loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله ...تشير الاية 104 من سورة البقرة والاية 46 من سورة النساء الى مسالة تحريف اليهود الكلم عن موضعه وليا بالسنتهم فهل المقصود اعتماد كلمة"راع" العبرية بفعل "راعى" العربية ؟ ارجو التوضيح وشكرا

يقول الله تعالى {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)} (النساء 46)
هذه الآية لا تتحدث عن تحريف التوراة، فهي تقول: "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ" ولا تقول: يُحَرِّفُونَ التوراة عَنْ مَوَاضِعِها. وتحريف الكلام عن موضعه يعني أن يلوي المرء لسانه حتى لا يُسمع بوضوح. وذلك من أجل: "إخفاء المشاعر السيئة التي كانوا يحملونها تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ومن أجل أن يقلدهم المسلمون باستعمال تعبيرات مشابهة عند التخاطب مع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ للسخرية من المسلمين في الأمور التي تتعلق بدينهم، وكأنهم يقولون لهم في واقع الأمر: إننا نخاطب نبيّكم بأسلوب ساخر ونهزأ به باستعمال بعض الكلمات ذات المعاني الملتبسة، ولو كان نبيًّا من الله لكان قد عرف ذلك". (التفسير الوسيط)
وهذا مطابق لقصة (راعنا)، فطلب الله من المسلمين أن لا يقولوا راعنا، بل عليهم أن يستخدموا كلمة ثانية لا يسهل تحريفها، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)} (البقرة 104)
وكلمة راعِنا كانوا يطيلون كسرتها بعض الشيء لتصبح راعينا، أي راعي أغنامنا ودوابنا، وذلك استخفافا وتحقيرا.


 

خطب الجمعة الأخيرة