
ملخص الأحكام:
إذا كان العذرالمانع من الصوم دائما ومستمرا كالمرض المزمن، وبسببه لم يستطع المرء صيام شهر رمضان الفائت، ولم يزل هذا العذر قائما، فعلى المرء فقط أن يدفع كفارة (فدية طعام مسكين).
أما إذا كان العذر زائلا أي مؤقتا ففيه نوعان:
1: إذا كان المرض شديدا والسفر شاقا بما لا شك فيه، فعلى المرء فقط أن يقوم بتعويض ما فاته من أيام الصيام، حتى لو كان الأمر بعد حلول وانقضاء رمضان التالي.
2: إذا كام المرض خفيفا والسفر غير شاق وقرر المرء عدم الصيام، فهنا قد يكون قرار المرء بترك الصيام خاطئا، لذلك لا بدّ له من دفع الفدية /الكفارة ( إذا كان قادرا عليها)، ثم تعويض ما فاته من الصيام بعد انقضاء شهر رمضان، حتى ولو بعد حلول وانقضاء رمضان التالي. وذلك لأن الفدية تُعد كفارة لاحتمال وقوعه في الخطأ باتخاذه قرار عدم الصوم، ولأن الفدية لا تعفي من قضاء أيام الصوم.
كل ذلك وفق التفصيل التالي:
(فتوى دار الإفتاء)
سأل سائل: أفطرت ٩ أيام من رمضان الماضي ولم أصمها إلى أن أتى رمضان الحالي فهل يجب صيامها بعد انقضاء رمضان الحالي أم يكفي دفع قضاء التكفير؟
الجواب: لا بد أنك تركت صيام 9 أيام لعذر شرعي أي السفر أو المرض.
يقول المصلح الموعود رضي الله عنه: الأعذار على نوعين: عذر مؤقت وعذر دائم، ويجب أداء الفدية بشرط القدرة عليه سواء كان العذر مؤقتا أو دائما. أما إذا زال العذر ولو بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات فعليه أن يصوم أيضا. (التفسير الكبير المجلد 2)
وقال رضي الله عنه أيضا: إن الذين مرضهم شديد وسفرهم شاق.. عليهم (عدة من أيام آخر)..فيكملون ما فاتهم من صيام في أيام أخر، ولكن المصابين بمرض عادي بسيط أو الذين خرجوا لسفر غير شاق غير صائمين فعليهم أن يقدموا طعام مسكين فدية أيضا.. ذلك لأنه من المحتمل أن يكونوا مخطئين في ترك الصوم، ويظنون أنهم مرضى ولكنهم عند الله ليسوا في مرض يعفيهم من الصوم، أو يظنون أنهم على سفر ولكنهم ليسوا عند الله في سفر. وما دام قرارهم معرّضا لاحتمال خطأ في كل حال.. فيجب على هؤلاء إذا كانوا قادرين على الصوم أن يكملوا عدة أيام الصيام الفائتة في أيام أخر.. ذلك إضافة إلى أن يطعموا مسكينا حتى يكون كفارة لخطأ محتمل من جانبهم. (التفسير الكبير المجلد 2)
وقال رضي الله عنه أيضا:
"إذا كان المانع مؤقتا وزال فيما بعد فلا بد أن يصوم، فالفدية لا تُسقط عنه الصوم الفائت، وإنما هي فدية لأنه لم يستطع –بسبب عذر شرعي –أن يشترك في العبادة مع سائر المسلمين في هذه الأيام المباركة. (التفسير الكبير المجلد 2)
وعليه فإن كنت قد أخرجت الفدية لهذه الأيام التسعة فإنها لا تسقط عنك الصوم، وعليك بإكمال ما فاتك من الصيام بعد رمضان هذا.
أما إذا تركت صيام 9 أيام ولم تخرج الفدية أيضا فعليك إكمال عدة أيام الصيام الفائتة الآن مع استحباب إخراج الفدية -إن كنت تقدر على ذلك- ليكون كفارة لخطأ محتمل في اجتهادك في ترك صوم تلك الأيام.
وسأل سائل آخر: فاتني صيام عدة أيام من رمضان الماضي بسبب المرض ولم أصمها بعد، هل يمكن دفع كفارة؟
الجواب:
مادمت قد تركتها بسبب المرض، فكان ينبغي أن تؤدي الفدية في حينها، مع العلم أن الفدية لا تسقط الصوم، بل يدفع المرء الفدية لأنه لم يستطع –بسبب عذر شرعي –أن يشترك في العبادة مع سائر المسلمين في هذه الأيام المباركة.
أما الآن إن زال المرض فعليك بقضاء الأيام التي أفطرتها عملا بـ (فعدة من أيام أخر).
وإن كنت تقدر على أداء الفدية أيضا بالإضافة إلى صوم تلك الأيام الفائتة فهو مستحب.
قال المصلح الموعود رضي الله عنه موضحًا هذا الأمر: إن الذين مرضهم شديد وسفرهم شاق.. عليهم (عدة من أيام آخر)..فيكملون ما فاتهم من صيام في أيام أخر، ولكن المصابين بمرض عادي بسيط أو الذين خرجوا لسفر غير شاق غير صائمين فعليهم أن يقدموا طعام مسكين فدية أيضا.. ذلك لأنه من المحتمل أن يكونوا مخطئين في ترك الصوم، ويظنون أنهم مرضى ولكنهم عند الله ليسوا في مرض يعفيهم من الصوم، أو يظنون أنهم على سفر ولكنهم ليسوا عند الله في سفر. وما دام قرارهم معرّضا لاحتمال خطأ في كل حال.. فيجب على هؤلاء إذا كانوا قادرين على الصوم أن يكملوا عدة أيام الصيام الفائتة في أيام أخر.. ذلك فضلا عن أن يطعموا مسكينا حتى يكون كفارة لخطأ محتمل من جانبهم. (التفسير الكبير المجلد 2)