القدر هو ما يمكن اعتباره النتيجة الطبيعة لفعل الإنسان أو فعل غيره الذي يؤثر عليه أو لظروف أخرى والتي تقدِّرها قوانين الله تعالى وسننه، أما القضاء فهو حكم الله تعالى في هذه النتيجة وما يرتِّبه الله تعالى عليها بالفعل.
والقضاء يمكن أن يتغير ويمكن أن يردَّ الضارَّ منه بالدعاء والصدقة والتوبة النصوح، إلا ما كان قضاء مبرما لا يتغير والذي لا يعلمه إلا الله تعالى. ولكن بما أن الإنسان لا يعلم ما هو القضاء المبرم من غير المبرم فيجب عليه أن يبذل جهده بالدعاء والصدقة التي تؤدي نتيجتها إن كان القضاء غير مبرم.
والواقع أن الدعاء والصدقة والتوبة في العالم الروحاني هي أشبه بالدواء في العالم المادي. فإذا أصاب الإنسان مرض أو أصاب قريبا أو عزيزا فإنه سيبذل جهده لمعالجته وجلب الدواء له بكل ما استطاع، ومعلوم أن الدواء قد ينفع أحيانا وقد لا ينفع أحيانا، ولكن لا يفقد الشخص الأمل ولا يكلُّ في الحصول على الدواء والعلاج مهما كان الأمل ضعيفا. وهكذا، وبهذه الروح، ينبغي أن يتوجه الإنسان إلى الله بالدعاء والصدقة والتوبة، ثم يتوكل على الله تعالى ويرضى بقضائه أيا كان.
ونظرا إلى هذه المماثلة، فإننا نجد أن الدواء كثيرا ما يكون مفيدا وقلما لا يفيد، وهكذا، فإن الدعاء والصدقة والتوبة كثيرا ما ترد القضاء وقلما يكون القضاء مبرما. لذلك يجب على الإنسان أن يتوجه إلى الله تعالى ولا ييأس.