قد خرج، ولكنكم لم تعرفو
ه. خذوا الميزان في أيديكم وزِنوا بالقسطاس المستقيم وانظروا؛ هل يمكن أن يخرج دجال أكبر منهم وأكثر منهم مكرًا وخديعة؟ تقدّمون مرارا، حديثًا عن الدجال الذي تتوهمونه، وتقولون إنه سيعيث فتنة كبرى، حتى يؤمن به سبعون ألف مسلم، أما الآن فقد هجر الإسلامَ مئات الآلاف من الناس، ولا يزالون يهجرونه. إن نساءكم وأولادكم وأصدقاءكم الحميمين، وأولاد كبرائكم وأوليائكم، وأفراد عائلات محترمة فيكم؛ ينضمون إلى هذه الديانة الدجالية. ألا يشكّل هذا الموقف مأتما كبيرا للإسلام؟" {إزالة الاوهام الجزء الثاني (الخزائن الروحانية مجلد 3)} 

 

6- وتأكيدا على هذا المعنى بأن الدجال هم الأقوام المسيحية وبخاصة قساوستهم؛ وتفسيرا لمعنى حمار الدجال يقول حضرته: 


"من الغريب حقا أن حمار الدجال أيضا - عند هؤلاء المسلمين - يملك جزءا من الألوهية! إذ يقولون إن الدجال هو الذي خلقَ الحمارَ. فما دام الدجال هو المحيي والمميت والخالق أيضا، فأي شك بقي في ألوهيته؟ وينعتون حماره بأنه سيجول في الشرق والغرب في يوم واحد. أما عندنا فيمكن أن يكون المراد من الدجال هم الأقوام المتقدمة، وأن يكون المراد من حماره القطارُ الذي ترونه يقطع آلاف الأميال في بلاد الشرق والغرب." {إزالة الاوهام الجزء الأول (الخزائن الروحانية مجلد 3) }


 

 للمزيد من النصوص المؤكدة على هذا المعنى للدجال بالإمكان الرجوع إلى كتاب " إزالة الأوهام" الجزء الثاني، والمنشور في موقعنا على الرابط التالي: https://islamahmadiyya.net/booksinner.asp?recordId=2200


 

خطب الجمعة الأخيرة