loader
 

الرد على مقال نائب رئيس الحركة الإسلامية ومقال في صحيفة "صوت الحق والحرية"

بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على مقال نائب رئيس الحركة الإسلامية ومقال في صحيفة "صوت الحق والحرية"

تحت عنوان "قراءة في مصارع الجبابرة والظالمين" جمَع نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48 بين مصائر النمرود الذي ألقى إبراهيمَ عليه السلام في النار، وفرعون الذي ذبح العديد من أطفال بني إسرائيل، وأبرهة الذي أقسم أن يهدم الكعبة، وأبو لهب الذي عادى النبي صلى الله عليه وسلم أشد العداء وشتمه، والمسيح الموعود عليه السلام الذي "قال كلامًا كثيرًا في تشويه مفاهيم الإسلام والطعن بالأنبياء والرسالات" حسب زعم الشيخ، وحسني مبارك وزين العابدين بن علي والقذافي.


وواضح أنّ مقاله يدل على حقد وحسد في قلبه ضدّ المسيح الموعود عليه السلام وجماعته المباركة. ومهما كانت غايته ونيته التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، فإن هذا الجمع إنما يدل على تخليطه وسوء محاكمته على اقل تقدير. فمثال المسيح الموعود عليه السلام لا مكان له بين هؤلاء الذين ذكرهم قط، فحتى لو شوّه حضرته عليه السلام تعاليم الإسلام أو فضّل نفسه على النبيين جميعا –كما افترى الشيخ- فهذا ليس تشابها مع النمرود وفرعون وأبي لهب وغيرهم، فهؤلاء جبابرة قتلوا الأبرياء وعذّبوهم وعتوا عتُوًّا كبيرا. أما مَن شوّه تعاليم الإسلام فليس عمله هذا قتلاً للمؤمنين ولا اضطهادًا لأحد، بل هو ضلال يواجَه بالحجج الدامغة التي تُسكته وتوضِّح للناس بطلان ما هو عليه.


ثم إنّ هؤلاء جميعا قد انقرض أتباعهم، ولم يبقَ أحد يصلّي عليهم ويسلّم، أما جماعة المسيح الموعود عليه السلام فظلّت تزدهر كيفًا وكمًّا منذ نشأت قبل أكثر من 122 عاما.


ثم هؤلاء جميعا لم يجدوا مكانا محترما يُدفنون فيه، لكن حضرته قد مشى في جنازته بإجلال كبير عددٌ كبير من أتباعه واتفقوا على بيعة خليفة له، وظلّ أتباعه يتَّفقون على ذلك حتى بويع الخليفة الخامس قبل أكثر من ثماني سنوات، وأتباعه في ازدياد مضطرد حتى بلغوا الملايين في أكثر من 192 دولة حتى الآن.


ولعل هذا الشيخ قد أدخل اسم المسيح الموعود عليه السلام ضمن هذه القائمة بسبب كثرة ما يُطلب منه أنْ يردَّ على ما نطرحه من فكر رفيعٍ يجعل منه ومِن فكره مَهزلة ومَضحكة أمام الناس، أو لعله قد بدأ بالتعرف إلى بعض منجزات هذه الجماعة في خدمة الإسلام والدفاع عنه أمام معارضيه، وفي اظهار صورة الإسلام الحقة التي بدأت تجتذب كثيرا من الناس، فانعكس حقده وحسده وقلقه في مقاله هذا. ولم يظهر قلقه وحقده من خلال ذلك فقط، بل من خلال الإكثار من الكلمات البذيئة بحق المسيح الموعود عليه السلام، بينما لم يكررها مع الطغاة في مقاله، فقد كرر كلمة الدجال 5 مرات، والكذاب مرتين، وذكر كلمة الخبيث مرة، والزنديق مرة، وكلمات بذيئة أخرى.
على كل فإنّ ردنا التفصيلي على مقاله موجود في موقعنا ولكن نمرّ سريعا ببعض أكاذيبه:
منها أنه نسب إلى المسيح الموعود عليه السلام أنه قال: "صار آدمُ ذليلاً مصغرًا، ثم خلقني الله لكي أهزم الشيطان"؛ ذلك أن المسيح الموعود عليه السلام يؤمن بنبوة آدم عليه السلام ويعتبر نفسه مثيلا له، فهل يعتبر نفسه مثيلا لذليل مصغَّر؟!
ومنها أنه نسب إلى المسيح الموعود عليه السلام أنه ادعى أنه أفضل من كل الأنبياء مجتمعين، ونسب إليه عليه السلام أنه قال: "لقد جاء أنبياء كثيرون ولكن لم يتقدم عليّ أحدٌ في معرفة الله، وكل ما أُعطيَ لجميع الأنبياء أعطيتُ أنا وحدي بأكمله".
فهذا من الكذب المجرّد؛ فقد ذكر المسيح الموعود عليه وسلم مرارا وتكرارا أنه خادم أمين لسيده وسيد الخلق أجمعين؛ محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم. حيث قال في شعر له:
لاَ شَكَّ أَنَّ مُحَمَّدًا خَيْرُ الْوَرَى رَيْقُ الْكِرَامِ وَنُخْبَةُ الأَعْيَانِ
يَا سَيِّدِي قَدْ جِئْتُ بَابَكَ لاَهِفًا وَالْقـَوْمُ بِالإِكْفَارِ قَدْ آذَانِي
انْظُرْ إِلّيَّ بِرَحْمَـةٍ وَتَـحَنُّنٍ يَا سَيِّدِي أَنا أَحْقَرُ الْغِلْمَانِ
ونسب إلى المسيح الموعود عليه السلام أنه اتّهم عيسى عليه السلام بشرب الخمر، مع أنه واضح جدا أن المسيح الموعود عليه وسلم يكرّم المسيح الناصري عليه وسلم ويؤمن بأنه نبيّ عظيم، وأقواله في ذلك لا تُحصى.
ونسب إلى المسيح الموعود عليه السلام قوله إن معجزاته عشرة أضعاف معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن المسيح الموعود عليه السلام قد قال: "لم تظهر على يد أي نبي معجزات بقدر ما ظهرت على يد نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم". (حقيقة الوحي)
وكذب كذبة كبيرة في وصفه لحالات وفاة المسيح الموعود عليه السلام، مع أن قصة وفاة حضرته منشورة بالتفصيل وبالدقيقة.
وكذلك قال: "إن الإنجليز نقلوا بعض أتباعه إلى فلسطين هنا في حيفا"، وهذا كذب وجهل وتحريض على حيّ كامل وعلى عائلات عريقة في الكبابير وغيرها، فالأحمديون هم فلسطينيون هنا ولم يأتوا من دول أخرى. وهي تهمة تتوافق مع أقوال بعض الصهاينة الذين لا يعترفون بشعب فلسطيني هنا، ويكذبون على العالم قائلين إن البلد كان فارغا قبل دولتهم.
باختصار، لقد حدّث الكاتب بكل ما سمع، وكفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سمع كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. وأظهرَ الكاتب لسانا بذيئا لا يليق بأي شخص، فكيف بمن كان نائب رئيس حركة إسلامية!! ألا يحقّ لكل مسلم أن يعترض عليه باعتباره مسيئا لهذا الاسم؟ علما أنه لم يكتب مرجعا واحدا لكل ما نسبه للمسيح الموعود عليه السلام.
واليوم طالعتنا صحيفة "صوت الحقّ والحرية" بمقال بعنوان: "من قرارات المجامع الفقهية.. حكم القاديانية والانتماء إليها"، فألفيتُه قد أُلِّف بنفس الروح.. روح الهزيمة من مواجهة الفكر الإسلامي الأحمدي الذي نزّه الإسلام من شوائب المشايخ بشتى تصنيفاتهم..
إنه الإسلام نفسه الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس إسلام أولئك الذين يقولون بكفر الديمقراطية اليوم ثم يشاركون في الانتخابات الديمقراطية من أوسع أبوابها، ولا إسلام أولئك الذين يُكثرون من الحديث عن الجهاد وهم في المعارضة ثم يكثرون من الحديث عن الهدنة حين يصبحون في السلطة، ولا إسلام الذين يدعمون المظاهرات في بلد ويستنكرونه في بلد آخر. فالنفاق ليس إسلاما، ولا الغموض ولا الكيل بمكيالين.
لماذا لا تخصص هذه الصحيفة صفحة للحوار مع الجماعة الإسلامية الأحمدية بدل أن تنقل الكذب؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع؟ فلماذا ينقلون من غير تثبت أن المسيح الموعود قال إن النبوة لم تختم بسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟ لماذا ينسبون للمسيح الموعود عليه السلام أنه قال بوجوب الحج إلى قاديان؟ لماذا يكررون أكذوبة إلغاء الجهاد ونحن الذين شرحناه شرحا وافيا حتى صار يقول بقولنا فيه كبار العلماء من غير الأحمديين والذين نبز مقال الصحيفة بأشهرهم؟ لماذا يضيف كذبةً أن لنا لسانين، مع أننا جماعة مشهورة بأنها تخاطب العالم كله بلسان واحد؟ ألم يشاهدوا برنامج الحوار المباشر الشهري الذي يتصل به السلفي والشيعي والمسيحي والملحد فيُجاب عليهم جميعا بلسان واحد وبنفس العبارات وبنفس الأسلوب منذ أن بدأ البرنامج قبل سبع سنوات؟ لكنّ الحقيقة أنّ كل إناء بما فيه ينضح؛ فهذا هو حال كثير من المشايخ في حلقاتهم السريّة.
وعلى كل حال، فهكذا ظلّ أعداء الأنبياء عبر التاريخ؛ تشويهٌ وصَدٌّ وتحريض، ولكن المؤمن الحقّ هو مِن {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (الزمر 19).. لذا نحن ندعو الجميع لسماع ما يقول هؤلاء في وسائل إعلامهم، بل نحثّهم على ذلك، لأنّ وضوح الحقّ الذي معنا سيتجلّى أكثر بمقارنته بالمغشوش.
ثم لماذا لا يزورون مراكزنا؟ لماذا لا يراسلون الأحمديين الذين ينتشرون في كل بلاد العالم وفي البلاد العربية أيضا؟ لم تعُد مدينة عربية تخلو من أحمديين مخلصين الآن بفضل الله تعالى.. وهم ينشطون عبر مختلف وسائل الإعلام.
نسأل الله تعالى أن يوفق أمتنا الإسلامية إلى الخير والهدى، وأن يرفع عنها آفاتها ومصائبها ويرحمها، وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق إنه هو الفتاح العليم.


 

خطب الجمعة الأخيرة