loader
 

... ختم النبوة والنبي البروزي. الظلي.

... ختم النبوة والنبي البروزي. الظلي.
..
فتح الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ودينه فرصة رائعة للحفظ والبقاء، وهي قوة تأثير عطره الروحي فيمن اقترب، حتى يصير هذا القريب المقترب عطرا له ذات العبق. ميزه الله تعالى بقوة مدى الفيض والإشعاع لمن يضع نفسه في دائرته لاقتباس النور..

ويكون الشخص صالحا أو شهيدا أو صديقا وعند الضرورة ودواعي الرحمة والحكمة يختار الله من الصديقين من يرفعه نبيا مجددا.

وبتأثير ممتد للنبي يصل لكل من اتبع خطاه. لكل من أطاعه.. لكل من نقع نفسه في حوض عطره. لكل من دخل مصبغته ودفن وجوده في أتون الصباغة...

المجددون صاروا مركز الصيانة النبوية.
وهم لذلك هم آلُه وأولاده ..
ولذلك لم يكن صلى الله عليه وسلم أبا أحد من رجالنا، لأنه أعطي أبوّة كل نقي صالح. وأعطي أبوة ابن مريم عليه السلام المحمدي، مجدد دينه العظيم، إزاء دجال خطير ومخطط مدمر...

هنا في حالة ابن مريم المحمدي، مجدد دين الحق العظيم، كان الاقتداء دقيقا بمحمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان ملازما لطابع النبي كظل يشبه سيده ولا يفارقه.
يتبع نهجه في الصلاة والحمد والثناء على الله الحميد المجيد عميقا، وكانت الطاعة للنبي بالغة مبلغا عاليا،  وزادت كمية العطر الذي تخلل أنسجة روحه، لما نقعها في المسك النبوي فحسن ظنه بالله حسنا تضوّع طيبا، وصدق صدقا تحول ريحانا تصاعد إلى السماوات؛ ففرح به الملائكة..

صان نفسه عن العيب وتدثر وتلفع بحب رب العرش العظيم، فكأن محمدا صلى الله عليه وسلم برز للعالم، ونزل وجاء وتدلى إلى عالم القرن التاسع عشر والعشرين الميلادي. صفا ورقّ وارتقى على سلم الآل حتى صار من الآل. كمثل صورة انعكست على صفحة مرئية.. بحيث صار كأنه هو محمد صلى الله عليه وسلم في رائحته وصبغته وهيئته...

لا شك في كتاب الله تعالى أن هناك من الرسل صلوات الله عليهم وسلامه والأنبياء من كان لا يحمل شريعة جديدة، بل كانت مهمتهم صيانة وحراسة شريعة موجودة سلفا ومعروفة.
وهؤلاء رسل أنبياء بغير تفريق وربطة وحزمة واحدة.
يُسمّون رسلا يسمّون أنبياء بلا مشكلة....

ويريد البعض إخراج المسيح الموعود عليه السلام من هذه الحزمة أو تلك الربطة من الرسل، الذين هم مجددون، فقط ويلومون القطع في ضمه لجماعتهم وكونه نبيا رسولا.
...

يظن البعض أن صفة الظلية والبروزية صفة تجعل نبوّة نبي ما مجرد وجهة نظر، ونوعا من التفسير والتأويل الخاص. ومع الظلية ليس هناك إلزام بمنحه وسام النبوة
...

وقد اخترعوا لتمرير لعبتهم، أن زعموا أنه (لا يوجد نبي جاء بغير شرع جديد. بل كل نبي جاء مشرعا شرعا جديدا) .
مع أن الله تعالى يقول:
إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا..
..
هكذا مهمتهم أن يحكموا بالموجود. وليس بشرع بجديد.

والبروز والظل ومعهما التبعية فقط، فقط لبيان هول عظمة محمد صلى الله عليه وسلم وفخامة قدر امتداد أثره وقوة فيضه، كأنه هو الذي جاء هذا العصر صلى الله عليه وسلم.
..
نبي ظلي يعني عظمة شأن الأصل. يعني تابع لنبي كبير ظله يربي رسلا. وكذا التابع والأمتي.. يعني من أمة رجل فريد يبلغ أثره في الأمة تخريج مثل هذا المسيح الذي لا مسيح له شأنه.

الظلية والبروز تميّزٌ لمحمد ودينه صلى الله عليه وسلم...
فقط لا غير. ونقطة.

يقول المسيح الموعود عليه السلام:

"حيثما أنكرتُ نبوتي ورسالتي
فبمعنى أنني
لست حامل شرع مستقل،
خلاص يا عالم. واضحة كالشمس في رائعة النهار.
ليس حامل شرع جديد.خلصنا.
بعد هذا يقول عليه السلام:

كما أنني لست بنبي مستقل؛
يعني تم تحميلي الأمانة وتكوين كياني النبوي بسبب التعلق، وبسبب حبل سري روحاني متصل بمحمد صلى الله عليه وسلم. غذاني ..

ومن المستقلون؟
ج
يعنى فيه رسل بعثوا مجددين من قبل. ولم يكونوا حاملين لشرع جديد لكن تم تحميلهم النبوة بطريقة مباشرة مع السماء، ولم يكونوا قطعة من شعاع النبي الرسول الأصل الذي بعثوا لتجديد دينه.
لم تبلغ أشعة النبي الأصل من القوة مبلغ إمداد غذاء في حبل سري روحاني لجنين نبوي بعد القرون الطويلة.
...
يعني:
لكن رسولنا له فيض إشعاع نبوي ذو قوة وصلت للقرن الثالث عشر الهجري وربى نبيا.
وذلك شرف له صلى الله عليه وسلم وكمال وعنفوان وجمال وتفرد وميزة وقوة أثر وفخر ووسام تفوق.

...
ولكن أصحابنا يظنون وراحت بهم الظنون وغموض التصور أن البروز والظلية والتبعية تحد من نبوته وتقص من جناحها وتضع عليها شرطة، وأن التركيز على الظلية دون الرسالة يفتح ثغرة للتخلص والتملص.

...
كلامه عليه السلام:

ولكن حيث إني قد تلقيتُ علمَ الغيب من الله تعالى ببركة اتّباعي لرسولي المقتدى صلى الله عليه وسلم، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه؛

فإنني رسول ونبي،.
...
ولكن بدون أي شرع جديد. 


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة