loader
 

السؤال: سؤال; يقول الله في سورة آل عمران ١٤; زين للناس حب الشهوات!! من النساء والبنين والقناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحيوة الدنيا والله عنده حسن الماب. يحذرنا الله بأن هذا ليس من الخير! ولكن الغريب هو أن نفس الله ينبئ المؤمنين بحياة في الآخرة فيها كل ما نهاه في الآية اعلاه!! فلنقرأ سورة الزخرف الآية ٧١; يطاف عليهم بصحاف من ذهب! واكواب وفيها ماتشتهيه!! الأنفس وتلذ!! الأعين وانتم فيها خالدون. سورة فاطر ٣٣; جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب! ولؤلؤا! ولباسهم من حرير!. سورة الدخان الآية ٥٤; كذلك وزوجناهم بحورٍعينٍ!. سورة محمد الآية ١٥; ... وأنهار من خمر لذة!! للشاربين ... سورة الطور الآية ١٧ الى٢٤; ... وامددناهم بفاكهة ولحمٍ! مما يشتهون!! ... ويطوف عليهم غلمان لهم! كانهم لؤلؤ مكنون!... إلخ.

تقول الآية الكريمة (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ) آل عمران 15
لا تذكر هذه الآية الكريمة بأن هذه الأمور بشكلها المجرد هى شر، بل تذكر أنها متاع الحياة الدنيا. بمعنى أن الشر أو الخير يتوقف على طريقة استخدمها، فليس من الشر أن يكون للإنسان زوجة وأولاد وأموال وخيل وأنعام وحرث. إنما الشر هو استخدام هذه الشهوات فيما يغضب الله عز وجل. وكل هذه الأمور يجب أن يمر بها الإنسان ويستخدمها وفقا للشريعة الربانية حتى يرتقي روحانيا. لذلك يقول الله عز وجل (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (33) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف 33-34
فاستخدام هذه الأمور وفقا لشريعة الله وبما يرفع روحانية الإنسان فهو خير، وعكس ذلك فهو شر.

هاني الزهيري


 

خطب الجمعة الأخيرة