بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
وعلى عبده المسيح الموعود
قصة بيعتي
النشأة الفكرية
نشأتُ في قرية العتامنة مركز طما محافظة سوهاج بصعيد مصر حيث المجتمع المنغلق والعصبية وشيوع الجهل والخرافة وفكرة الأخذ بالثأر، كنت أميل كل الميل إلى المسالمة وأبغض العنف وكنت أتأثر لمنظر القتلى الذين يتساقطون في شوارع قريتي من حين لآخر بسبب الثأر، أبي كان عصبيا ودائم الشجار مع والدتي وكان لا يتركني أختار أي شيء في حياتي، ودائما يثور في وجهي لو عرضت عليه أي اقتراح أو فكرة وكان يتدخل في كل شيء في حياتي
معلمي في المدرسة لا يسمح لي بمخالفته في الرأي وأحيانا يصنع من نفسه إلها يعاقب من يخالفه أشد العقاب ، كل هذا جعلني أكره القهر ومصادرة الرأي وأطمح إلى العيش في عالم أكثر رحابة
عندما وصلت إلى المرحلة الإعدادية بدأتُ أحضر دروس دينية لمشايخ الإخوان المسلمين في أحد مساجد القرية بعد صلاة العشاء
مع الإخوان المسلمين
وبعد ثلاث سنوات بدأت في المشاركة في الجلسة الأسبوعية التي تعقد في المسجد وكنتُ أشارك بتقديم فقرة في اللقاء نشرة أخبار العالم الإسلامي وأحيانا نشيد إسلامي
كان معظم الكلام عن حسن البنا الذين يعتبرونة مجدد الدعوة في القرن العشرين وبعض الدروس في الفقه
وذات يوم حدث مالم أقتنع به من أحد المشايخ ، فبينما كنا نمشي في الشارع مررنا على مجلس لبعض المسيحيين ، فألقيت عليهم السلام ،فنهرني الشيخ وقال لي :لاتفعل ذلك مرة أخرى ولا تلق السلام إلا على المسلمين فقط .
في جامعة القاهرة
وعندما انهيت من المرحلة الثانوية ، التحقت بكلية دار العلوم جامعة القاهرة بدأت أبحث عن كتب حسن البنا الذي هو" مجدد الإسلام" ـ على حد وصف الإخوان له ـ فلم أجد له من الكتب إلا محتوى ضئيل لا يجدد شيئا فتركت الإخوان المسلمين وبدأت أبحث عن جماعة أخرى
كنت من أنصار الدكتور عبد الصبور شاهين الذي كان يدرِّس لي في الجامعة ومؤلف كتاب أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة هذا الكتاب الذي يثبت فيه أن آدم النبي عليه السلام ليس أبا البشر . كنت متحمسا لتلك الفكرة وأشعر أنها صحيحة وهي خطوة تجديدية فعلا ولكنني فوجئت بحملات التكفير تنهال على رأس عبد الصبور وبدأت أنزعج ولأول مرة أعرف رجلا يشهد الشهادتين ويصلي ويحفظ القرآن والمشايخ يقولون أنه كافر ومرتد عن الإسلام إنه عبد الصبور شاهين .
ما بعد الجامعة
كرهت التكفير الذي يخنق التفكير واتجهت إلى البحث المستقل وقررت ألا أنضم إلى أية جماعات دينية . حصلت على شهادة الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية وظهرت عندي ملكة كتابة الشعر وأثناء تلك الفترة كنت دائم التفكير في الوجود وقصة الخلق وغيرها من القضايا الكبرى في تلك الفترة كنت أشعر بغربة وجودية وحيرة وتساؤلات كانت تهاجم رأسي كالصقور الجائعة من حين إلى آخر.
أين البداية؟ولماذا أنا هنا؟وهل هناك أحد غيري يعيش في هذه الغربة الوجودية؟
لماذا أشعر أن كل من بيده أمري دكتاتور؟
لماذا فكرتي عن الله مرتبطة دائما بالقهر و الخوف والرعب؟
هل هذا طبيعي ؟فكثير من الكتب الدينية التي قرأتها تربط الله بالقهر والعذاب كل كتب التفسير التي قرأتها تؤكد أن الإله الذي أعبده دكتاتورا !! فهو يأمر بقتلي إن تركت عبادته كما يقول علماء الدين الموثوق بعلمهم في المجتمع.
كانت الخرافات التي تملأ كتب التراث تفزعني وخاصة كتب التفسير وقصص الأنبياء وكانت تثير التساؤلات الممزوجة بالمخاوف أن يكون أخطاء في الدين . هل من الممكن أن يأمر إله عادل نبيَّه بقتل الناس عن بكرة أبيهم لمجرد أنهم لم يؤمنوا به ؟
هل يتزوج ابن الخمسين طفلة ابنة التسع سنوات ؟
هل يقتل الإنسان لمجرد مخالفة المشايخ؟
بل هل يقتل الإنسان لمجرد الخروج من الإسلام ودخول دين آخر؟
هل فعلا القط خلق من عطسة أسد؟والفأر من خنزير ؟وما فائدة العلوم التي بين أيدينا؟
لماذا تتصادم حصة العلوم مع حصة التربية الإسلامية ولا أحد يشعر بهذه الكارثة؟
هل يعيش أحد تحت الأرض فعلا ؟
المفكر الإسلامي مصطفى محمود
قررت الهروب من هذه التساؤلات فترة من الزمن وانشغلت بعملي كمدرس للغة العربية وقررت العيش في القاهرة . كانت بداية الإجابات عن بعض هذه التساؤلات في كتب الراحل مصطفى محمود وخاصة كتاب اسمه"السر الأعظم" مكتوب على غلافه عدد من الأسئلة التي كانت تحيرني فهو يبحث معي عن حل تلك الألغاز، والجديد بالنسبة لي أنه يمزج الأدلة العقلية التي يطرحها في كتابه بكلام أعلام الصوفية الشديد الغموض والمليء بالأسرار العميقة التي تدل على أن الله عزوجل مازال يوحي للمقربين من المؤمنين بأسرار لا يصل إليها غيرهم وطالما سمعت أن هؤلاء الأعلام مبتدعة وكفار في بعض الأحيان ولكن عندما قرأت كلاما لهم اندهشت من سريان روح الإلهام الإلهي في كلامهم وهم بكل قوة ينسبون بعض الكلمات والعبارات على أنها إلهام من الله ولأل مرة أقرأ عبارة"المخاطبات والمكالمات الإلاهية"
فقد نقل المرحوم مصطفى محمود كلاما عن علماء الصوفية مثل الحلاج وابن عربي والبسطامي والشعراني والجيلاني وغيرهم من كبار المتصوفة في تاريخ الإسلام
لأول مرة أعرف أن الله تعالى مازال يوحي لبعض أوليائه نوعا من الوحي التعليمي والتفهيمي وهو ما يعرف بالمبشرات كما وردفي الحديث النبوي الشريف
فرحت بهذه الأفكار فرحا شديدا كأنني عثرت على كنز ثمين وشعرت أن الوقت قد اقترب للعثور على الكنز الأكبر
وفرحت أكثر عندما عارضني أحد المشايخ وقال لي :لا تقرأ لمصطفى محمود إنه ملحد .
وبدأت تتكون عندي فكرة أن المشايخ يعارضون ماهو جميل من الفكر الإسلامي
بعد قراءتي لهذا الكتاب بدأت آفاق جديدة تلوح لي
وبدأت أدرك أن فكرتي عن الله قد تكون غير حقيقية فربما يكون الله لم يأمر بقتل الكفار ولا المرتد عن الإسلام وربما أيضا لم يحرم الناس في هذا العصر من نعمة الوحي التفهيمي والتعليمي وربما لم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من طفلة ! وربما وربما...................
بدأت تتولد بداخلي فكرة أن بعض المتدينين قد يشوهون صورة الله في نظر عبيده وأن الله من الممكن ألا يكون دكتاتورا ولا جبارا بالمعنى القهري للكلمة ومن المستحيل أن يكون قد حجب وجهه عن الصالحين من الأمة الإسلامية ولكن هذا الكتاب لم يجب عن بعض الأسئلة الكبرى عندي ولم يقدم حلا عمليا لحالتي ولكن صحح عندي بعض المفاهيم المغلوطة عن الله عز وجل
كانت هذه بداية تغيير بعض أفكاري القديمة عن الله والرسول صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام
القاهرة الفاطمية
في القاهرة تتغير ملامح الإنسان القروي وتنعكس عليه ملامح المدنية شيئا فشيئا وأكثر ما كنت أحب رؤيته في القاهرة مآذنها الشاهقة والتي تثير في روحي مشاهد عظمة الإسلام وجماله وعلو مكانته بين الأديان ،والذي يشاهد مآذن المساجد في أحياء القاهرة القديمة (الحسين والسيدة والقلعة والأزهر....) لابد أن يفوح في أنف روحه فورا عبق الإسلام السمح المتسامي ولا بد أن يرسِّخ في قلبه رسوخُ المآذن عظمةَ الإسلام
لقد عكست مآذن القاهرة في نفسي في تلك الفترة صورة جميلة للإسلام معطرة بسيرة آل البيت الذين يرقدون في كل مكان وصوت المقرئين والمنشدين الذي يجعلك توقن أن القرآن الكريم كتاب تنعكس معانيه في القلب كلما استمعت إليه بتدبر مقروءا بصوت محمد رفعت أو عبد الباسط أو طه الفشني و غيرهم من عظماء المقرئين المصريين.
هناك سحر خاص وجمال أخَّاذ لا يستطيع عاشق الجمال أن يقاومه
كل هذا يملأ نفسي بالحب والذوبان والفخر والاعتزاز أنني مسلم أنتسب إلى القرآن ويكسبني حالة وجدانية صوفية الطابع أنتجت قصيدة طويلة أتأمل فيها واقع المسلمين المعاصر وأناجي الله ورسله (موسى وعيسى ومحمد)عليهم الصلاة والسلام وأعرض عليهم هذا الواقع المرير.
في المدرسة
تسير بي سفينة الحياة وسط بحر متلاطم الأمواج تقذف بي من مكان إلى آخر إلى أن عملتُ معلما للغة العربية للمرحلة الإعدادية في إحدى المدارس الخاصة بإحدى ضواحي القاهرة وفي يوم من الأيام دخلت فصل ابتدائي( حصة احتياطي) وأثناء وجودي داخل الفصل طلب مني أحد التلاميذ أن يشرب وكان التلميذ الذي يجلس أمامه معه زجاجة مملوءة بالماء فقلت له : اسق زميلك . فرد على الفور :لا ،لا يمكن أن أسقيه. فاندهشت لهذا الرد وسألته:لماذا؟ فأجاب:إنه مسيحي .أدركت أنني في موقف يحتاج إلى بعض الحكمة لكي أنتزع تلق القنبلة الموضوعة في عقول بعض التلاميذ عن علاقتهم بالآخر وقلت في نفسي :من هنا تنشأ الكراهية . سألته عن اسمه فأجاب:اسمي محمد ،وسألت زميله عن اسمه فأجاب :أنطونيوس . ثم بدأت أتحدث بصوت مرتفع نسبيا وجذبتُ باقي التلاميذ وألهمني الله تعالى أن أحكي لهم مختصرا قصة آدم عليه السلام وانتهيت عندما اقتنع التلاميذ أن كل البشر هم أبناء آدم وحواء وبالتالي فالجميع إخوة .ثم سألت محمد :هل أنت ابن آدم وحواء ؟ فأجاب :نعم. فسألت أنطونيوس :هل أنت ابن آدم وحواء ؟ فأجاب : نعم .فقلت لمحمد : اسقِ أخاك أنطونيوس يا محمد.وعلى الفور أعطى محمد أنطونيوس زجاجة المياة بنفس راضية فشرب ثم شكره .شعرت في نفسي بسعادة غريبة ظلت تلازمني طوال يومي .في اليوم التالي فوجئت بوالدة أنطونيوس في المدرسة (وهي خادمة بإحدى الكنائس ومعلمة تربية دينية مسيحية) تطلب مقابلتي وفي مكتب مدير المدرسة التقيت بها وأبدت سعادتها الغامرة بمعالجتي للموقف بهذه الصورة وطلبت مني إعطاء أنطونيوس دروس خصوصية في المنزل فاعتذرت لها ووعدتها أن يكون ذلك في العام الدراسي التالي فأخذت رقم هاتفي ثم انصرفت .
مناقشات مع خادمة في الكنيسة
وقبل بداية العام الدراسي التالي اتصلت بي وحددت معي موعدا لبدء الدروس وفي الموعد المحدد ذهبت إلى المنزل وكان قريبا من مكان سكني وأعطيت الدرس وذات مرة طلبت مني أن أبقى قليلا بعد الدرس فبقيت وبدأت معي في الحديث وقالت لي أنني مختلف عن المسلمين الآخرين لأنني متسامح .فقلت لها :إن الإسلام هو دين الرحمة والسلام والتسامح فطلبت مني أن أسمح لها بالكلام بحرية فقلت لها:تكلمي بكامل حريتك.
وبدأت بإبداء رأيها حول بعض الآيات القرآنية التي يفهم منها الحض على العنف وأن الجماعات الإرهابية تقوم بتطبيق هذه الآيات على أرض الواقع .
وبدأت أعرض عليها بعض الآيات التي تحث على التسامح الديني مثل (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
و(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى.....) وغيرها من الآيات
فسألتني عن الناسخ والمنسوخ فلم أشأ مناقشتها في هذا الموضوع إلا بعد دراسته .انصرفت من عندها وفي رأسي بعض التساؤلات التي أثارتها في وجهي وهي تساؤلات منطقية . كنت أسكن في بيت شيخ أزهري .سألته عن الناسخ والمنسوخ فبدأ يتحفني بأعجب الكلام وأغربه وخاصة الآية المزعومة(والشيخ والشيخة إذا زنيا فاقتلوهما البته....) وعندما أعترضتُ على هذا الهراء ، أحضر لي الشيخ صحيح البخاري فقرأت هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه وأحاديث أخرى في الناسخ والمنسوخ.
بدأت معاناتي الفكرية وبدأت أقرأ في التراث الإسلامي مستعينا بمكتبة الشيخ أحمد جاري الأزهري وإذا بصدماتي تزداد يوما بعد يوم وأثناء ذلك كانت السيدة المسيحية أم أنطونيوس(جوليا) تناقشني في العديد من القضايا في الفكر الإسلامي مثل: زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي طفلة في التاسعة من عمرها ورضاع الكبير ومسألة حياة عيسى عليه السلام في السماء وإحيائه الموتى وخلقه الطير من الطين وغيرها من القضايا . وفي كل مرة كنت أحاول إيجاد المبررات والحلول للخروج من الموقف وفي معظم الأحيان لم تكن تبريراتي لهذه المعتقدات مقنعة لها ولا حتى لي شخصيا.
بين القرآن الكريم والكتاب المقدس
ومن الأسئلة التي طرحتها عليّ:هل الإنجيل محرف؟ فأجبتُ نعم محرف . فسألتني :لماذا سمح الله بتحريف الإنجيل ولم يسمح بتحريف القرآن مع أن كليهما كلام الله؟
قلت لها:قبل أن أجيب على هذا السؤال ينبغي أولا أن أقرأ الإنجيل . فأسرعت على الفور وأحضرت لي نسخة من العهد الجديد.
لم يكن في بيتي أية أجهزة لا كمبيوتر ولا تليفزيون ولا حتى راديو ، فسهرتُ ليلتي في قراءة العهد الجديد.
وعندما قابلت أم أنطونيوس قلت لها: هناك فرق شاسع بين القرآن الكريم والإنجيل ، فالقرآن الكريم مثلا يبدأ ب( بسم الله الرحمن الرحيم)والله يخاطب الناس مباشرة ويخاطب المؤمنين ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا (واستدللت على كلامي ببعض الآيات القرآنية)أما الإنجيل يخلو تماما من هذا بل إن إنجيل لوقا يبدأ بالتأكيد على أن هذا هو الإنجيل الذي كتبه لوقا الذي كان طبيبا وثنيا فآمن
ولوقا يقدمه للملك ، وكذلك بقية الأناجيل مما يؤكد أنها ليست كلام الله المباشر وإنما حكايات وروايات مثل الأحاديث النبوية عندنا.
فبدأت تسألني عن موضوع صلب المسيح وأنه مؤكد في الأناجيل الأربعة مصداقا للنبوءات في العهد القديم وطلبت مني قراءة الكتاب المقدس كاملا وأعطتني نسخة كاملة .بدأت في قراءة الكتاب المقدس وأنهيت قراءته خلال أسابيع وبدأتُ أُسجل ملحوظاتي قي أجنده خاصة ووجدت تعاليم مشتركة كثيرة فدونتها ووجدت أيضا أحداثا غير منطقية فدونتها بغرض الاستفسار عنها ،ومما جعلني أُعيد النظر في بعض أفكاري بخصوص الكتاب المقدس وجود نبوءات عن مجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأخذتني هذه النبوءات في عالم جميل وشعرتُ أنها من كلام الله الذي لم يُحرف وأن بعضها جاء في صورة المجاز والاستعارة.
بل أنني كنت أتلذذ جدا بقراءة مزامير داود عليه السلام وأنقل الكثير منها في أجندتي
كانت هذه النبوءات واضحة تماما بالنسبة لي والغريب أن أم أنطونيوس كانت تفسرها تفسيرا آخر.
المسيح الدجال يحاصرني
بدأت حيرتي تزداد عندما لفتت انتباهي إلى نبوءات داود عليه السلام بخصوص المسيح عليه السلام (ثقبوا يدي ورجلى بمسمار)(وعلى قميصي أجروا قرعة )(سقوني خلا حين عطشي)وسبب حيرتي أنه قد رسخ في ذهني أثناء بحثي في الكتاب المقدس أن النبوءات لا يمكن تحريفها لأنني وجدت نبوءات مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم موجودة في العهدين القديم والجديد .
وعندما بدأ النقاش حول نبوءات داود عليه السلام عن صلب المسيح وقعتُ في خطأ فادح كان بداية معاناة شديدة
فعندما سألتني:هل مات المسيح أولا أم صعد إلى السماء؟فأجبت بل صعد إلى السماء .فقالت :بما أنك مدرس لغة عربية ما معنى فلان توفاه الله؟ قلت:أي أماته فقالت: القرآن يقول (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) فما معنى متوفيك؟فأجبتُ:حسب قواعد اللغة العربية (مميتك). فقالت لي :نحن نقول أن المسيح مات أولا على الصليب ثم قام وصعد إلى السماء وهذا ما يقوله القرآن !
فدخلتُ في حالة من الصمت قليلا ،فاستمرت في الكلام:يا أستاذ عبده أنت إنسان محترم ومتسامح وأنت قلت لي أنك أينما ستجد الحق تتبعه وأنت تدرك الآن أن المسيح مميز عن بقية البشر بمزايا كثيرة لا توجد في إنسان آخر.
قلت لها: كل ما فعله المسيح بإذن الله.فقالت :لماذا لم يأذن الله لمحمد الذي هو خير الرسل كما تقولون فهو الآن ميت ومدفون في التراب!
هذه الكلمات وقعت على قلبي كوقع الصاعقة، فلطالما فكرت في هذه الأمور ولم أجد لها إجابة مقنعة فبدأتُ أُغير الموضوع هاربا من هذه التساؤلات المحيرة وعرضتُ عليها قصة من قصص الكتاب المقدس عن الحمارة التي كلّمت بلعام بعور( قائلة له :لماذا تضربني)وسألتها كيف يقبل عقلك مثل هذه القصص الغير منطقية؟ فأجابت:تماما كما يقبل عقلك كلام النملة في القرآن!
تأثيرات المسيح الناصري في حياتي
قمت من عندها في ذلك اليوم وقلبي مليء بالاضطراب والحيرة وبدأت أعيد التفكير في كل شيء وبدأت أسأل الله تعالى أن يرشدني إلى الحق وبدأت أنجذب إلى قراءة كل ما أجده عن حياة المسيح عليه السلام في التراث الإسلامي وتعلقت به أشد التعلق وذات مرة قرأتُ في كتاب قصص الأنبياء لابن كثير موقفا في حياة المسيح عليه السلام وهو أنه رأى بعينه رجلا يسرق فقال له:لا تسرق فقال الرجل :واللهِ ما سرقت . فرد عليه المسيح عليه السلام: أُكذِّب عيني واُصدِّق واللهِ.
في اليوم التالي كنت ذاهبا لإعطاء درس لأحد التلاميذ وركبت سيارة أجرة وأعطيتُ السائق خمسة جنيهات ، وكانت الأُجرة بجنيه واحد فقط ، انتظرتُ أن يعطيني السائق باقي الخمسة جنيهات ولكنه لم يفعل وقبل نزولي من السيارة طلبتُ منه الباقي فقال لي : لقد دفعتَ جنيها واحدا فقط . فقلت له : لا ، لقد أعطيتك خمسة جنيهات . فقال لي: واللهِ أعطيتني جنيها واحدا فقط . وقبل أن أرد عليه ، تذكَّرتُ قول السيد المسيح عليه السلام للسارق ،فقلتُ له :أُكَذِّبُ عيني وأُصدِّق واللهِ . ثم انصرفتُ إلى عملي وفي نهاية اليوم وأثناء عودتي ، إذا بي أجد خمسة جنيهات ملقاة على الأرض فالتقطتها وتلفتُّ حولي فوجدتُ بعض الصبية فسألتهم : لمن هذه الخمسة جنيهات؟ فلم يرد عليّ أحد ، وكررت ذلك عدة مرات بحثا عن صاحبها فلم أعثر لها على صاحب وفي تلك اللحظة بدأ يقيني بأن الله تعالى معي ويحاورني بأفعال غريبة ، فازدادت رغبتي في الدعاء والحديث معه وبدأتُ أرى بعض الرؤى في تلك المرحلة
رؤيا
كان هذا عام 2009 فقد رأيتُ نفسي في قريتي (العتامنة ـ سوهاج)مرتديا جلبابا أسودا ثم دخلت منزل أحد أصدقائي اسمه (طلعت) وهو يعمل بالقاهرة ،فوجدت أم صديقي طلعت (واسمها سليمة) واقفة أمام حوض صغير تغسل بعض أواني الطهي فسألتني: لماذا لم يأتِ معك ابني طلعت؟
فأجبتُ وأنا أمدُّ يدي لأصافحها:مكان سكنه في القاهرة بعيد عن مكان سكني .فنظرتْ إليّ قليلا و يدي ممدودة وكأنها مترددة في مصافحتي ثم صافحتني لكنها لم تلمس يدي مستخدمة آنية تجهيز الشاي (الكنكة)وأنا في قمة الاندهاش وظننت أنها غاضبة مني . فالتفتُّ فرأيتُ زجاجة مملوءة إلا قليل بمشروب بنفسجي اللون فوقع في نفسي أنه نوع من النبيذ فتناولتُ الزجاجة وشربتُ منها القليل وعلى الفور شعرت بلذة شديدة وتغير مزاجي ونظرتُ إلى (سليمة) فقالت لي معاتبةً: لماذا شربتُ من هذا ! فأجبت عليها بكلام لا أذكره كله ومنه:وجدته أمامي ...فبدأت سليمة تضحك بسبب كلامي وكأن كلامي كان مضحكاً وبدأتُ أنا الآخر في نوبة ضحك وانصرفت وأنا في قمة السعادة.
الغريب أنني استيقظت من نومي وأنا على هذه الحالة من السعادة الغير عادية وهذا الموقف لأول مرة يحدث معي
وفي مساء ذلك اليوم اتصل بي أخي من القرية وأخبرني أن سليمة أم صديقك طلعت قد ماتت فجأة !!
وفورا تذكَّرت ما رأيته في منامي ولم يمر عليه يوم . ودخلتُ في حالة من البكاء وقمتُ فاغتسلت وبدأت أصلي وأدعو الله وظللتُ على هذا الحال حوالي ساعة.
اتصلت بصديقي فأخبرني أنه ينتظر القطار ليسافر إلى قريتنا التي تبعد عن القاهرة بحوالي 450كيلومتر يقطعها القطار في سبع ساعات ومن الواجب أن أسافر معه لحضور الجنازة ولم يكن معي نقود كافية حاولتُ الاقتراض من أحد الزملاء ولكنني لم أجده قريبا مني في ذلك الوقت
فنظرتُ إلى السماء وقلت :يارب لا تحرمني من السفر مع صديقي وبعد قليل التقيت بأحد جيراني (وهو مسيحي) ولا حظ على وجهي بعض التغير فسألني مابك ؟فأخبرته بأمري فأخرج من جيبه بعض النقود وأعطاها لي وقال لي :اذهب واحضر الجنازة وآخر الشهر رد إلي هذا المبلغ
فشكرته على هذا الصنيع وتوجهت إلى الله تعالى بالحمد وظللت على حالي حتى وصلتُ إلى محطة القطار ووجدتُ صديقي طلعت وأخاه عطية ـ(الذي أصبح أحمديا فيما بعد) ـ وجدتهما في القطار . على أي حال وصلنا قرية العتامنة بمحافظة سوهاج صباحا وعندما دخلنا المنزل ، مددتُ بصري إلى حوض غسيل الأواني فوجدتُه مليئا بالأواني وبعضها مُلقى على الأرض والتفتُ إلى مكان الزجاجة فوجدتُ في نفس المكان زجاجة مملوءة ـ إلا قليل ـ بمشروب العِنَّاب .وشعرتُ أنني في عالم آخر وبدأتُ أبكي وأبكي ، فلمحتني والدتي التي كانت تجلس مع النسوة ، فقامت وأشارت إليَّ من بعيد أن أتبعها إلى الخارج ، أخبرتني والدتي أن موعد الجنازة بعد ساعة يجب أن أتناول الفطور خلالها فذهبت معها إلى بيتنا وهناك أخبرتني بالمفاجأة!!
لقد أخبرتني والدتي أن المرحومة توفيت أثناء غسلها للأطباق مساء أمس وكانت تردد اسم طلعت في اللحظات الأخيرة .وأخبرتني أيضا أنها سألت عني منذ يومين .
كل هذا وأنا غارق في دموعي . فقصصتُ رؤياي على والدتي فاندهشت أشد الاندهاش
رؤيا
على أية حال حضرتُ الجنازة وعندما عدنا من المدافن نمتُ قليلا بعد صلاة الظهر فرأيت أن القمر ينزل شيئا فشيئا وأنا واقف في مكان واسع أمام منزلنا ومنازل عائلتنا (نسميه بالعامية الرهَبَة)وعندما اقترب القمر رأيت فيه وجه إنسان (الجزء العلوي من الوجه بداية من الشفتين إلى أعلى) ولم يكن ذا لحية ولا شارب ، شفتاه ورديتان كأنهما مشتعلتان وعيناه مغمضتان قليلا ولكنه ليس نائما ،وجبهته كأنها مصقولة بالفضة ، شعره طويل ناعم شديد السواد،يسيح شعره على جبهته ، قطرات كأنها اللؤلؤ من الماء تقطر من شعره إلى جبهته إلى خديه .
وأنا مازلتُ رافعا يدي مشيرا إليه بالسبابة فجذبني إليه كالمغناطيس وبدأ يأخذني إلى السماء شيئا فشيئا وأنا أنظر إلى جماله كاتما أنفاسي وأقترب منه محاولا تقبيله في شفتيه ولكنني أقترب من الموت بسبب كتمان أنفاسي فأشهق بسبب ذلك فأستيقظ بينما أنا نازل إلى الأرض وأنطق الشهادتين ثم أنام لأرى نفس ما رأيت أقول لنفسي في المرة الثانية أثناء الرؤيا : هذه المرة سأكتم أنفاسي مدة أطول كي أُقبِّلَهُ .ولكنني لا أفعل للمرة الثانية وأستيقظ للمرة الثانية وأنا أتساءل :ما هذا؟وأستعيذ بالله من الشيطان وأنام فأرى نفس مارأيت ويزداد تصميمي على البقاء مدة أطول مع هذا الوجه الجميل المنعكس على القمر وفي المرة الثالثة أتمكن من طبع قبلة على هذا الوجه ثم أنزل شيئا فشيئا وأنا أنظر إليه صاعدا إلى السماء وعندما أصل إلى الأرض أجد نفسي نائما على التراب فأنهض مسرعا فأجد شخصا اسمه(عادل)ينظر إليّ وأنا أنفض ثيابي وكفيّ من التراب .وإذا بوالدتي توقظني لصلاة العصروتخبرني أنني كنتُ أشهق أثناء نومي .
ظللتُ مشغولا بصاحب هذا الوجه وعندما قصصتُ هذه الرؤيا على والدتي أولتها على أنها تخص المرحومة سليمة وأن روحها صعدت إلى السماء .
هل مات المسيح على الصليب
عدتُ إلى القاهرة وظللتُ مشغولا بهذه الرؤى وتلك الأحداث المصاحبة واستمر النقاش مع السيدة (جوليا )وبدأتُ أقتنع أن الشخص الذي عُلِّق على الصليب هو المسيح نفسه وليس شخصا آخر وأن معنى (ولكن شبه لهم)أن الأمر قد خيل لهم ولكنني في نفس الوقت لم أستطع أن أفهم أين ذهب المسيح وما معنى (ورافعك إليّ)(بل رفعه الله إليه) فقد كنت أفسرها أنه صعد إلى السماء كما هو المشهور في كتب التفسير وهذه كانت مشكلتي الكبرى.
صراع نفسي
دخلت في صراع نفسي شديد بسبب نبوءات داود عن المسيح فالنبوءة لا يمكن تحريفها وكذلك لم أستطع الإجابة عن الكثير من الأسئلة المصيرية عن شخصية المسيح الخارقة كما يقدمها المسيحيون ومعهم المشايخ ومن آثار هذا الاضطراب أنني كنتُ أحمل صورة للمسيح عليه السلام أعطاها لي أحد تلاميذي اسمه أبانوب الذي كان يحبني كثيرا ويحدثني كثيرا عن المسيح عليه السلام .
للأسف ، بدأ يتعاظم شأن المسيح في قلبي على حساب مقام الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب تفسيرات المشايخ الذين يقفون جنبا إلى جنب مع النصارى في إضفاء صفات الألوهية على شخص السيد المسيح عليه السلام.
حادث أليم(غرق أخي محمد)
وفي أثناء ذلك سافرت إلى القرية لحضور فرح ابن خالي في إجازة عيد الفطر2009 وأثناء تنزهي على ضفاف نهر النيل مع مجموعة من الشباب وكان برفقتي أخي الصغير محمد الذي كان متعلقا بي لأبعد الحدود فقد حدث حادث مروع فقدتُ فيه أخي محمد الذي مات غرقا في نهر النيل هو واثنان من أقاربي ، ونجوت من الغرق بأعجوبة وبينما أنا أصارع الموت تحت الماء تمنيت من الله أن أنطق بالشهادتين قبل موتي وفورا طفوت على السطح ونطقت الشهادتين فسمعتُ على الفور صوتا يهمس في أذني :بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء) ووجدتني أردد وراءه وإذا بي أنجو من الغرق بأعجوبة. لكني دخلت في دوامه من الحزن بسبب فقد أخي الحبيب ، وكدت أفقد عقلي من شدة الحزن وتأنيب النفس إذ أنه كان برفقتي ، وعندما عدت إلى القاهرة مكثت في شقتي واعتزلت أهل الدنيا كأنني ليس من هذا العالم إلا من إعطاء بعض الدروس وظللت طوال سنة كاملة تقريبا مشغولا بالاستغفار والبكاء والدعاء ودائما كنت أرى أخي محمد في المنام بصورة جيدة فيطمئن قلبي .
في هذه الفترة أشار عليّ أحد أصدقائي بشراء تليفزيون لأخرج من الحالة التي أنا عليها وبعد إلحاح اشتريت جهاز تليفزيون وستاليت وبدأتُ أتابع بعض القنوات الدينية ،وعدتُ إلى التفكير مرة أخرى في عقيدة المسلمين في المسيح وبدأتُ أتابع أيضا بعض القنوات المسيحية
رؤيا أثناء اليقظة
ومما زاد الطين بلة ، هذا الموقف الغريب الذي حدث معي يوم جمعة ، فبينما أنا مستيقظ تمام اليقظة بعد أن اغتسلت غسل الجمعة ،مستغرق في التفكير ، رأيت السيد المسيح الذي هو في الصورة الموجودة عند المسيحيين عاري الصدر، جالسا يستعد للوقوف ، ثم بدأ بالوقوف شيئا فشيئا وكان كبير الحجم لدرجة أن رأسه كانت قريبة من سقف الغرفة .استغرق هذا الأمر ثواني بعدها بدأت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
بداية حكايتي مع الأحمدية
عندما قصصت هذا الأمر الغريب على السيدة جوليا ، فرحتْ فرحا شديدا وقالت :هللويا !لقد ظهر الرب لك!!
ثم نادت على والدتها قائلة لها: ظهر الرب للأستاذ عبده يا ماما. شعرت وقتها بأنني في مأزق خطير . فسألتني قائلة :ألم تتعهد أمامي بأنك ستتبع الحق إن ظهر لك؟قلت لها :بلى .فقالت :يجب أن تذهب معي إلى الكنيسة لتقابل الأب مكاري!!!!
فرددتُ عليها قائلا: مهما حدث فهناك أمر يجب أن تنتبهي له ؟فقالت :ماهو؟ فأجبت: من الممكن أن أقتنع بأشياء كثيرة في المسيحية ولكن يبقى أنني أيضا مؤمن بأن الله لا يسمح لأي إنسان أن يخدع باسمه الملايين من البشر وعلى ذلك فإن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله.
المسيح المنتظر
ثم قلت لها: من الممكن أن يكون ظهور المسيح بمعنى قرب مجيئه ،ألا تؤمنين أنه سينزل؟فأجابت :بلى أؤمن بذلك.
فقلت لها: رجل سلام أم حرب؟ فأجابت :بل رجل سلام .
فقلت لها:ألا تؤمنين بأن نزوله بات وشيكا ؟ فأجابت :على الأبواب .فقلت لها:فلنتعاهد أن ننصره ونؤمن به ونتبع ما سيقوله مهما كان .قالت :أعاهدك على ذلك وراحت تشرح لي مجيئه حسب الكتاب المقدس . أنهيت جلستي معها وطلبت منها ألا تتحدث معي في الدين مرة أخرى لأنني مضطرب جدا وبينما أنا متجه نحو باب الخروج وجدتني أقول لها :ربما يكون المسيح قد نزل فعلا ونحن عن خبر نزوله من الغافلين!!فقالت لي مندهشة: كيف يكون ذلك؟ قلت لها :كما كان في مجيئه الأول ،فبالرغم من وجود النبوءات إلا أن رجال الدين رفضوه وقدموه للمحاكمة بتهمة التجديف وربما يكون هذا قد حدث ثانية ولم يصلنا الخبر.
المسيح أحمد (الهندي)!!
عندها قالت: أخي مينا يقول أن هناك بعض الناس على النت يقولون أن المسيح قد نزل!
ولا أدري لماذا تسمَّرتُ في مكاني وسألتها متعجبا:هل هم مسيحيون؟
فأجابت : لا بل مسلمون .
فزادت دهشتي أكثر وسألتها :أين نزل ؟
أجابت :يقولون في الهند .
فقلت مندهشا: الهند؟!!!
فأكملت كلامها قائلة:واسمه أحمد!!!!!
عندما سمعت اسم أحمد سرى بداخلي شعور بالسعادة وأخذت أردد في حيرة:المسيح أحمد !!!!كيف ذلك ؟ في الهند !!!!هذا مستحيل ..لماذا لم نسمع عنه؟
فقالت :لا أدري .نزلت على السلم وأنا غارق في الفكر عندما وصلت إلى البيت بدأت أبحث في أحاديث نزول المسيح وسألت الشيخ أحمد الأزهري فقال لي:إن المسيح سينزل بنفسه في دمشق عند المنارة البيضاء.وراح يسرد لي الروايات التي يحفظها بهذا الشأن (حسب الفهم التقليدي)وبعد أيام بدأت أدخل في مرحلة خطيرة وهي مشاهدة الأفلام المسيحية التي تحكي قصة السيد المسيح وخاصة فيلم آلام المسيح الذي بكيت كثيرا تعاطفا مع المسيح المصلوب وبدأت أصدق ـ للأسف ـ أن المسيح قد مات فعلا على الصليب بعض الوقت ثم عاد إلى الحياة ؛ ولمَ لا ؟وقد كان يحيي الموتي حسب ما كنت أعتقد ،وبدأتُ أصرخ لله في الدعاء وأقول له بصوت عالٍ: إني سقيم !!!
وفي عيد القيامة من عام 2010 اتصلتُ بالسيدة جوليا أم أنطونيوس وطلبت منها أن تعطيني تردد إحدى القنوات المسيحية التي تعرض أفلاما عن السيد المسيح ،فقالت لي الاكتشاف الخطير(الMTA)
فأعطتني التردد التالي :11355عمودي . فكتبت التردد وبدأت أبحث فنزلت لي مجموعة من القنوات وظللت أُقلِّبُ فيها حتى وجدت القناة المسيحية المطلوبة وبدأت أتابع الفيلم.وبعد أيام قليلة بدأت أقلب في القنوات الجديدة وأثناء التقليب رأيت الأستاذ المرحوم مصطفى ثابت وهو يقول :المسيح لم يمت على الصليب ،بل أغشي عليه فقط وهاجر إلى الشرق ثم مات موتا طبيعيا!! وكنتُ متكئاً فجلستْ وفتحت كل حواسي لاستقبال باقي الكلام . كانت حلقات معادة من الحوار المباشر وعندما اكتملت الصورة عندي رحت أصرخ بأعلى صوتي:الله أكبر ظهر الحق .بل وقفتُ على قدميّ وبدأتُ أنط إلى أعلى وأنزل من فرط الفرحة !!!وفي أثناء ذلك جاء وقت استراحة البرنامج فقال الأستاذ محمد شريف:والآن مع قصيدة من قصائد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام .ثم تم إذاعة قصيدة إني من الله العزيز الأكبر وجاءت صورة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام على الشاشة فقمت مسرعا ودست على زر تثبيت الصورة وتأملت فيها فإذا به ذلك الوجه الحبيب الذي رأيته في المنام مطبوعا على صفحة القمر!!!!
كم هي رائعة تلك اللحظات ! ، كم أشعر بالسعادة عندما أصفها وكلما حاولت وصف تلك السعادة لا أستطيع .
أكملتُ متابعة البرنامج والبرامج الأخرى وظللتُ مراقبا لإم تي إيه العربية وخلال ثلاثة أيام أزال الله من عقلي وقلبي إشكالية وفاة المسيح ونجاته وهجرته وجاء موعد الدرس الذي أعطيه لأنطونيوس وعندما جاءت السيدة جوليا والدة أنطونيوس فاجأتها بتقديم الشكر والامتنان لأنها كانت سببا في معرفتي بالمسيح!! فبداعلى وجهها استغراب ممزوج بسعادة . فأكملتُ حديثي قائلا :بالفعل لقد لقد آمنت بالمسيح الموعود عليه السلام وإن شاء الله سأنضم لجماعته وهو أحمد المهدي وأنا أدعوكِ للإيمان بالمسيح كما تعاهدنا ، رأيته على الإم تي إيه والحمد لله فهمت كل الأحداث والرؤى خلال الفترة السابقة .ثم بدأت أوضح لها كيف نجا المسيح من الصلب وإلى أين هاجر وكيف مات كما فهمت من الحوار المباشر . بدا على وجهها قلق غريب واضطراب وبدأت تتجنب الكلام معي في الدين في المرات التالية بل طلبت مني ذلك عندما أثبتُ لها نجاة المسيح من الإنجيل (آية يونان النبي ) فتغير وجهها على الفور وذابت الكلمات في فيها كما يذوب الملح في الماء وقالت لي:أرجوك لا تكلمني في الدين مرة أخرى لأنك تشككني في عقيدتي.
وراحت تنشر في الحي والمدرسة أنني أُبَشِّرُ بنبي جديد وأثارت في وجهي الكثير من المشكلات واعتذرت لي عن إكمال إعطاء دروس لابنها بل أن كثيرا من أولياء الأمور في منطقتي سحبوا أبناءهم من عندي وطلبوا مني ألا أدخل بيوتهم مرة أخرى !!
كادت تتسبب في فصلي من العمل لولا وقوف الله معي وفي ظل هذه المواقف الصعبة رأيت تأييدات الله في كل شأن من شئون حياتي ورأيت رؤى كثيرة يؤكد الله لي من خلالها صدق المسيح الموعود عليه السلام وجماعته منها:
رؤى
1ـ رأيت نفسي والأستاذ محمد شريف والأستاذ هاني طاهر نائمين في بيت جوليا المسيحية كل واحد على سرير ،وعندما فتحت عينيّ (في المنام) وجدتهما ينظران إليّ وهما مبتسمان.
2ـ رأيت أمير المؤمنين الخليفة الخامس نصره الله في المنام يحمل طفلا صغيرا يشبهني وأُلقي في روعي أنه أنا ،وكان أمير المؤمنين مبتسما وهو يناولني هذا الطفل .
3ـ رأيت وأنا في حالة بين النائم واليقظان أمير المؤمنين الخليفة الخامس نصره الله يدخل عليّ حجرتي بوجه مبتسم ، وعندما أفقت وجدتني مملوءاً بالروحانية .
4ـ استخرت الله ذات ليلة كما بين المسيح الموعود عليه السلام فرأيت نفسي واقفا أمام أحد أقاربي وهو شيخ سلفي اسمه (أشرف عزام) وأنا أُلوِّح بالسبابة ولكني لا أسمع صوتي فاختفى الشيخ من أمامي .
5ـ في اليوم التالي كررت الاستخارة وقلت في دعائي :يارب أريدرؤيا واضحة فرأيت في تلك الليلة نفس الرؤيا السابقة ونفس الشخص ولكنني سمعتُ ما أقول . كنتُ أقول له بقوة
:واللهِ العظيم إن الجماعة الأحمدية هي جماعة الحق . وكررت ذلك ثلاثا.
وغيرها من الرؤى في تلك المرحلة .
أول ما قرأت
كان أول ما قرأتُ للمسيح الموعود على النت قصيدة (يا عين فيض الله والعرفان)وقد تأثرتُ بها جدا وفاضت دموعي عند الموضع الذي يقول فيه عليه السلام:
ونبينا حي وإني شاهد وقد اقتطفت قطائف اللقيان
و لما قرأتُ هذا البيت جرت أمام عيني هذه الكلمات القرآنية الشريفة (ويتلوه شاهد منه)وكان هذا قويا جدا ومؤثرا أيضا
يوم بيعتي (هاتفيا)
اتصلتُ هاتفيا ورد علي الأخ عكرمة وبايعت عن طريق التليفون .ظللت عدة شهور لا أعرف أحدا من الأخوة في مصر وخلال هذه الفترة حدثت لي مواقف عديدة .وجاءني الرد أيضا عن طريق الهاتف ،فقد اتصل بي الأخ عكرمة وأخبرني أن مولانا قبل بيعتي وكانت سعادتي غامرة ظللت أبكي وأدعو الله أن يعينني على هذه المسئولية الجسيمة
بداية المعارضة
كان أول المعارضين لي مدير المدرسة التي أعمل بها وكان يستغل كل موقف للاستهزاء بالمسيح الموعود عليه السلام وخاصة عندما أقول أمامه (عليه السلام)فكان يغضب جدا فكنت أقول (عليه الصلاة والسلام) وعندما كان يستهزئ أغادر المكان محذرا إياه فيزداد استهزاءً فكنت أقول يارب أصلح حاله أو أسكت لسانه. وبعد ذلك أصيب بمرض السرطان وتم استئصال معظم الكبد و خفت صوته وظل هزيلا مريضا حتى وافاة الأجل بعد شهور قضاها في عذاب
رؤيا
رأيت مدير المدرسة في مستشفى يقضى فترة علاج فجلست إليه وقلت له:ما رأيك في الشيخ العريفي ؟(وكان يحبه جدا)فقال لي :كل ما قلته عنه صحيح . فسألته : أين أنت الآن في الجنة أم في النار؟فغضب أشد الغضب ونهرني قائلا:اهتم بنفسك ولا تسألني مرة أخرى.
أما وكيل المدرسة فكان أزهريا وكان يحرض الناس عليّ ولكنه لم يُظهر لي أية عداوة . على أي حال أصيب هو الآخر بجلطة تسببت في شلل يده ورجله ومازال على قيد الحياة وآخر مرة قابلته فيها قال لي :ادعُ لي . فدعوت الله أن يرحمه ويخفف آلامه.
العتامنة تعلن معاداتي !
في تلك الأثناء تعرفت على الأستاذ معروف صابر عن طريق مشاهدتي له على الmtaوعرفت من كلامه أنه من مدينة طما القريبة من قريتي وطلبت من أحد أصدقائي يعمل في طما وكان يعرف الأستاذ معروف فأعطاني رقم تليفونه فتواصلت ُ معه على الفور .
وماكادت معاداتي تهدأ في القاهرة ؛إذا بها تضطرم في قريتي (العتامنة ـ سوهاج) وهي قرية عصبية من قُرى الصعيد وتنتشر فيها جرائم القتل والأخذ بالثأر لأتفه الأسباب . وقد أشاع البعض عني في قريتي أنني تنصَّرت والعياذ بالله واتصل بي أخي الأصغر علي(الذي صار أحمديا فيما بعد)وأبدى استياءه لما أشيع عنيّ وأخبرني أن بعض الشيوخ يفتون بوجوب قتلي وأن أحدهم أوعز لأخي علي أن يقتلني بدلا من أن يقع في مأزق الأخذ بثأري !
. بل إن أشرف عزام عندما سأله والدي :هل ابني عبده أصبح نصرانيا فقال له أشرف: يا ليته أصبح نصرانيا ؛ فالنصرانية ديانة سماوية أما (القاديانية) فهي ديانة أرضية ـ على حد قوله ـ !!!!
طلبت من أخي علي أن يبحث عن القناة (mta3العربية)ويتابعها ثم يحكم بعد ذلك هل هذه الجماعة مسلمة أم لا؟
وبالفعل بحث أخي عن القناة مستعينا بأحد الشباب وتابع وكم كانت سعادته كبيرة عندما سمع تلاوة القرآن الكريم ومشاهد للكعبة والحجاج على القناة .وراح يدافع عني هو واثنين من أصدقائي ودخل في مشاكل عديدة بسبب دفاعه عن الجماعة .وعندما رأى صورة المسيح الموعود على الشاشة قال لأبي وأمي:هل يمكن أن يكون هذا الرجل كاذبا ؟وأجاب على نفسه قائلا :والله لا يمكن أن يعرف هذا الوجه كذبا . يقول أخي علي أنه رأى في منامه المسيح الموعود يقف وسط منزلنا مرتديا ثيابا أبيضا وعمامة بيضاء وكان وجهه مشرقا .يقول أخي علي :واللهِ إنه ابتسم لي ابتسامة لن أنساها طوال حياتي.
وجد علي نفسه يواجه المشايخ وغيرهم في القرية وكان يقول لهم إن سيدنا ميرزا غلام أحمد عليه السلام رجل صادق ،
في العتامنة
على أي حال سافرتُ إلى القرية وبدأتُ في عرض أدلة صدق المسيح الموعود عليه السلام على كل من يسألني ورحتُ أطوف في القرية وأقابل كل صديق وقريب يهمني أمره وخلال 15يوم دخلتُ معظم البيوت وراحت تخرج الأدلة من فمي كالوابل في هذه الزيارة القصرة زرت الأستاذ معروف صابر في بيته وأعطاني بعض الكتب وكان أول أحمدي أتشرف بلقائه ، بدأت أقرأ للناس بعض أقوال المسيح الموعود عليه السلام في حب الرسول صلى الله عليه وسلم وعشق الإسلام ورحت أُلقي بعض أبيات المسيح الموعود في المجالس وأنا أبكي من فرض ملامسة الكلام لقلبي مما جعل المشايخ يلجئون إلى تقديم بلاغ لأمن الدولة بتهمة إثارة الفتنة وازدراء الإسلام وغيرها من التهم . في القاهرة
وعندما تحركت الشرطة نحو منزلنا كنتُ قد وصلتُ القاهرة منذ أيام ولم أكن أعلم أنهم أبلغوا عني الشرطة .اتصل بي والدي وأخبرني أن الشرطة في البيت وطلب مني أن أتكلم مع الشرطي ليفهم الموضوع .
سألني الشرطي :ما الجماعة التي تنتمي إليها . فأجبت :الجماعة الإسلامية الأحمدية ولهم قناة على القمر المصري .
فسأل ماهي الأحمدية ؟ فشرحت له باختصار . فطلب مني المجيء إلى العتامنة لزيارة مكتب أمن الدولة . فقلت له : نحن في أيام امتحانات ولن أستطيع المجيء الآن .فسألني عن عنواني في القاهرة ؛ فأعطيته العنوان . (وكان ذلك في ديسمبر 2010)
قلق وخوف
تسلل إلى قلبي قليل من الخوف ؛فأنا أسمع عن أمن الدولة ومعاملته الوحشية للمقبوض عليهم ،في تلك الأثناء كانت تصلني مكالمات شماته وتهديد من بعض المعارضين من قريتي وقال لي أحدهم مستهزئا:لن تدخل العتامنة طوال حياتك ولو أنك دخلتها لقبضت عليك أمن الدولة قبل نزولك من السيارة . اتصلت بالأستاذ معروف صابر وقلت له ما حدث فنصحني بالدعاء وبدأت أتضرع إلى الله أن يبعد أمن الدولة عني
رؤيا
وفي تلك الأثناء 15يناير 2011رأيت في المنام أن صورة للمسيح الموعود تنعكس على الحائط مثل شاشة السينيما وأن كلابا سوداء ذات أرجل غليظة تحاول أن تدوس الصورة وكان هناك دَرَج ينعكس عليه جزء من الصورة وفيه جزء من البالطو الأسود فداس أحد الكلاب على هذا الجزء من الصورة ؛فقمت من نومي منقبضا وحزنت حزنا شديدا لأن الكلب داس على رداء المسيح الموعود عليه السلام
وعندما سمعت قوله عليه السلام :
كلاب الحي قد نبحوا علينا وما يدرون حقدا ما العفاف
أحداث 25 يناير2011
بعدها بأيام بدأت أحداث 25يناير في ميدان التحرير ثم تفاقم الوضع يوم 28يناير إلى أن انتهى بتنحي الرئيس مبارك عن منصبه . اتصل بي الأستاذ معروف صابر وقال لي :إن أول مبنى حكومي تم اقتحامه في طما هو مبنى أمن الدولة !!!!!
تشرفي بمعرفة الأستاذ فتحي عبد السلام
وبعد أن هدأ الوضع في مصر طلبت من الأستاذ معروف أن أتواصل مع الإخوة في القاهرة فأعطاني رقم تليفون الأستاذ عمرو دياب فتواصلت معه وعند الأستاذ عمرو تعرفت على بعض الإخوة وكانت المفاجأة بالنسبة لي أنني التقيت بالأستاذ فتحي عبد السلام الذي أتابع برامجه على الmta بكل اهتمام وبدأت زياراتي المتكررة للأستاذ فتحي وقد استفدت من حضرته الكثير والكثير وما زلت أعتبر نفسي تلميذا لحضرته وأحمل له كل الحب والتقدير والاحترام وفي كل لحظة تجمعني به أتمنى أن أظل بصحبته على الدوام ، فهو يحمل قلبا عاشقا للإسلام رحيما بالآخرين متواضعا لله عز وجل جزاه الله أحسن الجزاء .
أجمل لحظات حياتي
اتصلت بالحوار المباشر شهر أبريل 2011وقصصت رؤياي المتعلقة بالاستخارة ، وكانت المفاجأة الكبرى !!
فبينما أتابع خطبة الجمعة على الmta فوجئت أن سيدنا أمير المؤمنين يذكر مداخلتي كاملة في خطبة الجمعة 29/4/2011ويقصَّ رؤياي!!هذه اللحظات كانت أجمل لحظات حياتي حتى أن كثير من الأخوة اتصلوا بي لتهنئتي .بعدها تعرفت على الدكتور حاتم الشافعي وكم كنت أتعجب من أخلاق ذلك الرجل الفاضل وكلما التقيت به أشكر الله تعالى على أن من بين المسلمين هناك رجل اسمه حاتم الشافعي يتحلى بكل هذه الأخلاق الطيبة؛ كم هو متواضع وطيب القلب وصبور وجاد وحاسم بغير قسوة اللهم انفع به أمة خير المرسلين يا أرحم الراحمين
مشكلتي مع الزواج
بدأت انتظم في صلاة الجمعة مع الإخوة وكنتُ قد فسختُ خِطبتي للمرة الثانية بسبب تحريض المشايخ وغيرهم من خصوم الجماعة وكلما كنت أتقدم لخطبة أية فتاة كنت أخبرها أنني أحمدي وأبحث لها القناة وأعطيها بعض الكتب وأدعو أهلها وإخوتها لمتابعة القناة وبعد أيام يأتي الرد بعدم الموافقة .
ودخلتُ في حزن عميق بسبب ذلك ،وكان عمري وقتها تجاوز36عاما ونصحني الأستاذ فتحي أن أتضرع إلى الله تعالى وأطلب منه أن يزوجني .ونصحني الدكتور حاتم أنه من الأفضل ألا أرتبط إلا بإنسانة أحمدية .ظللت أتضرع إلى الله تعالى وأطلب منه الزواج من فتاة أحمدية
رؤيا
.وذات ليلة رأيت في المنام أنني في ليلة الدخلة ، فقصصت رؤياي على الأستاذ فتحي فبشَّرني أنني على وشك الزواج .
الله يستجيب دعائي والحمد لله
كنت قد تعرفت على أحد الإخوة من الصعيداسمه عز العرب عند الأستاذ عمرو وكنت متواصلا معه من خلال التليفون وذات مرة طلب مني أن أزوره في البيت خلال إجازة نصف العام لأتعرف على الإخوة في المنيا فوافقت بعد أسبوع سافرت إلى المنيا في صعيد مصر وفي منزل الأخ عزالعرب وهناك تعرّفت على أسرته وكانت كبرى بناته في الصف الثالث الثانوي عمرها 18سنة فقلت له أنا أبحث عن فتاة أحمديةللزواج فقال لي :ابنتي ليست أحمدية لأن أعمامها يعارضونني ويعتبرونني مجنونا ؛وهي تثق بهم لأنهم متعلمون في الجامعة أما أنا فليس لي نصيب في التعليم . فقلت له:اسمح لي أن أعرض الأحمدية على أسرتك وعليك أن تشاركني في الكلام . فاستجاب لطلبي قائلا:لو اقتنعت ابنتي بالأحمدية فسوف أزوجها لك إن شاء الله .ثم نادى على أفراد أسرته ليستمعوا إليَّ ؛ فبدأت في عرض الآيات والأحاديث والأدلة العقلية والواقع وكل مايؤيد صدق المسيح الموعود عليه السلام .
مكثت عند الأخ عزالعرب يومين ثم عدت إلى القاهرة وبعدها بأسبوع اتصل بي الأخ عز العرب وأخبرني أن ابنته تريد أن تبايع وطلب مني أن أحضر إلى المنيا ومعي استمارة بيعة ؛ ففرحت جدا وفي اليوم التالي سافرت إلى المنيا ومعي استمارة البيعة .
قرأتُ أمامها شروط البيعة العشرة وأعطيتها الاستمارة وقامت بالتوقيع عليها ثم عدت إلى القاهرة وسلَّمتها للدكتور حاتم وكان سعيدا جدا .
وبعدها بأيام طلبت يدها من أبيها وساعدني في ذلك الأستاذ فتحي الذي كان في منزلة أبي وولي أمري ووقف إلى جانبي في وقت كان أبي الحقيقي ينفر مني ويرفض هذا الزواج . حددت مع الأخ عز العرب موعد عقد القِران . وتم بحمد الله في موعده مارس 2012واتفقنا أن تكون الدخلة في سبتمر2012
أخي أحمد والأحمدية
كان لي أخ شقيق اسمه أحمد عاد من ليبيا بعد أحداث العنف هناك وخسر بسبب ذلك أموالا كثير تعب في جمعها ، اتصل بي واستفسر عن الأحمدية فلخصت له الموضوع ونصحته بمتابعة الmtaولكنه عندما شاهد صورة المسيح الموعود بدأ في الاستهزاء ودخل في مشاكل مع أخي علي الذي صار أحمديا. وبعد أيام اتصل بي أخي أحمد يحكي لي رؤيا رآها تدل على صدق المسيح الموعود عليه السلام وتكررت معه هذه الرؤيا فقد جاءه المسيح الموعود في المنام كأنه يعاتبه.
وشعر أخي أحمد بارتياح شديد نحو الجماعة وفي أثناء زيارته لي في القاهرة طلب مني أن يبايع وحضر معي صلاة الجمعة والتقى بأخوته وبايع وكان ذلك في مايو 2012.
وعندما وصل أحمد إلى العتامنة أعلن بيعته فثارت في وجهه ضجة ودخل في مناقشات حادة مع عدد من الشباب وكلما كانوا يأتون به بالمشايخ يرد عليهم ردودا مفحمة فلم يجدوا بدا إلا أنهم حرَّضوا عليه أهل خطيبته ففسخوا الخطوبة
بداية المعارك الفكرية في العتامنة
وفي رمضان عام 2012 سافرت إلى العتامنة لتجهيز بعض الأوراق وطلبت مني والدتي أن أقضي رمضان وأيام العيد معها وقد اطمأن قلبها للأحمدية بعد دخول أخي أحمد وحدثت معي بعض الأمور يجدر الإشارة إليها.
فقد كان بعض شباب الإخوان المسلمين يلقونني في الشارع وكان بعضهم يأتي لزيارتي في المنزل وخاصة زملا ء الدراسة منهم وكانت تدور بيننا المناقشات الدينية حول مختلف المسائل وأهمها وفاة المسيح الناصري عليه السلام وفي كل مرة كان الله يوفقني في الرد عليهم وإفحامهم أمام الناس . فراحوا ينشرون في القرية أفظع أنواع الإهانات وصعدوا المنابر وأعلنوا تكفيرهم للمسيح الموعود عليه السلام وكانت خطب الجمعة تتكلم عن عقيدة حياة المسيح النلصري في السماء وأن من يقول بوفاته فهو كافر .هكذا كانوا يقولون والله على ما أقول شهيد
حتى أن أحد أصدقائي انتظر خطيب الجمعة بعد الصلاة وعنَّفه على هذه الفتوى وقال له :أنا مقتنع بأن المسيح قد توفي وهذا قول كثير من العلماء وكان عطية حفظي أحد المهتمين بهذا الموضوع وكان يجلس معي كثيرا ويستمع إلى ماأقدمه من أدلة ولكنه عندما يجلس مع المشايخ يتشتت ذهنه ولا يستطيع الرد فقال لهم :سوف أطلب من عبده بكر أن يلتقى بكم وأكون حاضا لأستمع إلى المناقشة . وجاءني إلى المنزل وأخبرني أن شيخ كبار تابعين للإخوان والسلفية يطلبون مناظرتك . فقلت له : يفعل الله مايشاء .
في تلك الأثناء رأيت في منامي أن حضرة أميرالمؤمنين الخليفة الخامس نصره الله يخرج من بيتنا القديم في العتامنة متجها إلى بيتنا الجديد على أطراف القرية وكان يمشي بالخطوة السريعة لدرجة أنني كنت أجري للحاق بحضرته وكانت أمي تجري معي وفي الطريق أخرجت إحدى السيدات رأسها من الشرفة وبدأت تصرخ وتقول:نفيسة ماتت .توقفتُ ورفعت وجهي إلى الشرفة فإذا بها إحدى قريباتي اسمها راوية فتابعت الجري لألحق بأمير المؤمنين ووالدتي وعندما وصلت إلى بيتنا الجديد كان أخي المرحوم محمد ممدا على الأرض وكأنه نائم وكانت أمي جالسة فقلت لها:إن سيدنا مجيء سيدنا عيسى يعني مجيء مثيل له لأن الميت لا يعود ، وأشرت إلى أخي وهو يقوم وأكملت كلامي قائلا : فهذا ليس محمد أخي الذي مات غرقا منذ سنوات وإنما مثيله.
وفي اليوم التالي حدد المشايخ موعدا ومكانا للمناظرة ولنهم لم يأتوا في الموعد المحدد واعتذروا قبل الموعد بوقت قصير ورأيت أيضا في منامي أن سيدنا أمير المؤمنين الخليفة الخامس نصره في العتامنة واقف على قدميه وأمامة مُهرة (أنثى الحصان) هائجة؛ وحضرته ممسك بلجامها كأنه يروضها ثم أخرج من جيبه طعاما ووضعه في فمها فهدأت على الفور .
وكنت في تلك الأثناء متواصلا مع الأستاذ فتحي عبد السلام وأتبع تعليماته حرفا حرفا غير أنه طلب مني الاعتذار عن المناظرة لأن المشايخ غيروا المكان المتفق عليه وطلبوا مني أن تكون المناقشة في مسجد الجمعية الشرعية بالعتامنة!!!!
قررت أن أعتذر وعندما اتصلوا بالأخ عطية حفظي كنت جالسا معه وعندما أخبرهم باعتذاري قالوا له :هو خائف لأنه ليس على الحق .فقال لهم :سنكون عندكم بعد قليل في الجمعية الشرعية لأنني متأكد أنه على الحق .
ثم نظر إلي وقال : استعد يا عبده يجب أن نذهب إليهم ولو أنت على الحق سينصرك الله وأبدى رغبته في حضور موقف مثل هذا قبل سفري إلى القاهرة . فقمت إلى الوضوء وصليت ركعتين وتضرعت إلى الله أن ينصرني ويظهر الحق ويخزي أعداء المسيح الموعود عليه السلام .ثم اتصلت بالأستاذ فتحى وأخبرته عن التطورات فنصحني بالحكمة .
في جحر الذئاب
توكلت على الله وذهبت إلى مسجد الجمعية الشرعية بقرية العتامنة محافظة سوهاج ومعي عطية حفظي وعبد الرحمن الأزهري .وكان هذا في يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك للعام الميلادي 2012وفي الجمعية الشرعية كان يعتكف العشرات من المشايخ وأتباعهم وعندما دخلت سلمت عليهم ثم جلست وكان عددهم يتجاوز الخمسة وعشرين شخصا يتوسطهم شيخ كبير اسمه الشيخ عبد ربه وآخر اسمه الشيخ فريد وبدأ الكلام عندما أبدى الشيخ فريد أسفه على ما وصلت إليه من ضلال (على حد وصفه)وأنني كنت أحضر دروسهم وأنا صبي وبدلا من أن أحرز نجاحا ماديا في حياتي جئت لهم اليوم بمصيبة!!
فقال عطية:نريد أن ندخل في الموضوع . هل المسيح الناصري توفي أم حي في السماء؟
فرد الشيخ عبد ربه :المسيح حي في السماء .
فقال لي عطية ما قولك يا أستاذ عبده؟
فبدأت في الكلام بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله وعرضت أدلة وفاة السيد المسيح من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وذيلتها بأقوال بعض العلماء. فقال الشيخ عبد ربه:مسألة وفاة المسيح خلافية وفعلا يوجد علماء قالوا بوفاته !
فقال عطية: إذا كانت مسألة خلافية فلماذا تكفرون الأستاذ عبده؟ فقال الشيخ عبدربه :لأنهم ينكرون نزول المسيح وهذه عقيدة ثابتة عند أهل السنة والجماعة.
فقلت له :كيف ننكر نزول المسيح ونحن نعتقد أنه قد نزل بالفعل؟ فاندهش الحاضرون وسأل أحدهم : كيف ذلك؟ فبدأت أتحدث عن وجوب فهم الأحاديث وفق هداية القرآن الكريم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنبأ عن نزول عيسى قال أنه منكم ،ثم عرضت عليهم الأحاديث التي في الصحيحين وبدأت أعرض الآيات القرآنية التي تؤكد أن بعثة أي مبعوث في قوم هو منهم .وبناءً على ذلك فإن المسيح الذي ينتظره المسلمون اليوم هو منهم لا محالة . عندها سألني الشيخ عبد ربه : تقصد مرزا غلام أحمد ؟فأجبت نعم ، عليه السلام !فاستشاط الشيخ غضبا وراح يشتم المسيح الموعود عليه السلام فقمت من أمامه غاضبا وقلت له :لن أجلس مع شخص يهين المسيح الموعود . وانصرفت غاضبا . وأسرع ورائي شاب أزهري يعرفني جيدا ولحقني خارج المسجد وأبدى أسفه لما صدر من الشيخ وطلب مني العودة فقلت له يعتذر الشيخ أولا ويعدني ألا يعود للإهانة . فكلمه في الهاتف واعتذرلي فرجعت معه ودخلت المسجد مرة أخرى فاعتذر الشيخ أمام الحاضرين فجلست وواصلنا الحديث .فقال الشيخ : مؤسس جماعتكم يدعي أن الله أنزل عليه الكتاب المبين وفيه شريعة الأحمدية .فقلت له: أتعهد أمام الله وأمام الحاضرين أن لو جئتني بهذا الكتاب سوف أعلن خروجي من الأحمدية وأنضم فورا للمحاربين لها في مصر .فقال لي :يوجد كتاب مبين وأنا قرأته . فقلت له :تحلف على ذلك؟ فقال :أقسم بالله العظيم أنني قرأت الكتاب المبين ؟فقلت على الفور:أحضره الآن إن استطعت ليراه الناس . فنادى على أحد الأشخاص وأمره أن يحضر جهاز اللاب توب وظللت لمنتظرا له وهو يفتش في الجهاز ، ثم توقف وأراد أن يغير الكلام . فقال له عطية :أين الكتاب المبين يا شيخ ؟ فلم يرد عليه ؛ بل إنه قال بصوت مرتفع:ميرزا غلام أحمد كاذب . فقلت له على الفور : لعنة الله على الكاذبين .فقال بكل غضب :أنت كافر!فقلت بكل قوة :لعنة الله على الكافرين.
ثم قمنا من المجلس وأثناء عودتنا قال لي عطية:كنت أتمنى أن تطول الجلسة لينكشف الحق أكثر . فوجدت نفسي أقول له:إن الله تعالى اختار أن تنتهي الجلسة هكذا وعليك أن تتابع أخبار هذا الشيخ لمدة عام وتتابع أخباري أيضا فلعنة الله نازلة على الكاذب لا محالة .
وعندما وصلت البيت وجدت أبي غاضبا وأخبرني أن الشيخ فريد قد اتصل به وأبلغه أن المشايخ كفروني ومن اليوم لا يحق لي العيش مع والدي ولا تناول الطعام في بيته ،وطردني والدي من البيت ،فاتجهت إلى محطة القطار واتجهت إلى القاهرة.وفي الطريق اتصل بي الأخ عزالعرب وطلب مني أن أنزل من القطار في محطة المنيا لقضاء يوم الأيام المتبقية في رمضان بصحبته . فلبيت طلبه وفي اليوم التالي اتصل بي والدي وطلب مني العودة إلى المنزل مرة أخرى لأن والدتي حزينة جدا ، فرجعت على الفور ، فوجدت أن المشايخ أطلقوا إشاعة أنهم أباحوا دمي لذلك أنا هربت من القرية وعندما لمت بذلك خرجت إلى الشارع ومررت على بيوتهم ومررت أمام الجمعية الشرعبية مرات عديدة على أن يعترضني أحد فلم يحدث!!!
وكان عطية يدافع عني ويشيع في القرية أن اللعنة ستنزل على الكاذبين .في ذلك الوقت كان الإخوان المسلمون يسيطرون على مقاليد الحكم في مصر وكان المشايخ في قمة سطوتهم وخاصة بعد إزاحة المجلس العسكري عن السلطة وكانوا يتحدوث عني كأنني أقدمت على الانتحار لأنني واجهتهم في عقر دارهم ،وكانوا يستهزءون لشدة ثقتي أنهم مندحرون لا محالة .
وكنت أقول للناس :أنا مقبل على الزواج وتابعوا أخباري خلال عام فلو حلت بي لعنة من الله فاعلموا أن المشايخ على الحق ، والإخوان الآن في السلطة وأتباعهم في العتامنة يقولون سنقضي على الأحمدية ويسبون المسيح الموعود الذي يقول بأن الله قال له:(إني مهين من أراد أهانتك)فلو أذلهم الله وأخزاهم فراجعوا أنفسكم وابحثوا في أمره .
رؤيا
وعندما جاء رمضان من العام التالي 2013حدثت في العتامنة كوارث لم تحدث من قبل وقبل سرد هذه الكوارث يجب الإشارة إلى بعض الأمور
اتصل بي أخي أحمد الذي سافر إلى السعودية للعمل وأخبرني أنه رأى في منامه المسيح الموعود عليه السلام قادم من الهند ليزور قرية العتامنة ومعه عدد من الأخوة الذين يرتدون الزي الباكستاني وكنت أنا وأحمد منتظرين وصول حضرته
وكانت أبواب المنازل في القرية مغلقة إلا بيتنا القديم وعندما وصل حضرته ؛أسرعت إليه وقبَّلتُ يده الشريفة،ففعل أخي أحمد مثلما فعلت ثم دخلنا بيتنا القديم وكان الأخوة الباكستانيين المرافقين لحضرته يحملون أكياسا كبيرة وضعوها أمام المنزل ؛ فخرج الجيران إلى الشارع يشتكون من هذه الأكياس التي خرجت منها أشياء مؤذية واتجهت إلى بيوتهم ، وحاولوا اقتحام المنزل لإيذاء المسيح الموعود ورفاقه وكانت أمي قد أتت بإناء فيه ماء ووضعته أمام المسيح الموعود عليه السلام ليغسل رجليه ؛فبدأ بالقدم اليسرى وعندماه رآه الجيران أثاروا ضجة وراحوا يقولون :انظروا إلى الذي يدعي أنه نبي يبدأ بغسل قدمه اليسرى قبل اليمنى وأرادوا أن يؤذوه، فبدا الحزن واإعياء على وجه المسيح الموعود عليه السلام وابيضت عيناه وطلب الانصراف وأثناء سيره إلى الخارج ؛كان الناس يريدون إيذائه بأيديهم وكانوا يشتمونه وهو لا يرد عليهم .أما أنا وأخي أحمد والمرافقين لحضرته ؛ تشابكنا بالأيدي على شكل دائرة حول حضرته وأوصلناه إلى مكان ركوب السيارة وودعناه وودعنا المرافقين لحضرته وكان حزينا جدا
بعدها بحوالي شهر اتصل بي أخي أحمد وأخبرني أنه رأى أن جميع مساجد قرية العتامنة تحترق وهو يحاول إطفائها .
وعندما قصصت هذا على الأستاذ فتحي أخبرني أن العذاب قادم على قرية العتامنة
هلاك المعارضين
تطورت الأحداث السياسية في مصر سريعا وفي 3/7/2013 تم عزل الرئيس محمد مرسي وخرج الأخوان في قرية العتامنة وأحرقوا نقطة الشرطة وأتلفوا السكة الحديد وقتلوا عددا من رجال الشرطة.
فهاجمتهم الشرطة واقتحمت منازلهم وأحرقتها وقتلت بعضهم واعتقلت الآخرين بل أن قوات الأمن بدأت في هدم الجمعية الشرعية وظل قائد القوات يشتم الشيخ عبد ربه والشيخ فريد باستخدام مكبر الصوت وقاموا بإحراق منزليهما ومطاردتهما واعتقل أحدهم وفرالآخر إلى مكان مجهول وأصدرت المحكمة ضدهم أحكاما بالسجن المشدد وينتظر معظمهم حكم الإعدام
وتم إحراق محتويات شقة محمد موجي الذي هددني بالقتل وفي يده بندقية آلية وهو هارب الآن ينتظر حكم الإعدام
كل هذه الأحداث موجودة على اليوتيوب اكتب (الشرطة تحرق بيوت العتامنة)أو(العتامنة تحترق).
وبينما كان الأستاذ فتحي عبدالسلام يتابع الأخبار شاهد على التليفزيون مشاهد الدمار فاتصل بي وهو يبكي ويقرأ من قول الله تعالى في سورة الطلاق (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا(9).إلى قوله تعالى(قد أحسن الله له رزقا(12)
ذهبت مع الأستاذ فتحي في هذا الشعور الجلالي المهيب وأخذت أردد ـ وعيناي مغرورقتان بالدموع ـ :الله أكبر!!!!
اتصل بي عطية حفظي وأخبرني أنه يريد المبايعة ؛ فأخبرت الدكتور حاتم وطلب مني أن يأتي إلى القاهرة هو وزوجته التي اقتنعت بالأحمدية أيضا وبالفعل حضر عطية وزوجته وبايعا والحمد لله
وهماالآن يقصان على الناس أفعال الله لنصرة المسيح الموعود عليه السلام ، وينبهان الناس أن تلك الأحداث هي تأييد لإمام الزمان عليه السلام
الغريب أن عطية لم يتعرض لأية معارضة ؛ بالعكس فقد زاره اثنان من أصدقائي وقدّما له التهاني لأنه أصبح أحمدياً!!!
رؤيا
في هذه الفترة رأيت في منامي أنني أتابع الأخبار على القناة الأولى المصرية المحلية فعرضت المذيعة مقطعا لأمير المؤمنين نصره الله وهي تذيع هذا الخبر:"ننقل إلى حضراتكم الآن كلمة إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية " وبدأ حضرته يتكلم بالأردو ولا أحد يترجم ، علقت المذيعة بعد عرض المقطع قائلة:"نعتذر لحضراتكم لعدم وجود ترجمة ، فلا يوجدعندنا من يفهم الأوردو"أما أنا فقد كنت سعيدا وقلت في نفسي:الحمد لله أنا أفهم كلام أمير المؤمنين.
ورأيت أيضا أن والدي مقبوض عليه ووالدتي قلقة للغاية وأثناء متابعتي للأخبار أذيع الخبر مع عرض مقطع يظهر فيه أمير المؤمنين مشغولا جدا بهذا الموضوع ويسعى حثيثا لمعرفة مكان أبي وإخراجه من محبسه
الحمد لله أنا متزوج الآن وعندي ابنة جميلة اسمها زينب وأرى أفضال الله نازلة عليَّ كل لحظة وأن الله تعالى يستجيب أدعيتي بشكل خارق
طلبت مني زوجتي يوما أن أبحث عن شقة بديلة لشقتنا وكانت توجد أزمة في السكن فتوجهت إلى الله بالدعاء وطلبت منه أن أجد شقة كبيرة ومريحة وقريبة من المواصلات وترتاح فيها زوجتي ، ثم خرجت أبحث عن السقة ؛وإذا بي أجدها بالمواصفات المطلوبة دون أي عناء وأنا أكتب هذه السطور من داخلها الآن
وكانت هناك مشكلة في ظهر ابنتي زينب وخشيت أن تحتاج إلى جراحة فتضرعت إلى الله وأرسلت إلى أمير المؤمنين أطلب منه الدعاء لابنتي .والحمد لله استجاب الله لدعائه ولم تخضع ابنتي لجراحة وهذا كله من فضل الله وآلائه وببركة دعاء أمير المؤمنين .
سافرت إلى العتامنة منذ شهر وكم شعرت بأفعال الله الجلالية ؛لقد خلت قرية العتامنة تماما من المعارضين والمعادين للمسيح الموعود عليه السلام وجماعته وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم لقد أصدر الله أوامره بحشر وحوش القرية وبدل عزهم ذلا وأمنهم خوفا وكبرهم ذلا وفرحهم نكدا ، وفي نفس الوقت ؛بدل الله حالي إلى ماهو أفضل ملايين المرات ، فقد كنت ضالا فهداني ؛وكنت عائلا فأغناني من فضله ، وكنت مشردا فآواني ، وكنت منقبض الصدر فشرح صدري ونجاني وكنت حزينا على فقد أخي فواساني وعوضني بالمسيح الموعود وقربني وأدناني فلله ما أخذ ونعم ما أعطاني ، أحمده كل الحمد وأستغفره من كل ذنب وأصلي وأسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى عبده المسيح الموعود
عبده بكر محمد بكر
القاهرة
مصر
22/7/2014